البعثة الأممية في ليبيا: جمود بمفاوضات "السلطة الموحدة"
أكدت البعثة الأممية إلى ليبيا أن ملتقى الحوار السياسي الليبي، لم يشهد أي تقدم حول آلية اختيار السلطة الموحدة منذ اجتماعات تونس.
وأوضحت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز، في كلمتها أمام اجتماع اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، الأربعاء، أن هناك تقدم تم إحرازه على مختلف المسارات من خلال اللجنة العسكرية المشتركة أو المسار الاقتصادي، الذي توج باجتماع لتوحيد الميزانية أمس الثلاثاء بالبريقة.
تعثر آلية اختيار السلطة
وأشارت وليامز إلى أن الحوار السياسي الليبي، أنجز الكثير خلال اجتماعات تونس، أهمها: إقرار خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية للحل الشامل، وشروط الترشح لمهام السلطة التنفيذية، وصلاحيات السلطة التنفيذية الموحّدة وإقرار موعد للانتخابات.
وتابعت أنه منذ اجتماعات تونس، لم يشهد الحوار الليبي أي تقدم حول آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة، ولهذا تم إنشاء اللجنة الاستشارية للخروج بتوصيات لإيجاد سلطة تنفيذية مؤقتة تتحمل المسؤولية بشكل تشاركي، وليس صيغة لتقاسم السلطة.
وشددت على أنه لا يمكن النقاش والدخول في عملية مفتوحة مستمرة بدون إطار زمني، لأن ترف الوقت ليس ممكناً بعد الآن، وحددت 4 أيام لتحقيق مهام اللجنة.
وتابعت: "نريد حلاً ليبيّ المنشأ ولا يفرض من الخارج، حل ليبي، ولن ندخل خلال هذا اللقاء في الأسماء المرشحة لتولّي المناصب القيادية في السلطة التنفيذية الموحّدة ولا أقبل أن يكون للبعثة دور في تسمية السلطة كما يروّج له البعض، هذا قرار ليبي. حل ليبي-ليبي خالص".
ترحيب وتحذير دولي
ولاقت الاجتماعات الجارية في جنيف بين أعضاء اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي الليبي، ترحيبا دوليا واسعا، مع تحذير أمريكي بأن الفرصة لن تتكرر ولن تدوم إلى الأبد.
وأعربت السفارة الفرنسية في ليبيا في بيان، عن تمنياتها بالنجاح للجنة الاستشارية للملتقى الليبي، مؤكدة أن السلطة التنفيذية الليبية الموحدة ضرورية للوصول بليبيا للانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر 2021، وقالت "حان الوقت للاستجابة لرغبة الليبيين في التغيير والسيادة".
وشجع السفير الألماني في ليبيا أوليفر أوفيتشا، أعضاء اللجنة وجميع الأطراف السياسية المعنية على الاستفادة القصوى من تنسيق البعثة الأممية، وتمهيد الطريق نحو سلطة تنفيذية موحدة، مؤكدا عبر حسابه على تويتر أن العملية السياسية تدخل مرحلة حرجة.
سفير بريطانيا لدى ليبيا، نيكولاس هيبتون، أكد أيضاً عبر تويتر أن أعضاء اللجنة الاستشارية للحوار السياسي الليبي، يملكون فرصة قيّمة لدعم أولويات الشعب الليبي، والتوصل إلى مُقترح، للدفع بليبيا إلى الأمام لإجراء انتخابات حرة ونزيهة هذا العام.
السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند، حذر من أن فرصة أعضاء الحوار السياسي الليبي للتغيير لن تدوم للأبد.
مؤكدا عبر حساب السفارة الرسمي على موقع "تويتر"، أن العملية السياسية في ليبيا تمر بمنعطف حاسم، وأن أعضاء اللجنة لديهم القدرة على وضع تطلعات جميع الليبيين فوق المصالح الموالية لبعض الأطراف الليبية والخارجية.
وأكد أن فرقاء ليبيا لديهم الفرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل سلطة تنفيذية مؤقتة جديدة، يمكن أن تمهد الطريق لانتخابات وطنية في وقت لاحق من هذا العام، ولديهم التفويض لاستعادة سيادة ليبيا والاستجابة لدعوة الشعب الليبي للتغيير.
وتتوافق هذه التصريحات مع ما سبق وأعلنت عنه وليامز من الدعم الواضح من المجتمع الدولي لعملية السلام في ليبيا، داعية إلى "ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة التي قد لا تدوم طويلاً".
وتمخض ملتقى الحوار الليبي في اجتماعه الاستثنائي، المنعقد 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن تشكيل لجنتين استشارية وقانونية، تضم كلا منها 18 من أعضاء الملتقى، عقدت أول اجتماعاتهما 4 يناير/كانون الثاني الجاري، عبر الاتصال المرئي لمناقشة أهداف ومهام هذه اللجنة والإطار الزمني المحدد لعملها.
وفشلت البعثة الأممية، مرارا، في تحقيق توافق بين أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي حول مقترح الآلية المقرر اعتمادها لاختيار القيادة السياسية القادمة التي ستدير المرحلة الانتقالية، إلا أن مجلس النواب الليبي شكل لجنة لوضع خطة بديلة تحسبا لفشل الملتقى السياسي بتونس.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg
جزيرة ام اند امز