خطاب عون للبنانيين.. تباين ردود الأفعال ودعوات لاستمرار التظاهر
كلمة الرئيس اللبناني لم تكن على قدر آمال المتظاهرين رغم أنها لاقت ترحيبا من بعض السياسيين وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري
لم تكن كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون التي ألقاها بعد 8 أيام على بدء الاحتجاجات، على قدر آمال المتظاهرين، رغم أنها لاقت ترحيبا من بعض السياسيين وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري.
- كلمة عون.. انتقادات سياسية وأخطاء تقنية ووضع صحي متراجع
- محتجون يرفضون كلمة عون.. إغلاق مداخل طرابلس ودعوة للعصيان
فبعد دقائق من كلمة عون كتب الحريري على تويتر قائلا: "اتصلت برئيس الجمهورية ورحبت بدعوته إلى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الآليات الدستورية المعمول بها".
فيما نقل عن رئيس البرلمان نبيه بري ترحيبه بالاقتراح، أيّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط دعوة عون لتعديل وزاري قائلا: "بما أننا في نفس هذا المركب الذي يغرق، وكون نشاطره الخوف من الانهيار الاقتصادي نجد أن أفضل حل يكمن في الإسراع في التعديل الحكومي والدعوة لاحقا إلى انتخابات نيابية وفق قانون عصري لا طائفي".
من جهتها، وردا على كلام عون، قالت مصادر في "حزب القوات اللبنانية" الذي سبق أن قدم وزراؤه استقالتهم من الحكومة، لـ"العين الإخبارية" "إنه لم يعد هناك من أي حلّ يفيد في ظل الوضع الحالي سوى استقالة الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين، وهو الاقتراح الذي لطالما أكّدنا عليه".
واعتبرت المصادر أن الحديث عن التعديل الوزاري هو التفاف على مطالب المتظاهرين التي باتت واضحة وصريحة ولن يقبلوا بأقل من استقالة الحكومة".
وفي كلمته، أكد عون أنه "بات من الضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي، كي تتمكن السلطة التنفيذية من متابعة مسؤولياتها، وطبعا من خلال الأصول الدستورية المعمول بها".
ودعا اللبنانيين جميعا "كي يكونوا المراقبين لتنفيذ الإصلاحات"، قائلا: "الساحات مفتوحة دائما أمامكم، في حال حصل أي تأخير أو مماطلة. وأنا من موقعي، سأكون الضمانة وسأبذل جهدي لتحقيق الإصلاح".
ولم تتأخر ردة فعل المتظاهرين على كلمة عون بحيث أطلقت فورا الدعوات للاستمرار في التظاهر والتجمع في الساحات رغم سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار.
ورفض المتظاهرون دعوة عون للتفاوض معهم، واعتبروا أن ما جاء على لسانه ليس كافيا، مجددين تمسكهم بالمطالب وأهمها إسقاط الحكومة وتشكيل أخرى مصغرة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وعلّق ناشطون على مطالبة عون الشعب اللبناني برفع الصوت لتطبيق القوانين متسائلين: "من السلطة؟ ومن عليه مهمة تطبيق القوانين؟ الشعارات نفسها نسمعها منذ سنوات ولم يطبق منها شيء".
وفي بيان لمجموعة "لحقي" المشاركة في الحراك الشعبي، أعلنت رفضها التفاوض، مؤكدة أن اللبنانيين قالوا كلمتهم ولا ثقة بالسلطة.
وقال البيان: "السلطة اليوم بشخص رئيسها تتنصل مجددا من المسؤولية وتعترف بعجزها أمام مطالب المتظاهرين".
وأضاف: "جميع محاولات قوى السلطة لن تخدعنا، لن تجدي شيئاً. فلا ثقة بهذه السلطة: لا بقواها السياسية، ولا بنوابها، ولا بوزرائها ولا برؤسائها".
وأكدت "لحقي" أن الانتفاضة مستمرة، وأننا ثابتون على المطالب التالية، وهي: "رحيل الحكومة المعادية لمصالح اللبنانيين"، و"فرض تشكيل حكومة إنقاذية تنحاز للشعب، ومن خارج منظومة المحاصصة، ذات مهام واضحة وثابتة لإدارة الأزمة وتحقيق العدالة الاقتصادية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة".
ودخلت المظاهرات في لبنان، الخميس، أسبوعها الثاني وسط تمسك مئات آلاف المواطنين بمطالبهم المتمثلة في استقالة الحكومة وتغيير كل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والكذب.
وبدأ اليوم الثامن لاحتجاجات لبنان بإضراب شامل وعصيان مدني بمختلف المناطق، رغم قرار الجيش بعدم السماح بقطع الطرقات؛ ما أدى لوقوع صدامات وإصابات، وسط ترقب لكلمة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات.
وتتواصل الاحتجاجات في لبنان رغم الإصلاحات الاقتصاديّة التي أعلنها رئيس الوزراء سعد الحريري، الإثنين، لتهدئة الشارع، وهو لم يحدث حتى الآن.
وطالب المحتجون بـ"تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة"، على أن تتبنى الخطوات التالية "إجراء انتخابات نيابية مبكرة بناء على قانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل، وإدارة الأزمة الاقتصادية وإقرار نظام ضريبي عادل".
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز