180 ألفا يتحدون كورونا بالغناء احتفاء بملكة الدنمارك
العاهلة الدنماركية اعتلت العرش في 14 يناير/كانون الثاني 1972 مع وفاة والدها الملك فريدريك التاسع، وتحتفل بعيد ميلادها الثمانين
تحتفل الملكة مارجريت الثانية، التي تعتلي عرش الدنمارك منذ قرابة نصف قرن، الخميس، بعيد ميلادها الثمانين في إطار ضيق بسبب وباء كوفيد-19، ما أثار حزن مواطنيها الذين يكنون لها حبا كبيرا.
اعتلت العاهلة الدنماركية العرش في 14 يناير/كانون الثاني 1972 مع وفاة والدها الملك فريدريك التاسع. وكان يفترض أن تجول في شوارع العاصمة كوبنهاجن ليومين متتاليين بمناسبة عيدها.
لكنها عدلت عن ذلك بسبب الأزمة الصحية، إلا أن ذلك لا يعني عدم الاحتفال بهذه المناسبة، فقد أعلن أكثر من 180 ألف شخص عبر "فيسبوك" أنهم سيغنون لها ظهرا بالتوقيت المحلي.
ويضع القصر الملكي في تصرف محبي الملكة سجلا ذهبيا متوافرا عبر الانترنت حصرا بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي.
والملكة مارجريت معتادة على الاختلاط بالجموع، وهي تجوب بلادها مع بسمتها الدائمة وتقوم في كل صيف برحلة بحرية على متن يختها "دانبورغ" قبل أن تمضي عطلة صيفية في قصر فرنسي تعود ملكيته لزوجها الراحل الأمير هنريك.
وتتمتع العائلة الملكية الدنماركية بشعبية كبيرة.
ففي عام 2018، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أعده معهد "فوكسميتر" أن 3 أرباع الدنماركيين يؤيدون النظام الملكي في حين تمنى 14,6% منهم إقامة نظام جمهوري.
ورأى 80% من الدنماركيين أن أفراد العائلة الملكية الراهنين يمثلونهم خير تمثيل، وهم إلى جانب الملكة ولي العهد الأمير فريدريك وشقيقه الأمير يواكيم وعائلتهما والأميرة بنيديكت شقيقة الملكة.
لا للتنازل عن العرش
ومارجريت الثانية بشعرها الأشيب المضبوط دائما، محط احترام كبير في البلاد.
ويتابع كثيرون مداخلاتها التلفزيونية التي يعود آخرها إلى مارس/آذار حول وباء كوفيد-19.
في سن الحادية والثلاثين في 14 فبراير/شباط 1972، أصبحت أول امرأة تعتلي عرش أقدم عائلة ملكية في أوروبا لا تزال مستمرة. وهي لا تنوي التنازل عنه.
وقالت الملكة مارجريت وهي مدخنة كبيرة: "سأبقى على العرش إلى أن أسقط عنه".
وكان استطلاع للرأي نشرت نتائجه في ديسمبر/كانون الأول صحيفة "بي تي" أظهر أن 41 % من الدنماركيين يريدونها أن تتخلى عن العرش لصالح نجلها الأمير فريدريك (51 عاما).
وقال المؤرخ لارس هوفيباكه سورنسن: "يرى الناس أنه من المؤسف أن تضطر إلى العمل في سنها"، مشيرا إلى أن الدنمارك لا تعرف تقليدا راسخا بالتخلي عن العرش.
وحده الملك إريك الثالث تخلى عن العرش في هذه العائلة الملكية التي تعود لأكثر من ألف سنة. وهو توج ملكا عام 1137، لكنه قرر بعد تسع سنوات التخلي عن التاج ليصبح راهبا.
فنانة
يؤكد المؤرخ أن شعبية الملكة عائدة إلى قدرتها على توحيد البلاد وفرض نفسها كمرجع معنوي من دون الخروج عن واجب التحفظ. وقد وجه إليها تحذيرا عام 1984، عندما دعت الدنماركيين إلى التسامح منددة بـ"ملاحظاتهم السخيفة" و"برودتهم" تجاه المهاجرين.
ويضيف: "في كل سنة ينتظر الدنماركيون بلهفة أمنياتها. فهي تقول لهم كيف يتصرفون وهم يحبون ذلك".
خلال عهدها نجحت في تطوير النظام الملكي ليتكيف مع تطورات المجتمع.
وقد زادت شعبية مارجريت الثانية التي يسميها شعبها تحببا "دايزي" خصوصا في مطلع الثمانينيات عندما فرضت نفسها فنانة متعددة المواهب.
وهي مثقفة وتتقن لغات عدة وقد خاضت غمار الترجمة عندما أعدت خصوصا في عام 1981 تحت اسم مستعار، وبالتعاون مع زوجها الذي توفي عام 2018، نسخة دنماركية من عمل سيمون دو بوفوار "كل الناس فانون".
وقد صممت الملكة كذلك ملابس وديكورات لعروض مسرحية ومسلسلات تلفزيونية عدة.
لكنها تميزت خصوصا بالرسم وقد أعدت رسمات كثير من الأعمال الأدبية مثل الإصدار الجديد لـ"سيد الخواتم" لتولكيين في عام 2002.
وعرضت لوحاتها في متاحف وصالات عرض عريقة في الدنمارك والخارج.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA= جزيرة ام اند امز