الزخم يعود لمظاهرات الجزائر بشعار: "لا انتخابات مع العصابات"
مظاهرات حاشدة في الجمعة الـ37 للحراك الشعبي بالجزائر تزامنا مع عيد الثورة، رفضا لإجراء انتخابات الرئاسة بوجود بقايا نظام بوتفليقة
احتشد، الجمعة، مئات آلاف المتظاهرين في عدد كبير من محافظات البلاد، للأسبوع الـ37 على التوالي، للمطالبة برحيل بقايا رموز نظام بوتفليقة من الحكم.
- الجزائر في أسبوع.. شلل قضائي ومخاض انتخابي ومآلات مبهمة
- "الجزائر واقفة".. مبادرة فنانين لإطلاق سراح سجناء الرأي
وردد المتظاهرون في مختلف المحافظات شعارات موحدة، كان من أبرزها "ماكانش انتخابات مع العصابات" (لا انتخابات مع العصابات)، "يونامار من ليجينيرو" (ملينا من الجنرالات)، "بركات من خطاب الثكنات، لا حوار لا نقاش الحراش الحراش"، "لا حوار لا انتخاب حتى ترحل الذئاب".
كما رفع المحتجون لافتات عدة، أبرزت رفضهم إجراء انتخابات الرئاسة المقبلة، كان من بينها "الشعب يريد الاستقلال"، "السلطة للشعب.. الشعب يقرر"، "أطلقوا سراح أبنائنا"، "وطن لا تضحي من أجله لا تستحق العيش فيه"، وغيرها.
وكانت مظاهرة العاصمة الأكبر بين كل المحافظات الجزائرية، خاصة بعد الحملة التي أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا عليها تسمية "أنا عنصر من الحراك"، دعت إلى ما أسمته "الزحف نحو العاصمة" من أجل "جمعة إسقاط الانتخابات والعصابات".
وتزامنت مظاهرات الجمعة الـ37 مع احتفال الجزائر بالذكرى الـ65 لاندلاع الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي في مثل هذا اليوم من عام 1954 والتي استغرقت 7 أعوام ونصف العام، وأدت إلى استشهاد ما يقارب مليون ونصف المليون شهيد.
وشهدت العاصمة الجزائرية والمناطق المحيطة بها منذ يوم الخميس تعزيزات أمنية كبيرة، خاصة عبر مداخلها ومخارجها، بالإضافة إلى الشوارع الكبرى التي تواجد بها عناصر الأمن تحسباً لأي طارئ، كما راقبت طائرات هيليكوبتر تابعة للشرطة على مدار اليومين الأخيرين مختلف المناطق التابعة للعاصمة والمجاورة لها.
وتعيش الجزائر منذ الإعلان عن موعد انتخابات الرئاسة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل حالة من الاحتقان غير المسبوق، وسط انقسام كبير من مؤيدي الانتخابات والمعارضين لها.
وأعلن قائد الجيش الجزائري، الأربعاء الماضي، أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد، مؤكداً رفض المؤسسة العسكرية المطالب الداعية إلى إلغائها أو تأجيلها "لإعادة التفاوض بشأن الضمانات المتعلقة بها"، كما يطالب بذلك معارضون ونشطاء سياسيون.
وفي خطاب متلفز بمناسبة الذكرى الـ65 للثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، حذر الرئيس الجزائري المؤقت من "محاولات بعض الجهات لإفشال انتخابات الرئاسة المقبلة"، وهدد بـ"التصدي لمناوراتها".
ودعا بن صالح في كلمة متلفزة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ65 لاندلاع الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، الشباب الجزائري إلى المشاركة في إنجاح الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ومن المرتقب أن تكشف، غدا السبت، السلطة المستقلة للانتخابات عن "القائمة الأولية" للمرشحين الذين استوفت ملفاتهم الشروط المنصوص عليها في الدستور وقانون الانتخاب للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، في انتظار الإعلان عن "القائمة النهائية" في 12 نوفمبر/تشرين الثاني من قبل المجلس الدستوري.
ويأتي ذلك، بعد أسبوع من انتهاء آجال الترشيحات، التي تمكن خلالها 22 مرشحاً محتملاً فقط من تجاوز عقبة التوقيعات المنصوص عليها قانونياً من أصل 147 مرشحاً محتملاً، لانتخابات الرئاسة المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ويوجد من بين المرشحين المحتملين 9 رؤساء أحزاب موالية ومعارضة و12 مستقلاً، في انتظار الإعلان عن القائمة النهائية من قبل المجلس الدستوري يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.