إيران.. الانتفاضة تُفشل مظاهرات ولاية الفقيه
في ثالث أيام الانتفاضة حاول نظام الملالي يائسا تنظيم تظاهرة مضادة مستغلا احتفالات "30 ديسمبر" لكنها فشلت.
لم تكتفِ إيران بذرع بذور الفتن الطائفية والفرقة في دول الجوار، لكنها وجدت الداخل لديها أرضا خصبة لإثارة تلك الفتن وتحريض شعبها على الاقتتال.
فنظام الملالي الإجرامي الذي تدخل عبر مليشيات مسلحة في سوريا والعراق ولبنان واليمن هدف منها إلى تقسيم هذه البلاد وإحداث انشقاقات بين أبناء شعوبها سيّر، السبت، مظاهرات مؤيدة له في الشوارع ضد "انتفاضة الجوع" التي تشهدها البلاد منذ الخميس الماضي.
- الملالي يحاصرون الغضب بإغلاق محطات المترو في طهران
- مريم رجوي للإيرانيين: يمكن تحرير الوطن المحبوس بأيدي الملالي
ففي ثالث أيام الانتفاضة، حاول نظام الملالي يائسا تنظيم تظاهرة مضادة مستغلا احتفالات "30 ديسمبر" في محاولة فاشلة لإظهار دعم مزيف من الشعب، لكن نظام ولاية الفقيه مُني بالفشل الذريع.
لكن في طهران صرف نظام الملالي، وخلافا لعادته، نظره عن تنظيم مسيرة في العاصمة؛ خوفا من رد فعل المواطنين الغاضبين، واكتفى بالتجمع في مصلى طهران.
إلا أن هذا التجمع لاقى لامبالاة غير مسبوقة رغم بذل النظام كل جهده الحكومي، حيث لم يشارك فيه حتى كثير من العناصر الموالية والوفية للنظام.
وأطلقت هذه المظاهرات الرسمية شعارات عبر مكبرات الصوت تعكس مخاوف نظام الملالي من السقوط المحتوم منها شعار: "الحركة الخضراء الأموية، سالكة على درب رجوي".
وفي منابر صلوات الجمعة، حذر أئمة الجمعة الموالون للملالي، من خطر المعارضة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق من بينهم الملا "عَلَم الهدى" عضو مجلس خبراء قيادة النظام وممثل خامنئي في مدينة مشهد، الذي حذر المواطنين من تلبية دعوة منظمة مجاهدي خلق التي تقودها امرأة إلى الخروج في الشوارع، والتحول إلى وسيلة لانتصار العدو.
وقالت المعارضة الإيرانية في بيان إنه "بعد ساعة من هزيمة تظاهرة الملالي المضادة تظاهر طلاب جامعة طهران، ورفعوا شعارات "أيها الإصلاحي الأصولي، كفى زيفا"، و"استحي سيد علي واترك الحكم"، و"الموت للديكتاتور".
وأكدت أن قوات الحرس وقوات الباسيج ورجال الأمن المتنكرون يتجولون مذعورين هنا وهناك، ولا يسمحون لأحد بالتصوير، ويصادرون هواتف المواطنين.
وأغلقت عناصر المخابرات بوابة الجامعة، ومنعت خروج الطلاب، وهو ما جعل الطلاب يهتفون "استحيِ يا خامنئي واترك الحكم"، و"استحيي يا قوى الأمن"، و"لا نريد الحكم قسرا، ولا نريد شرطة عميلة".
كما قامت قوات مكافحة الشغب بشن هجوم على الطلاب بـ"الهراوات"، إلا أنها اضطرت إلى الهرب إثر مقاومة الطلاب.
من ناحية أخرى، خرج المواطنون في كرمانشاه، يوم السبت إلى الشوارع من جديد، رغم انتشار كثيف لقوات القمع.
وهتف المتظاهرون: "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران"، وألقوا اللوحات وحاويات النفايات وسط الشارع في بداية شارع بهشتي بهدف إغلاق الطريق.
وأما تظاهرة أهالي مدينة "شهر كرد" فانطلقت من تقاطع "استانداري" بشعار "الموت للديكتاتور".
وهاجمت القوات الإيرانية القمعية والمدججة بالسلاح والعتاد هؤلاء المواطنين، واعتقلت عددا من الشباب الذين اشتبكوا مع أزلام النظام.
وأكدت المعارضة الإيرانية، في بيانها، أن القوات ما زالت تتجول في الشوارع وتصول لإخافة المواطنين.
ودعت المقاومة الإيرانية عموم المواطنين لاسيما الشباب المنتفضين، إلى مزيد من الاتحاد والتضامن ومنع اعتقال المتظاهرين ومساعدة الجرحى والمصابين.
كما طالبت عموم الهيئات والمنظمات الدولية بالعمل العاجل والفاعل لإطلاق سراح المعتقلين.