"شرعنة المليشيات" بليبيا.. احتواء للمرتزقة وتخريب للمصالحة
شرعنة المليشيات.. خطة تسابق وزارة الداخلية بحكومة فايز السراج الزمن للانتهاء منها؛ للسيطرة على غضب مرتزقة الرئيس التركي رجب أردوغان.
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج، في بيان صادر عنها واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بدء أول دورة تدريبية لدمج المليشيات المسلحة واستيعابهم بالمؤسسة الأمنية، السبت المقبل.
وأوضحت أن ذلك سيتم في مقر معهد تدريب ضباط الشرطة، بالعاصمة الليبية طرابلس، في خطوة تهدف إلى تأهيلهم للانخراط في العمل الشرطي والأمني.
غضب مرتزقة أردوغان
وبحسب مراقبين، فإن وزارة الداخلية بحكومة السراج تسعى للسيطرة على غضب مرتزقة أردوغان المتصاعد، بإغرائهم والمليشيات المسلحة بضمهم إلى المنظومة الأمنية في ليبيا.
وأكدوا أن الخطوة التي اتخذتها داخلية السراج تخالف اتفاق جنيف الموقع بين أطراف اللجنة العسكرية الليبية المشتركة برعاية أممية في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتنص الفقرة الرابعة منه على بدء عملية حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة بجميع مسمياتها على كامل التراب الليبي، سواء التي تضمها الدولة أو التي لم يتم ضمها، ومن ثم إعداد موقف عنها من حيث قادتها وعدد أفرادها وتسليحها وأماكن وجودها، وتفكيكها.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صدر قبل يومين، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، عن تصاعد الاستياء في صفوف المرتزقة السوريين بسبب الاحتيال عليهم ماديًا، عبر المتاجرة برواتبهم الشهرية واقتطاع قسم كبير منها، فضلاً عن التأخير بتسليمهم إياها.
وأوضح المرصد أنه رغم أن قضية الاحتيال تشمل جميع المرتزقة، إلا أن عناصر المليشيات "التركمانية" تعامل بشكل جيد نسبياً مقارنة بغيرهم.
ويتم اقتطاع 500 دولار من الراتب الشهري للمقاتل التركماني، مقابل اقتطاع مبلغ مضاعف لغيرهم بحسب المرصد الذي أكد أن الراتب الشهري لكل عنصر يبلغ نحو 2000 دولار وفقاً للاتفاق مع الأتراك.
توقف العودة
وأكد المرصد أنه لم ترد أي معلومات حول مصير المرتزقة في ليبيا، حيث كان من المفترض أن تعود دفعة منهم إلى سوريا، الجمعة، إلا أن أحدًا لم يعد، رغم انتهاء دورهم الفعلي هناك في ظل التوافق الليبي – الليبي.
وحذر محللون سياسيون، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، من محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي بدعم من تركيا لإنشاء قوات عسكرية أو "الحرس الوطني" للسيطرة على الجيش الليبي.
وقال محللون إن تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان تسعى لشرعنة المليشيات المسلحة في طرابلس وتحويلها لقوة رسمية، تكون ذراع أنقرة لتخريب أي محاولة لليبيين للمصالحة وإعادة الاستقرار لبلادهم.
وتقع العاصمة الليبية طرابلس أسيرة لأكثر من 35 مليشيا رئيسية، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وعدد من التنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لمدن مصراتة والزاوية، علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج.
تلك المليشيات توفر لها أنقرة دعمًا عسكريًا من خلال المرتزقة والسلاح، في حين تحتمي سياسيًا بحكومة غير شرعية يقودها فايز السراج.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA== جزيرة ام اند امز