شتاء فيروسي قاسٍ.. خريطة مقلقة تكشف عودة الكمامات لبعض المناطق

مع ارتفاع إصابات الإنفلونزا وكوفيد و"RSV" في أنحاء أمريكا، تبدأ ولايات عدة في إعادة فرض ارتداء الكمامات داخل المرافق الصحية.
يحذر خبراء الصحة في الولايات المتحدة من أن الكمامات ستعود مجددًا هذا الشتاء في عدد من المناطق، مع ارتفاع الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي، وعلى رأسها كوفيد-19 والإنفلونزا وRSV، وهو ما يثير مخاوف من موسم وصفه الأطباء بـ”الوباء الرباعي”.
وكانت مقاطعة سونوما بولاية كاليفورنيا أول من أعلن رسميًا عن إعادة إلزام الزائرين والعاملين الصحيين بارتداء الكمامات في بعض المرافق الطبية مثل دور رعاية المسنين ومراكز الغسيل الكلوي. وأوصت السلطات المحلية كذلك بارتداء الكمامات داخل المستشفيات، وحثّت الجميع على تلقي لقاحات كوفيد والإنفلونزا وRSV.
وأكد أطباء لصحيفة "ديلي ميل" أن ولايات أخرى ستتبع الخطوة نفسها قريبًا، مشيرين إلى أن 12 ولاية كانت قد فرضت قيودًا مشابهة خلال موسم الفيروسات لعامي 2024-2025.
وأوضح الدكتور تود إليرين، أخصائي الأمراض المعدية في جامعة هارفارد، أن أنظمة الرعاية الصحية في مناطق مثل بوسطن تعتمد سياسات مشابهة، إذ يُطلب من العاملين ارتداء الكمامات عندما تتجاوز معدلات الأمراض التنفسية حدًا معينًا.
وأضاف: “لن تكون كاليفورنيا وحدها، ففي الأماكن التي تضم مرضى معرضين للخطر، من المنطقي التفكير في إعادة فرض الكمامات”.
من جانبه، قال الدكتور بيل شافنر من جامعة فاندربيلت إنه لا يتوقع عودة الإلزام الشامل على مستوى البلاد، لكن من المرجح أن تصدر توصيات طوعية بارتداء الكمامات في الأماكن العامة المغلقة أو المناطق التي تشهد تفشيًا للفيروسات.
ورغم ذلك، فإن بعض الدراسات أثارت الجدل حول فعالية الكمامات، إذ أشارت مراجعة صادرة عن مؤسسة كوكران إلى أن الأقنعة القماشية والجراحية أحدثت “فرقًا طفيفًا أو معدومًا” في معدلات العدوى أو الوفيات، فيما يرى خبراء آخرون أن الكمامات الطبية من نوع N95 تبقى الأكثر فعالية.
ويحذر مختصون كذلك من أن عدم تنظيف الكمامات القماشية بانتظام قد يحولها إلى بيئة خصبة للبكتيريا، مما يزيد خطر العدوى.
وبحسب البيانات الحالية، فقد أعادت ست مقاطعات في منطقة خليج سان فرانسيسكو (كونترا كوستا، سانتا كلارا، سونوما، نابا، سان ماتيو وسانتا كروز) فرض ارتداء الكمامات في بعض المرافق الصحية، بدءًا من الأول من نوفمبر، على أن تشمل القرار العاملين والزائرين والمرضى داخل المرافق التي تضم فئات هشة صحيًا.
وقالت الدكتورة كارين سميث، المسؤولة الصحية المؤقتة في مقاطعة سونوما، إن “خطر الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي مثل كوفيد والإنفلونزا ما زال كبيرًا على المرضى الضعفاء، لذا من المهم الاستمرار في استخدام الكمامات داخل أماكن الرعاية خلال فترات الذروة الموسمية”.
وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى أن مستويات كوفيد في مياه الصرف تراجعت من “مرتفعة” إلى “متوسطة” في معظم أنحاء كاليفورنيا، إلا أن معدل دخول المستشفيات ما زال أعلى من المتوسط الوطني (4.4 لكل 100 ألف شخص مقابل 2.6 على المستوى الوطني).
وخلال موسم الإنفلونزا الماضي (أكتوبر 2024 – مايو 2025)، شهدت 12 ولاية أمريكية عودة بعض القيود مثل الكمامات أو قيود الزيارة في المستشفيات ودور الرعاية. وقد صنّفت الـCDC الموسم بأنه الأكثر شدة منذ عام 2018، مع إصابة نحو 47 مليون شخص ودخول 610 آلاف إلى المستشفيات ووفاة 26 ألفًا بسبب الإنفلونزا وحدها.
ويرى الدكتور تايلر إيفانز، كبير الأطباء السابق في نيويورك، أن “القيود الواسعة قد لا تكون ضرورية الآن، لكن من الحكمة تطبيق تدابير احترازية في الأماكن عالية الخطورة مثل المستشفيات والنقل العام”. وأضاف: “نعلم أن الكمامات فعالة عندما تُستخدم إلى جانب التطعيم، والمفتاح هو المرونة وتقديم توجيهات واضحة تساعد الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة”.
في المقابل، لا تزال معدلات الإنفلونزا وRSV منخفضة في معظم الولايات، فيما تُسجل بعض المخاوف بشأن المتحور الجديد “ستراتوس” (XFG) الذي أصبح السلالة السائدة منذ ظهوره في مارس الماضي. ويؤكد المسؤولون أنه أكثر عدوى من السلالات السابقة، لكنه لا يبدو أكثر خطورة منها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز