اتساع الغضب في إيران يجبر المسؤولين على الاعتراف
المظاهرات الإيرانية أجبرت الملالي على الاعتراف بثورة الغضب، وتعليقات المسؤولين تراوحت بين الاعتراف بالحق والتلويح بالخيانة.
لم يفلح تجاهل المسؤولين في إيران وأبواقهم الإعلامية في الصمود أمام اتساع مظاهرات الغضب التي اندلعت في مدينة مشهد شرق البلاد الخميس الماضي، وتطايرت شرارتها إلى غالبية المدن الإيرانية خلال اليومين الماضيين.
- ستراتفور: مظاهرات الغاصبين تحمل رسالة شديدة لملالي طهران
- وزير داخلية إيران يتوعد المتظاهرين: تجمعاتكم مخالفة للقانون
ورغم قمع الشرطة المتظاهرين تزايدت وتيرة المدن المشاركة في الاحتجاجات على سوء الأوضاع المعيشية والفساد، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى استدعاء الاحتياط، لكن تواصل اتساع الحراك المناوئ لملالي طهران فرض نفسه على تصريحات المسؤولين الإيرانيين.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي وجد نفسه مضطرا للاعتراف بالحراك من خلال تصريحاته لوكالة "ارنا" الرسمية، لكنه اختار الالتفاف حولها قائلا إن "الشعب الإيراني، يرى أن الدعم الانتهازي والمضلل للمسؤولين الأمريكيين لبعض التجمعات الأخيرة في بعض المدن الإيرانية، ليس سوي رياء ونفاقي من قبل الإدارة الأمريكية".
الاعتراف الذي جاء متأخرا من الخارجية الإيرانية تزامن مع تصريح أكثر وضوحا من وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني، الذي طالب المواطنين عدم المشاركة في "تجمعات مخالفة للقانون".
واندلعت لليوم الثالث على التوالي مظاهرات غاضبة في غالبية المدن الإيرانية، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية وفساد الطبقة الحاكمة. وانطلقت الاحتجاجات الغاضبة من مدينة مشهد في شرق البلاد لكنها سرعان ما توسعت رقعتها.
وذكرت وكالة إيسنا الإيرانية أن رحماني صرح قائلا: "نطلب من السكان عدم المشاركة في التجمعات المخالفة للقانون؛ لأنهم سيخلقون مشاكل لهم ولمواطنين آخرين"، مضيفا أنه حصل على معلومات بشأن دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل المشاركة في تجمعات.
التهديد الذي حمله تصريح وزير الخارجية الإيراني قابلته لهجة أقل حدة لكنها مبطنة بالتهديد على وكالة تسنيم شبه الرسمية، التي نشرت ما يبدو "توجيه" يعترف بالمطالب العادلة للمحتجين، لكنه يلمح إلى أن المشاركة في المظاهرات الغاضبة يمكن أن يستغله أعداء طهران.
وقالت وكالة تسنيم إنه "في الوقت الذي كان يتم فيه الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن الاحتجاجات على الأداء الاقتصادي للحكومة وسياساتها خلال السنوات الأخيرة، فجأة حاولت مجموعة تبدو متناغمة إلى تغيير مسار الاحتجاجات المحقة للشعب عبر إطلاق شعارات خارج السياق".
وأضافت الوكالة أن بوصلة تجمعات الأيام الأخيرة -التي كان هدفها المطالبة بمطالب اقتصادية مشروعة وبالعدالة الاجتماعية- انحرفت، وذلك بالدرجة الأولى عبر تغلغل عناصر مشبوهة فيها، الأمر هذا لم يؤد إلى التركيز على قضايا خارج السياق وخارج الاقتصاد والعدالة الاجتماعية فحسب بل مهّد الأرضية لدعم الحكومة الأمريكية لهذا الانحراف.
النغمة نفسها رددها عضو مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله سيد أحمد خاتمي، الذي قال في خبطة ألقاها اليوم السبت إن العناصر المعادية للثورة بصدد استغلال الاحتجاجات التي حدثت بدوافع اقتصادية في الأيام الماضية.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد اكتفى بدعوة الإيرانيين إلى اليقظة مما أسماه "محاولات الأعداء الرامية إلى إثارة اليأس والخلافات بين الإيرانيين"، في تعليقه على الاحتجاجات في بلاده ضد الفساد والفقر والتدخل في سوريا.
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg جزيرة ام اند امز