حفيدة هدى شعراوي تستكمل سيرتها في مذكرات جديدة
هدى شعراوي أسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، وفي عام 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعات للمحاضرات النسوية.
بمناسبة مرور 100 عام على ثورة 1919 أصدر المركز القومي للترجمة في مصر الطبعة العربية من كتاب “وكشفت وجهها”، عن حياة هدى شعراوي أول ناشطة نسائية مصرية، بقلم حفيدتها سنية شعراوي، ومن ترجمة نشوى الأزهري، ومراجعة وتقديم طارق النعمان، أستاذ الأدب والبلاغة بجامعة القاهرة، والذي تستكمل فيه الحفيدة سيرة الجدة وتبني نصا متخيلا يستكمل السنوات التي غابت عن مذكرات شعراوي رائدة تحرير المرأة في مصر.
ويعتمد النص اعتمادا كاملا على مذكرات هدى شعراوي التي نشرتها دار الهلال في مصر بمقدمة للكاتبة الراحلة أمينة السعيد وهو النص الذي ترجمته للإنجليزية مارجو بدران وصدر عام 1986 بعنوان "سنوات الحريم" وبمقدمة للدكتورة هدى الصدة، أستاذ الأدب الأنجليزي، مدير مؤسسة المرأة والذاكرة في مصر، غير أن سنية حفيدة هدى شعراوي نشرت المذكرات مع إضافة جديدة وتستكمل سردية جدتها بعنوان "إسقاط النقاب" بينما انحازت المترجمة نشوى الأزهري عن وعي لعنوان شاعري هو "وكشفت وجهها" والمفارقة اللافتة ان الترجمة الإيطالية للكتاب أصدرتها سنية شعراوي بهذا الاسم، وتبدو الطبعة الجديدة وكأنها رواية جديدة من الحفيدة لحكاية الجدة تعيد بناء تجربتها التاريخية والإنسانية.
ويبرئ الناقد طارق النعمان، في مقدمة الكتاب، رائدة الحركة النسائية المصرية هدى شعراوي من تبني خطاب استعماري غربي في دعوتها لتحرير المرأة العربية ويؤكد أن أفكارها جاءت في سياق عربي وإسلامي تفاعل مع تيارات النهضة.
وقال النعمان في المقدمة: "قراءة المستشرقة مارجو بدران المصاحبة للمذكرات عند صدور طبعتها الإنجليزية تحت عنوان (سنوات الحريم) سعت لإعادة إنتاج الصور النمطية عن المرأة الشرقية في عشرينيات القرن الماضي، كما أن عنوان (سنوات الحريم) الذي صدرت به يمتلك قوة تسويقية في السوق الغربية، وكان بغرض الترويج له في الغرب أكثر من التعبير عن محتوى كاشف عن وجود أرض خصبة في نقاشات النهضة العربية أوائل القرن الماضي للتفاعل مع دعاوى تحرير المرأة ومنها كتابات قاسم أمين وفتاوى الشيح محمد عبده مفتى الديار المصرية آنذاك والإصلاحي المجدد".
والملاحظ أن مذكرات هدى شعراوي في طبعاتها السابقة توقفت عند عام 1935 ما يعني أنها أسقطت حوالي 15 عاما من حياتها بينما سعت الحفيدة سنية شعراوي لاستكمال هذا الجزء عبر متخيل سردي جديد كاشف عن رغبة الحفيدة في تقديم صورة وافية عن هذه الرائدة الناشطة.
وينفي النعمان وضع دعوة هدى شعراوي لتحرير المرأة في سياق الأفكار التي روج لها اللورد كرومر حين حمل الإسلام مسؤولية تراجع دور المرأة في العالم العربي خلال بداية القرن الـ20، ويؤكد النعمان أنه لا يمكن وضع خطاب شعراوي ومقولات قاسم أمين في هذا السياق الاستعماري، مشيرا إلى أنها سياقات ذاتية ناتجة عن مسار مستقل تفاعل مع سياق آخر، ويدلل النعمان على مواقف وطنية تبنتها هدى شعراوي ويؤكد أنه قد تم اختزالها في صور تغاير صورتها الطبيعية.
ويرصد الكتاب محطات مختلفة من حياة هدى شعراوي، والتي تعد من أبرز الناشطات المصريات في مجال الاستقلال الوطني المصري، وولدت في عام 1879، بمحافظة المنيا، وهي ابنه محمد سلطان باشا، رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوى توفيق، وتلقت التعليم في منزل والدها، وتزوجت في سن الـ13 من ابن عمتها علي الشعراوي الذي يكبرها بما يقارب الـ40 عامًا ليتغير اسم عائلتها لـ”شعراوي”.
وأسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، وفي عام 1908 نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعات للمحاضرات النسوية، وشاركت في قيادة مظاهرات ثورة 1919، وفي هذا الوقت قامت النساء اللاتي شاركن في المظاهرات والمتزوجات من زعماء وفديين بتأسيس لجنة الوفد المركزية للسيدات، وانتخبت هدى شعراوي رئيسةً لها.
وتعمل الحفيدة سنية شعراوي، مترجمة فورية حرة، وعملت مع العديد من المنظمات الدولية العربية والاقليمية، من بينها مكتبة الإسكندرية واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية.