بالصور.. 15 مغامرا بـ"رحلة الهجن" على خطى الأجداد في أبوظبي
6 نساء و9 رجال، يمثلون 10 بلدان، ينطلقون في النسخة الرابعة من "رحلة الهجن" التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
في أقصى الجنوب وبمحاذاة شريط صحراء الربع الخالي في إمارة أبوظبي، استقبلت رمال الصحراء المترامية، الأربعاء، أولى خطوات الرحالة الذين شدوا اللجام ليبدأوا رحلتهم على ظهر سفن الصحراء، ليعيشوا مغامرة أقرب في طقوسها إلى مسيرة القوافل في الماضي بغية الترحال من مكان إلى آخر.
وقبل الانطلاق على خطى الأجداد، لبدء النسخة الرابعة من "رحلة الهجن"، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وأضحت حدثاً سنوياً يتصدر أجندة الفعاليات، حرص الرحالة، وعددهم 15 مشاركا، على التدرب على ركوب الجمال والتدرب على طرق العناية بها، وتم نقلهم إلى معسكر التخييم في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، ليأخذوا قسطا وافيا من الراحة قبل بدء الرحلة.
وبمناسبة انطلاق النسخة الرابعة من الرحلة، رحّبت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بكل المشاركين، فرسان الصحراء، الذين عقدوا العزم على خوض تجربة نادرة، تتطلب رباطة جأش وقدرا عاليا من قوة التحمل والشجاعة لاجتياز التحديات في رحلة محفوفة بالمخاطر.
وقالت: "على غرار السنوات الماضية تستمر رحلة الهجن في اكتشاف الصحراء ونمط العيش والترحال كما كان في القِدم، إلا أنها اليوم في مرحلة جديدة مختلفة في مضمونها بالمقارنة مع الرحلات السابقة التي كانت تعتبر في طور التجربة والاختبار، حيث كان خط سير الرحلة في النسخ الماضية بمحاذاة المناطق المجاورة للمدن والقرى المأهولة بالسكان، وبالتالي قريبة من مناطق الإمدادات الضرورية للرحلة سواء من الكهرباء أو الماء أو المؤنة، فيما تنطلق الرحلة هذا العام، من شريط الربع الخالي، أو ما كان يسمى بـ(ربع الخراب)، وهي تسمية تراثية، نظراً لوعورة الصحراء والبيئة التي تخلو من أية حياة برية، وستقطع القافلة نحو 200 كيلومتر للخروج من شريط الربع الخالي الكائن في الجزء الجنوبي من دولة الإمارات العربية المتحدة".
وأوضحت هند بن دميثان: "تعتبر هذه الرحلة الأولى من نوعها في الإمارات أو المنطقة، لأنها سوف تجوب طرقاً قلما كانت تقطعها القوافل في الماضي نتيجة علو الكثبان الرملية فيها، التي تصل إلى 300 متر، وتكثر فيها مناطق الرمال المتحركة والأودية الوعرة فيها، ولكن الرحلة مدروسة بدقة، وتم إرسال رحلات استطلاعية منذ أسابيع لرسم خريطة الطريق الذي ستسلكه القافلة".
وعن التنظيم وسلامة المشاركين، أضافت بن دميثان: "حرصا على سلامة المشاركين، اتخذنا جميع الإجراءات اللازمة بما فيها تعيين (مسعف) لتقديم الخدمات الطبية والإسعافات الأولية، إذا ما دعت الضرورة، وعدد من الخبراء بالمجال على رأسهم الرئيس التنفيذي للمركز، عبد الله حمدان بن دلموك، للاستعانة بخبراتهم الواسعة في مجال تحديد المسارات، ووفرنا ما يكفي من اللوازم والإمدادات والمؤن حتى تعبر القافلة شريط الربع الخالي، وتقترب من الشوارع الرئيسية والمناطق المأهولة بالسكان".
وتضم النسخة الرابعة من رحلة الهجن 15 مشاركاً، منهم 6 نساء و9 رجال، يمثلون 10 بلدان؛ هي دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة المتحدة وفرنسا والجزائر وسوريا وباكستان وماليزيا وأوكرانيا وبولندا (حيث انضمت الإعلامية البولندية آنا دودزينسكا إلى المشاركين مؤخرا لتعيش التجربة وتنقل الفعالية من قلب الحدث).
وانطلقت القافلة على خط السير التالي: ليوا، كشيورة، أم الزمول، الوجن، العراد، الخزنة، الساد، ناهل، العشوش، سيح السلم، بينما ستقطع القافلة نحو 50 كيلومترا في اليوم للوصول إلى القرية التراثية التابعة للمركز في القرية العالمية، وذلك بتاريخ 26 يناير 2018.
وجاء التغيير في تاريخ الوصول لكون القافلة تحركت من مساء يوم 16 يناير الجاري لتنطلق في الصباح الباكر من اليوم التالي.
وسردت الأوكرانية ميلا البالغة من العمر 30 عاما، ومقيمة في الدولة منذ 3 سنوات، تجربتها في المشاركة الأولى لها في هذه الرحلة وقالت: "حدثتني زميلتي في العمل عن هذه الرحلة، وفي ذلك الوقت كنت على وشك الذهاب لقضاء عطلتي السنوية في إيطاليا، لكن حينما شاهدت لقطات من النسخ الماضية وقرأت تجربة المشاركين في النسخ السابقة، قررت أن ألغي عطلتي في إيطاليا وفضّلت أن أشارك في هذه الرحلة، قرار بدا غريبا بالنسبة لأصدقائي لكنني حينما أخبرهم بما أقوم به هنا وأعيشه يوميا فإنهم يرون كم أنا محظوظة للغاية لقيامي بهذه المغامرة".
وكشفت ميلا عن أن أول يوم في تدريبات ركوب الهجن هنا تصادف مع عيد ميلادها، وقالت: "كانت أجمل هدية في عيد ميلادي، خوض هذه التجربة في أول يوم لي في عامي الجديد منحني المزيد من القوة في حياتي، وهذه التجربة عموما رائعة للغاية كوني قادمة من أوكرانيا وهناك لم أجرب التعامل مع الهجن أبدا، أو أنال فرصة لرؤيتهم عن قرب، بينما هذه الرحلة تفسح لي المجال لتعلم الكثير عن الهجن والصحراء وطبيعة الحياة القديمة والتراثية هنا".
وأوضحت ميلا، التي تعمل في شركة تطوير عقاري في دبي، أن هذه الرحلة الاستكشافية تفتح لها آفاقا واسعة للتعرف على أمور جديدة، فيما عبّرت عن سعادتها بالعيش هنا، واكتشاف مدى كرم وترحيب المواطنين الإماراتيين بجميع الأفراد من جميع الجنسيات والتسامح الذي يجعل العيش هنا رائعا للغاية.
وكشفت الجزائرية فاطمة خيران، المقيمة في دبي منذ عامين والبالغة من العمر 25 عاما، عن أنها قررت التخلص من هاتفها المحمول "الموبايل" طوال مدة الرحلة الممتدة 11 يوما، وقالت: "أردت عيش هذه الرحلة التراثية بكامل تفاصيلها، وخوض تجربة الحياة في الصحراء الخلابة بدون وسائل التكنولوجيا، حيث تركت رقما للطوارئ عند مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في حال احتاج أهلي التواصل معي، لكن لم أرد أن أهدر وقتي على الهاتف في هذه الرحلة، وأن أستمتع بما يقدمه المركز لنا من حفاوة وتفاصيل تراثية".
وأوضحت المشاركة أن زملاءها شجّعوها على المشاركة نظرا لكونها تعشق خوض المغامرات في مختلف الدول التي تزورها، فيما شجعتها أسرتها الموجودة في الجزائر على المشاركة، نظرا لكونها تنحدر من أصول بدوية رغم أنها تقطن في مدينة وهران المتطورة، وقالت: "أجدادنا عاشوا الحياة البدوية، فيما لم تسنح الفرصة لأجيالنا الحالية عيش هذه الحياة، أنا أعرف كيفية ركوب الهجن، لكن هذه المرة الأولى التي أخوض فيها رحلة تمتد هذه المدة من الأيام المتتالية".
واعتبرت أن تنوع الجنسيات المشاركة منحتهم مجالا للتعرف، فيما تلجأ لها الفتيات المشاركات للحصول على بعض المعلومات بوصفها الفتاة العربية الوحيدة بينهن، وقالت: "نشكر مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على إقامة هذه الرحلة الاستكشافية، ونتطلع لخوض العديد من الأمور الجميلة في الأيام المقبلة".
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز