طبيب يقدم لقراء"العين الإخبارية" أبرز النصائح للتعامل مع مرضى السكري
على الأسرة تفهم المضاعفات التي قد تحدث للمريض في حالة عدم انضباط معدل السكر في جسده، ومنها مشاكل الكلى والشبكية والقدم السكري.
"الأسرة ومرض السكري".. شعار اختارته منظمة الصحة العالمية لإحياء اليوم العالمي للسكري 2018، الموافق 14 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، والذي يهدف للتوعية بخطر مرض السكري بنوعيه الأول والثاني.
ولا يستطيع أحد إغفال الدور الهام لأسرة يعاني أحد أفرادها – كبيرا كان أو صغيرا – من هذا المرض الذي من أهم أعمدته اتباع نظام غذائي صحي للوقاية من المرض وتقليل الإصابة بمضاعفاته.
وقال أستاذ أمراض الباطنة والقلب بكلية الطب جامعة أسيوط المصرية الدكتور نورالدين الحفني، إنه يجب على الأسرة التعاون مع المريض في النظام الغذائي، موضحا أنه يتحتم على الأسرة عدم تناول الأطعمة السكرية أمام المريض بينما تمنعه في نفس الوقت من تناولها؛ لأن "الممنوع مرغوب" ولذلك يجب وضع بعض القيود على الأطعمة المحظورة على المريض.
وأوضح الحفني لـ "العين الإخبارية"، أنه يجب على الأسرة تفهم المضاعفات التي قد تحدث للمريض في حالة عدم انضباط معدل السكر في جسده، ومنها مشاكل الكلى والشبكية والقدم السكري، ويجب عليهم تحذيره من هذه المضاعفات.
وأشار استشاري الغدد الصماء والسكر إلى أن الطفل المريض بالسكري عرضة للإصابة بالغيبوبة، ومن ثم فإذا كان المريض طفلا أصغر من 10 سنوات من المهم أن تضعه الأسرة تحت الملاحظة الدقيقة المستمرة وإخبار المدرسة الذي يذهب إليها بإصابته بالسكري وتناوله للأنسولين.
وقال الحفني إن الطفل لا يمتلك دراية وخبرة ووعي بمخاطر السكري، موضحا أن مضاعفات المرض تنقسم إلى المضاعفات الحادة والمضاعفات المزمنة، والأطفال الذين عادة ما يتم علاجهم بالأنسولين عرضة للإصابة بالمضاعفات الحادة، ويجب الحرص الشديد من هذه المضاعفات إذ إنها تحدث بشكل مفاجئ.
أما عن العادات الغذائية الصحية للوقاية من المرض، أوضح الحفني أن السكري مرض وراثي بنسبة ضخمة وخاصة النوع الثاني، لذلك يجب على الأسرة التي يعاني أي من أفرادها - مهما كانت درجة القرابة - من المرض أن يكونوا جميعا حريصين على عدم إجهاد البنكرياس، والابتعاد عن الانفعالات بقدر الإمكان، وعدم تناول كميات كبيرة من السكريات، وتقليل الوزن في حالة الأوزان الثقيلة، وذلك للوقاية من الإصابة بالسكري.
وقال إن زيادة التبول وجفاف الحلق والإكثار من شرب المياه جميعها أعراض تستدعي الكشف الطبي للتأكد من الإصابة بالمرض من عدمها.
وتحدث الحفني عن نظام رأه متبعا في ألمانيا، وهو وجود عيادة للتثقيف بمرض السكري بجوار عيادة السكري، موضحا أنهم في عيادة التثقيف يعرضون المريض لغيبوبة نقص السكر كي يصاب بالأعراض بصورة عملية فيتم تثقيفه بأنه في حالة شعوره بهذه الأعراض – ومنها الزغللة وضربات القلب السريعة - يجب عليه تناول السكريات سريعا.
وعن الدور الذي يجب أن تقدمه الدولة لدعم الوقاية من السكري، أشار الاستشاري إلى أهمية دور الإعلام، موضحا أنه كما يحدث توعية إعلامية عن التدخين والسرطان، يجب تقديم توعية إعلامية عن السكر وأعراضه.
كما أشار الحفني إلى أهمية ألا يخلو التثقيف الصحي والندوات من التوعية بالسكري كما يحدث توعية بأمراض مثل فيروس سي، ويجب أن يكون بداخل المراكز الصحية الصغيرة خاصة – أيا كان تخصصها - توعية بالسكري ومضاعفاته.
والسكري مرض مزمن يحدث عند عجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسد عن استخدام هذه المادة بفعالية، ما يؤدي إلى زيادة تركيز السكر في الدم.
وثمة نوعان رئيسيان للسكري وهما السكري من النمط 1 ومن سماته قلة إنتاج مادة الأنسولين، والسكري من النمط 2 ويحدث بسبب استخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل غير فعال؛ ويظهر جرّاء فرط الوزن وقلة النشاط البدني، وهناك أيضا السكري الحملي وهو فرط سكر الدم، الذي تتم ملاحظته بادئ الأمر خلال فترة الحمل.
واختير 14 نوفمبر لإحياء ذكرى ميلاد فريدريك بانتنج الذي اشترك مع تشارلز بيست في اكتشاف علاج الإنسولين عام 1922، ويهدف اليوم العالمي للسكري إلى تعزيز الوعي الصحي لمرضى السكري والآخرين ليعرفوا كيفية الوقاية منه، أو على الأقل تأخير ظهوره من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والمحافظة على الوزن في الحدود الطبيعية.