حمى الضنك تفتك بتعز اليمنية.. وفيات بالجملة بسبب الحصار الحوثي
8 أيام قضاها مروان الذبحاني طريح الفراش يصارع فيروس حمى الضنك، الذي يجتاح محافظة تعز اليمنية بشراسة وسط حصار إنساني قاس يفرضه الحوثي.
حصل مروان على رعاية صحية مبكرة فور إصابته بالمرض لأنه يعمل في شركة اتصالات كبيرة ولديه تأمين صحي، ولذلك لم تستمر فترة مرضه ومعاناته كثيرا وعاد لممارسة عمله مع بقايا أعراض خفيفة يشكو منها.
يقول الشاب اليمني لـ"العين الإخبارية" إن أيام مرضه كانت قاسية ومكث في البيت يأخذ الدواء المخصص له في حين هناك آلاف المصابين بهذا المرض يتوزعون بين مستشفيات المدينة ومراكزها الطبية والعيادات الخاصة، فيما يلجأ آخرون لشراء الدواء من الصيدليات مباشرة.
وتسبب حصار مليشيات الحوثي على تعز في تفاقم معاناة النساء والأطفال وعرقلة وصول الدواء، فيما أدى الفساد الإخواني إلى عجز في المستشفيات على استقبال المرضى وبات الكثيرون عاجزين عن الوصول للخدمات الصحية.
وفيات بالجملة.. الضنك والدفتيريا
ويجتاح مرض حمى الضنك محافظة تعز منذ 3 أشهر وسط تردي الخدمات الصحية في المحافظة الخاضعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، والذي ينهب مواردها لصالح قياداته ومشاريعه الخاصة.
وسجلت المحافظة عددا كبيرا من الوفيات بسبب الحميات وبينها حمى الضنك التي تعاود الظهور مع قدوم فصل الصيف وهطول الأمطار الغزيرة على المحافظة المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد.
ويكتظ المستشفى الوحيد للأطفال في محافظة تعز بأعداد كبيرة من المصابين بالحميات وقد وثقت 18 حالة وفاة لأطفال في مدينة تعز منذ بداية الشهر الجاري في حين يرتفع العدد في الأرياف، حسب مصدر طبي.
وقال مصدر طبي في المستشفى السويدي للطفولة والأمومة في تعز لـ"العين الإخبارية"، إن عدد الأطفال المصابين بالحميات ومنها حمى الضنك يتجاوز الطاقة الاستيعابية للمستشفى المتهالك الذي يفتقر للإمكانيات اللازمة.
وأشار المصدر إلى تسجيل حالات إصابة كذلك بمرض الدفتيريا القاتل بين الأطفال في المحافظة الخاضعة بين كماشة حصار مليشيات الحوثي منذ 8 أعوام وينشر تنظيم الإخوان الإرهابي.
تدهور الحالة الصحية
يكتظ مستشفى الثورة العام، أكبر مستشفيات تعز بأعداد كبيرة من المرضى المترددين على المستشفى من مختلف مديريات المحافظة وذلك مع توسع انتشار وباء الحميات بمحافظة تعز، وفقا لبيان للمستشفى.
ويتزاحم المواطنون على عيادات وأقسام الرقود في هيئة مستشفى الثورة العام، لتلقي العلاج والرعاية الطبية مع عدم قدرة الكثير منهم على تحمل تكاليف العلاجات في العيادات والمستشفيات الخاصة، بحسب البيان.
وقالت رئيس قسم الباطنية في المستشفى الدكتورة لبنى سلام إن المستشفى استقبل خلال 3 أشهر مضت ما يقارب 3500 حالة حميات منها نحو 2200 حالة اشتباه فيما تم ترقيد 100 حالة في أقسام الرقود الباطني بينهم 6 حالات تم نقلها إلى قسم العناية، حيث بلغ عدد الوفيات إلى الآن 3 حالات.
وأضافت أنه وبسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وعدم قدرة المريض على الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج بصورة مبكرة يؤدي ذلك إلى تدهور حالته الصحية للمصابين بالحميات.
وأشارت المسؤولة الصحية إلى أن مستشفى الثورة يقدم الخدمات الطبية للمرضى، وتصرف الأدوية حسب الإمكانيات المتوافرة، إلا أن المستشفى يعاني من شح الأدوية، خصوصا خافضات الحرارة، بما فيها الأقراص، والمحاليل الطبية والمخبرية.
ودعت في بيان تلقته "العين الإخبارية"، الجهات الداعمة إلى رفد المستشفى الحكومي الأكبر في تعز بمختلف أنواع الأدوية والمحاليل لمواجهة الوباء وإنقاذ المرضى والتخفيف عنهم من تكاليف العلاج.
ما هي حمى الضنك؟
تعرف منظمة الصحة العالمية حمى الضنك بعدوى فيروسية ينقلها البعوض، وتظهر في المناخات المدارية وشبه المدارية في العالم، ولا سيما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.
ويُسمى الفيروس المسبب لحمى الضنك فيروس حمى الضنك وتوجد أربعة أنماط من هذا الفيروس، ما يعني تضاعف احتمال الإصابة به أربعة أضعاف.
وحمى الضنك من الأسباب الرئيسية للإصابة باعتلالات خطيرة والوفاة في بعض البلدان الواقعة بآسيا وأمريكا اللاتينية ويستدعي تدبيرها علاجياً تدخل مهنيين من الكادر الطبي.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك وحمى الضنك الوخيمة ولكن التبكير في الكشف عن تفاقمها إلى حمى ضنك وخيمة وإتاحة الرعاية الطبية اللازمة يقللان من معدلات الوفيات الناجمة عن حمى الضنك الوخيمة إلى ما دون نسبة %1.