بعد عام.. صرخة أم عراقية تعيد التذكير بالمغيبين في سجون المليشيات
أعادت صرخة سيدة عراقية التذكير بقضية المغيبين في سجون المليشيات الموالية لإيران في ذكرى عام على اختطافهم.
واليوم الإثنين، طالبت السيدة العراقية بالكشف عن مصير ابنها سجاد العراقي (28 عاما) بالكشف عن مصيره بعد مرور عام على اختطافه وآخرين خلال موجة احتجاجات في مدن الجنوب.
وبحسب مقطع فيديو مصور، طالبت أم سجاد زوار الأربعينية الذين يتوجهون خلال هذه الأيام نحو كربلاء، بالوقوف معها للكشف عن مصير ولدها.
ويحيي الشيعة الأربعين أو الأربعينية في الـ20 من شهر صفر والذي يوافق مرور 40 يومًا على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة كربلاء.
وقالت أم سجاد إنها "أجلت طلب إجراء أي تحرك في الذكرى الأولى لتغييب ولدها في 19 سبتمبر /أيلول، إكراماً للإمام الحسين والزوار الذين يتوجهون لأداء مراسم الزيارة الأربعينية".
وأضافت والدة الناشط المغيب أن اليوم يوافق مرور الذكرى الأولى لاختطافه، بعد أن غادر منزله مساء ذلك اليوم قبل عام للمشاركة في الاحتجاجات.
ودعت السيدة العراقية من أسمتهم "الثوار" في كل المحافظات والمتظاهرين وزوار الأربعين عندما يعودون إلى منازلهم بالوقوف معا للكشف عن مصير سجاد، الذي "ضحى بنفسه من أجل العراقيين وكشف الفساد"، على حد قولها.
وقبل عام اندلعت مظاهرات حاشدة في مختلف مدن العراق احتجاجا على استشراء الفساد واختطاف إيران للقرار السياسي في بغداد، ما دفع طهران لمواجهة المتظاهرين بمليشياتها في البلد الجار.
وسجاد وجه من عشرات الوجوه التي نشطت في مدينة ذي قار، جنوب العراق، وذاع صيته عقب مقطع فيديو انتشر حينها يطالب من خلاله باستقالة مدير صحة المحافظة.
وبعد ذلك الظهور بأسابيع معدودة، اختطف الشاب سجاد من قبل مجموعة مجهولة مدججة بالسلاح مكونة من 7 عناصر كانوا اعترضوا طريق عودته مساءً في الناصرية، مركز محافظة ذي قار.
ومنذ ذلك الحين، خرجت عشرات المظاهرات الاحتجاجية فضلاً عن دعوات وحملات عبر منصات التواصل الاجتماعي للمطالبة بالكشف عن مصير الناشط الشاب.
وتعد ملابسات اختطاف الناشط سجاد في ساحة الحبوبي من أكثر القضايا جدلاً واحتداماً لما رافقها من ملابسات وتفصيلات حول هوية الخاطفين والجهات التي تقف وراءهم.
إذ كشف قائد شرطة محافظة ذي قار بعد ساعات على اختطاف سجاد، عن التوصل إلى هوية الخاطفين والتجهز لاعتقالهم وتحرير الناشط المدني.
وكان أصدقاء سجاد الذين كانوا معه لحظة اختطافه، قد تعرفوا على هوية بعض الخاطفين وأكدوا أنهم يرتبطون بمجاميع مسلحة وعشائرية، غير أن ذلك لم يغير من مجريات نتائج التحقيقات.
وبحسب معلومات أفادت بها مصادر أمنية ومقربين من عائلة سجاد، خلال الأيام الأولى على التغييب، بتعيين مكان اختطافه عند منطقة "سيد الدخيل"، تحركت قوة من بغداد بأمر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ولكنها أخفقت في أداء المهمة.
وكانت والدة سجاد قد تحدثت في مايو/أيار الماضي، إلى نحو 600 شخص في المنصة الإلكترونية "كليب هاوس"، وهي تكفكف دموعها وتطالبهم بالسعي معها للكشف مصير ولدها سجاد.
وعززت قولها وهي تخاطبهم "أريد ولدي سجاد إن كان حياً أم ميتاً".
وفي ميسان، جنوب العراق، كان الأمر متشابها، مع قضية تغييب أخرى لناشط مدني شاب اختطفته قوة مجهولة في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وقاد والد المختطف علي الهليجي، حملة شعبية كسب من خلالها تعاطف الكثيرين في محاولة للكشف عن مصير ولده المغيب.
إلا أن مصير الأزمة اتخذ مسارا مختلفا أكثر تعقيدا بعد أن أقدم مسلحون مجهولون على قتل والد الناشط المختطف الهليجي في مايو/آذار الماضي، مما تسبب بموجة غضب عارمة بين الصفوف الاحتجاجية.
وقال ناشط مدني تعرض لمحاولات اختطاف أكثر من مرة في العاصمة بغداد، إن القوى المتورطة بتلك الجرائم مكشوفة ومعروفة ولكن السلطات الأمنية غير قادرة على مطاردتها خشية مواجهة الجهات المسلحة التي تقف خلف تلك الجرائم.
وأضاف خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام، أن "المليشيات المسلحة المرتبطة بنظام طهران أدت برنامجاً متكاملاً لتثبيط صوت احتجاجات تشرين وقتل إرادة التغيير التي حملتها".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA= جزيرة ام اند امز