كلل الاستفتاء الدستوري الذي أجري في تركيا منذ أيام، جهود الرئيس أردوغان طويلة المدى لاستبدال النظام البرلماني التركي بنظام رئاسي قوي
كلل الاستفتاء الدستوري، الذي أجري في تركيا جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طويلة المدى لاستبدال النظام البرلماني بنظام رئاسي قوي. لكن يظل أفضل ما يمكن قوله عن هذا الاستفتاء، أن جزءا كبيرا من الناخبين نحو 48.5%، أعربوا فيه عن معارضتهم لخطوته الأكثر تجاوزا للحدود حتى الآن لتعزيز حكمه المستبد.
من جانبها، خصصت اثنتان من أبرز الصحف العالمية افتتاحيتهما، للحديث عن الاستفتاء، الذي منح الرئيس التركي صلاحيات واسعة النطاق، بعد تأييد 51% من الناخبين له، وسط تشكيك من المعارضة والمراقبين الدوليين في نزاهة النتيجة.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت في افتتاحية بعنوان "الديمقراطية تخسر في تركيا"، إن شرعية أردوغان تآكلت بصورة أكبر بسبب مزاعم ارتكاب انتهاكات خلال الاستفتاء.
وأضافت أن فوزه يجعل تركيا في يد رجل "حاقد وغير جدير بالثقة"، على حد وصفها، كما يدفع العالم إلى التساؤل ما إذا كانت الدولة التي طالما كانت بمثابة جسر مهم بين أوروبا والعالم الإسلامي، ستظل مستقرة ومزدهرة في ظل حكم شخص قليلا ما يحترم القيم الديمقراطية.
وبالرغم من أن التغييرات لن تصبح سارية حتى الانتخابات الرئاسية في 2019، إلا أن نتائج الاستفتاء عززت من قبضة أردوغان القوية بالفعل، حسب نيويورك تايمز التي أوضحت أنه عمليا كان أردوغان يمارس معظم هذه السلطات بالفعل بحكم سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على البرلمان التركي، وأن الاستفتاء الأخير أضفى عليها فقط الطابع الرسمي.
كما أشارت إلى أن الاستفتاء سيقوي من غرائز الرئيس التركي الديكتاتورية ويهدد الفصل بين السلطات بشكل أكبر، بعد ما كانت تعتمد عليه الديمقراطيات الليبرالية بشكل تقليدي. ووصفت الصحيفة الأمريكية تهنئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره التركي عقب الاستفتاء، بالاستجابة الخاطئة سياسيا والمثيرة للصدمة.
وفي نهاية افتتاحيتها، طالبت نيويورك تايمز دول حلف الناتو بالقيام بما بأي شيء يمكنهم القيام به للتخفيف من وطأة ميول أردوغان الاستبدادية، مع دعم مؤيدي الديمقراطية في تركيا. مختتمة بأن ملايين الأتراك لا يريدون حكم أردوغان المستبد وسيجدون طرق لاستعادة حقوقهم وحرياتهم.
أما صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فنشرت افتتاحية بعنوان "فوز مرير للسلطان التركي الجديد"، وعلقت فيها على الاستفتاء التركي بوصفها له "نقطة تحول في تاريخ الدولة التركية".
وقالت إن التصويت شوهته حملة غير نزيهة وتم إجراؤه في ظل حالة طوارئ، وإعلام مقيد، ومعارضة بالكاد تعرب عن رأيها. لافتة إلى أن الدستور التركي الجديد سيحول الرئيس إلى سلطان على الطريقة الحديثة، بسلطات تنفيذية هائلة دون رقابة.
وأخيرا قالت فايننشال تايمز إن طريق تركيا إلى الغرب طالما كان صعبا، لكن نجا الأمل التركي في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من عدة صفعات على مر العقود، لكن الآن تلاشى هذا الأمل تماما. ما يحدث الآن هو مأساة للبلد، وصفعة للديمقراطية في الدول ذات الأغلبية المسلمة، وخطوة إضافية في المسيرة العالمية نحو الاستبداد، على حد قول الصحيفة.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز