دميرتاش من داخل محبسه.. ماذا قال لزوجته وأردوغان والغرب والقراء؟
الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش، في حوار صحفي من داخل زنزانته، يتحدث فيه عن ظروف اعتقاله
أربع رسائل وجهها الزعيم الكردي المسجون في تركيا صلاح الدين دميرتاش؛ واحدة لرفيقة دربه زوجته، والثانية للرئيس رجب طيب أردوغان، والثالثة للغرب، والأخيرة للقراء.
فمن داخل محبسه أجرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، حوارا مع دميرتاش، أشاد فيه بزوجته التي تعمل على توصيل رسائله إلى أنصاره ونشر كتاباته، والمداومة على زيارته في الحبس رغم بُعد المسافة بين المنزل والسجن التي تبلغ أكثر من 1300 كيلومتر.
والمحامي السابق في مجال حقوق الإنسان، والمسجون في أدرنة غربي تركيا، اعتُقل عام 2016 لصلته المزعومة بالمقاتلين الأكراد الذين تحظرهم تركيا.
ويواجه دميرتاش حكما بالسجن لمدة 142 عاما بتهمة قيادة منظمة إرهابية وغيرها من الاتهامات التي ينفيها الرجل.
أما الرسالة الثانية، فكانت من نصيب أردوغان "المرعوب" من دميرتاش منذ 3 دورات انتخابية شهدتها البلاد.
وفي هذا السياق يقول الزعيم الكردي: "أردوغان مرعوب جدا مني، منذ 3 انتخابات، معتقداً أن إبقائي في السجن سيسمح له بالفوز، لكن من الآن فصاعدا، لم يعد اعتقالي المستمر يسمح له بالنصر".
وأردف: "لقد تعرض أردوغان لهزيمة فادحة في الانتخابات البلدية الأخيرة، وأنا متأكد من أن هزيمته ستكون أكبر في الانتخابات التشريعية المقبلة".
وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية داخل المعتقل، فإن دميرتاش البالغ من العمر 45 عاما، يرفض تقديم الالتماس أو الخضوع لأردوغان من أجل الإفراج عنه، وفق قوله.
وجاءت الرسالة الثالثة للغرب الذي دعاه دميرتاش إلى عدم الاستسلام لابتزاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال في هذا الصدد: "عار وخزي عظيم للحكومات الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التزام الصمت أمام انتهاكات وابتزاز أردوغان".
وأضاف: "الغرب يغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة والانتهاكات التعسفية في تركيا وخارجها، والاستسلام لابتزاز أردوغان بشأن ملفات عدة مثل أزمة اللاجئين، والملف السوري، وشرق البحر المتوسط".
وتابع: "تم وضعنا جميعا في السجن بناءً على تعليمات وتهديدات من أردوغان على الهواء مباشرة في وسائل الإعلام"، موضحاً أن سلطات أردوغان طردت ما يقرب من 5 آلاف قاضٍ ومدعي عام من مناصبهم.
ولفت دميرتاش إلى حالة الخوف التي تنتاب العاملين في سلك القضاء من "العقوبات التي سيتعرضون لها، كإطلاق النار أو السجن، إذا اتخذوا قرارا من شأنه أن يُغضب أردوغان".
وفي هذا السياق، قال: "لذلك من المستحيل أن يتم إطلاق سراحنا دون موافقته (أردوغان). نعتقد أنه سيكون من العار أن نلتمس منه الإفراج. وبالتالي فإن مصيرنا يعتمد على نتائج كفاحنا السياسي".
ومرارا لجأ الرئيس التركي إلى ابتزاز أوروبا، مهددا بفتح الأبواب أمام المهاجرين في حال عدم تقديم مزيد من الدعم الدولي لبلاده.
وفي سياق الحوار الذي نشرته لوبان، تحدثت المجلة الفرنسية عن الظروف الصحية المتدهورة للغاية للسجين السياسي دميرتاش.
لكن وعلى الرغم من حالته هذه، تقول المجلة إنه "لم يفقد أيا من عزيمته وإصراره".
وعن هذا الوضع، يشرح دميرتاش قائلا: "لسوء الحظ واجهت مشاكل صحية لا يمكن علاجها في السجن، الظروف المعيشية الصعبة في الاعتقال تفضي إلى تطور مرضي، ومن المستحيل للغاية أن تتحسن حالتي الصحية، لإصابتي في المعدة والأوردة، ورغم ذلك فإن معنوياتي لا تزال مرتفعة وعزيمتي قوية، ولن أتقدم بالتماس لأردوغان".
فيما تضمنت الرسالة الرابعة أعماله داخل الحبس التي وصفها دميرتاش بأنها بمثابة عمل ثوري يحرره ويكسر حاجز الجدران للقاء العالم الخارجي، مشيرا إلى أنه أصدر كتابين، والثالث على شكل رواية في طريقها للنور بعنوان "ليلان".
و"ليلان" كما يقول دميرتاش: "هي رواية أكتبها منذ عامين تقريبا، والكلمة باللغة الكردية تعني السراب".
ويقدم الزعيم الكردي في رواية ليلان حبكة خيالية يوضح من خلالها الصلة بين خصائص العلاقات الإنسانية والتطورات السياسية والاجتماعية من وجهة نظر فلسفية، متطلعا إلى رد فعل القراء عليها.