كشكل من أشكال المراهقة السياسية التي تلعبها هذه الدولة التي تفتقد الحكمة ينعكس جلياً انحياز الأبواق القطرية نحو تأجيج الرأي العام
حينما نقول إن فلانا عالج الأمر بطريقة "سياسية"، نفهم أن المعالجة تمت بشكل سلمي وذكي ومرضٍ لأطراف القضية.. إذن كلمة سياسة تقوم على المعالجة وتختزل معاني إيجابية، وعندما تقترن السياسة بالحكمة فهنا ترتقي للكياسة وحسن التصرف.
ما أريد أن أوصله بهذا التعريف البسيط للسياسة التي تتأرجح بين تعريفها كعلم تارة وفن تارةً أخرى هو فكرة افتقار بعض الدول - وقطر واحدة منها - لمهارات تطويع السياسة في ممارسة السلطة بشكل أخلاقي، فنرى تشدقاً واضحاً في ممارسات المراوغة والالتفاف والمماطلة بحجة حماية السيادة.. غير مدركة أن هذا المفهوم يتغير بمجرد تحالفها مع عناصر تشكل خطراً على المحيط الذي هي جزء منه، شاءت أم أبت، مع حفظ سيادتها الداخلية.
وكشكل من أشكال المراهقة السياسية التي تلعبها هذه الدولة التي تفتقد الحكمة، ينعكس جلياً انحياز الأبواق القطرية الإعلامية نحو تأجيج الرأي العام عبر سيناريوهات تحاك ضد الإمارات والسعودية، ضاربةً بشعارها المزيف "الرأي والرأي الآخر" عرض حائط الموضوعية، فلا تمل طواقمها من فبركة قصص وقضايا، مستخدمة معسول الكلمة والعناصر البصرية لاستمالة عقول البسطاء، عبر تخدير وعيهم واستثارة عواطفهم من خلال قنواتها التي تصرف عليها مئات الملايين من الدولارات وتنطلق ببثها من دول عدة لخدمة أغراضها.
مع سياسة الإلهاء الأخيرة التي اعتاد العبث القطري استخدامها لتضليل الشعوب بهدف خدمة أجنداته الإخوانية والتخريبية لم تعد شعوبنا كتلك التي تنطلي عليها دموع التماسيح بسهولة بل تشكل وعيٌ جمعي حقيقي بماهية هذه الألاعيب الهزلية، فتأتي الردود الشعبية دون توجيه رسمي مدافعة بحجج وبراهين منطقية نلمسها بأقل تقدير
إلا أن معظم الجهود عبر المنابر التقليدية قد أفلست في تغيير الحقيقة، فتحولت قواعد اللعبة الصبيانية القطرية إلى الساحة الرقمية لتنشئ حسابات بأسماء إماراتية وسعودية وتجند ذبابها الإلكتروني للتعليق والسب والشتم، كما اشترت ذمم بعض الصحفيين العرب وأقلامهم البخسة بهدف شن هجوم لا أخلاقي على الدول الأربع، معتقدة أنها ستنجح في تحويل الأنظار عن المطالب الرئيسية لتشغل الرأي العام بتوافه الأمور التي تخلقها بين فينة وأخرى، كحملة مقاطعة المنتجات الإماراتية، فيتسنى لها حبك التحالفات مع الفاعلين الرئيسيين في مشهد الإرهاب وزعزعة الاستقرار بمعية تركيا وإيران.
ومع سياسة الإلهاء الأخيرة التي اعتاد العبث القطري استخدامها لتضليل الشعوب بهدف خدمة أجنداته الإخوانية والتخريبية، لم تعد شعوبنا كتلك التي تنطلي عليها دموع التماسيح بسهولة، بل تشكل وعيٌ جمعي حقيقي بماهية هذه الألاعيب الهزلية، فتأتي الردود الشعبية دون توجيه رسمي، مدافعة بحجج وبراهين منطقية نلمسها بأقل تقدير على شبكات التواصل الاجتماعي فتفند وتصحح وتنتقد.
وفي الوقت الذي تمارس فيه الجارة هذه الأحجيات التي يلتهي بها الصغار تشق الإمارات طريقها نحو الإنجازات بديناميكيتها المعتادة، فالسياسة هنا تعني الحكمة وتوثيق الصداقات مع دول العالم. فما يلبث أن يأتي رئيس إلا وجاء بعده رؤساء ورؤساء ليقوى تحالفهم وتتشابك مصالحهم على أرض وطن الرخاء والاستقرار وتحت ظل قيادة رشيدة اختارت القريب والبعيد ووفرت الأمان المفتقد في كثير من البقاع.. فشكراً محمد بن زايد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة