ثوب جديد لسماد اليوريا يمنحه مزيدا من الأمان والفاعلية
الاختراع الجديد يحافظ على البيئة من التلوث ويقلل الهدر السنوي لسماد اليوريا في مصر، والذي تقدر قيمته بـ5 مليارات جنيه سنويا.
قريبا سترتدي أسمدة اليوريا ثوبا جديدا من البوليمرات الطبيعية القابلة للتحلل، والتي تخلصها من مشكلات الماضي لتصبح أرخص سعرا، بالإضافة إلى جعلها أكثر أمنا وفاعلية في تحقيق وظائفها.
أعلن ذلك الدكتور إبراهيم الشربيني، أستاذ علوم المواد بمدينة زويل للأبحاث العلمية بمصر، في المنتدى الذي نظمته أكاديمية البحث العلمي المصرية، مؤخرا، لتسويق منتجات البحث العلمي، حيث عرض ما تم التوصل إليه في المشروع الذي تموله الأكاديمية بالتعاون مع الشركة القابضة للبتروكيماويات، بهدف "إنتاج أسمدة يوريا ممتدة المفعول ورخيصة".
ويقول الشربيني لـ"العين الإخبارية": "اليوريا من الأسمدة المطلوبة جدا لتحسين ورفع كفاءة الإنتاج، ولكن مشكلتها أن النبات لا يستفيد إلا من 50% فقط من الكمية التي يتم وضعها بالأرض الزراعية وتتبخر النسبة الباقية لتسبب تلوث الهواء، أو تتغلغل مع الماء إلى بطن الأرض لتلوث التربة".
كانت هذه هي المشكلة التي دفعت الفريق البحثي إلى التفكير في حلول لها، لتجنب تلوث البيئة، وتقليل الهدر السنوي للسماد في مصر، والذي تقدر قيمته بـ5 مليارات جنيه سنويا، كما يؤكد الشربيني.
ويضيف: "اتجه التفكير إلى أن حل هذه المشكلة يكون بتغليف السماد ببوليمرات طبيعية بحيث ينطلق السماد ببطء فيستفيد النبات بكامل الكمية ولا تتسلل كمية منه إلى باطن التربة، وتكون هذه البوليمرات قابلة للتحلل، ورخيصة السعر".
بعد أن تمكن الفريق البحثي من تحديد المشكلة واقتراح الحلول لها بدأ التفكير يتجه إلى اختبار أنواع البوليمر التي يمكن استخدامها لأداء هذه المهمة.
ويقول الشربيني: "اختبرنا العديد من البوليمرات، فاهتدينا إلى خليط من البوليمرات من بينها البكتين الذي يمكن الحصول عليه من قشور الحمضيات، والسييلوز الذي يتم الحصول عليه من بعض المخلفات الزراعية، إضافة إلى بعض القواقع البحرية".
وتم اختبار الخلطة التي من بينها هذه المكونات الثلاثة على نطاق معملي، فأظهرت كفاءة في حدوث الانطلاق البطيء لليوريا، واصطدم الفريق البحثي بعد ذلك بكيفية تغليف اليوريا بهذه البوليمرات، بحيث يتم إنتاجها على نطاق تجاري، فوجدوا أن هناك ماكينة ألمانية يمكنها القيام بهذه المهمة وتستخدمها شركات الأدوية، ويبلغ سعرها 3 ملايين و100 ألف، وهذه الماكينة لا تستطيع إنتاج أكثر من 5 كيلو في اليوم.
وكان الإنجاز الأكبر الذي تحقق من خلال هذا المشروع، كما يؤكد الشربيني، هو إنتاج ماكينة شبيهة بخامات معظمها محلية، وبلغت تكلفة تصنيعها 520 ألف جنيه، وتم الارتفاع من خلالها بالطاقة الإنتاجية إلى طن في اليوم.
وتحقق من خلال هذا المشروع وفق النتائج التي تم التوصل إليها واختبارها عمليا في مركز بحوث الأرز بكفر الشيخ، تقليل في كمية اليوريا المستخدمة، لأنها صارت أكثر فاعلية بفعل الانطلاق البطيء للمادة بعد تغليفها بالبوليمر، وحدثت زيادة في الإنتاج عن المعتاد بفعل استمرار فاعلية السماد في الأرض لفترة طويلة، هذا فضلا عن الأمان البيئي وتوطين التكنولوجيا بتوفير ماكينة بديلة لتلك التي يتم استيرادها من الخارج.
وتجري أكاديمية البحث العلمي حاليا إجراءات تسجيل هذا الإنجاز كبراءة اختراع دولية، تمهيدا لإتاحة المنتج في الأسواق من خلال الشركة القابضة للبتروكيماويات، خلال شهور من الآن.