انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي "ثورة ١٩١٩ بعد ١٠٠ عام"
فعاليات المؤتمر الدولي، بدأت السبت، وتنظمه وزارة الثقافة المصرية في دار الأوبرا، بغية استعراض أطوار وآثار "ثورة 1919".
انطلقت، السبت، فعاليات "المؤتمر الدولي - ثورة ١٩١٩ بعد مئة عام"، والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية في دار الأوبرا بالقاهرة.
ويُنتظر أن تستمر فعاليات الحدث مدّة ثلاثة أيام، بمشاركة ٨٥ باحث من مصر والأردن والعراق ولبنان والجزائر، فضلاً عن تونس والمغرب وفرنسا.
بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، إذ ألقاها نيابةً عنها الدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ناقلاً اعتذار الوزيرة عن عدم الحضور نتيجة سفرها للمشاركة ضمن "ملتقى الشباب العربي الأفريقي" بمدينة أسوان.
وقالت عبدالدايم عبر كلمتها: "إن هذا المؤتمر الفكري الكبير يترجم حرص الوزارة بكافة قطاعاتها على الاحتفال بمئوية ثورة 1919، واستعادة الدروس من تجربة النضال الوطني الذي خاضته فئات الشعب المصري كافة، دفاعاً عن الوطن واستقلال إرادته وتحقيق نهضته الحديثة".
وأشارت إلى تنظيم المؤتمر في وقت يسعى خلاله المصريون إلى مستقبل واعدٍ ومشرق، مضيفةً أن "ثورة 1919" مناسبة مجيدة أحيَت الشعور الوطني وقيم العزة والكرامة لدى المصريين، وعزّزت من روح التضامن والتلاحم والوعي بقيمة الوطن ونهضته.
وأكدت في ختام كلمتها أن "ثورة 1919" كانت سياسية في المقام الأول، ولكن تأثيرها امتدّ أيضاً إلى إحداث تغييرات اجتماعية وثقافية وفنية وفكرية، ذاكرةً أنها عكَست عصراً جديداً لإرادة المصريين في بناء دولتهم المستقلة، وتحرّرهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، كما مثّلت نقطة انطلاق للإبداع الفني من موسيقى ومسرح وسينما وأعمال أدبية وتشكيلية.
من جانبه أفاد الدكتور منير فخري عبدالنور، رئيس لجنة تنظيم مؤتمر الدولي، بأن "ثورة ١٩١٩" ملحمة قادها الزعيم سعد زغلول الذي آمن بالقضية، موضحاً أنها ألهمت الشعب الذي طالب بالحرية والاستقلال.
وأردف أن المصريين وقفوا خلف الزعيم زغلول، وجاب وفد منهم العواصم لعرض قضيّتهم فتمّ نفيهم، ولكنّ ذلك لم يزِدهم سوى إصراراً على نيْل مطالبهم المشروعة، مؤكداً أن البلاد أضحت بفضل "ثورة 1919" دولة حرة مستقلة ذات دستور.
وتطرّق إلى المشاركة القيادية والفاعلة لهدى شعراوي ضمن الثورة في مشهدٍ يبرِز دور المرأة المصرية الحضاري، إلى جانب تأسيس طلعت حرب بنك مصر ما شكّل بداية الاقتصاد الوطني.
وحسب عبدالنور، يستهدف المؤتمر بحث واستعراض آثار هذه الثورة على البلاد ودول المنطقة، في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
من جهته، ألقى الدكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد الأسبق محاضرةً بعنوان "الطريق إلى ثورة ١٩١٩"، قائلاً: "إن سبيل الثورة بدأ منذ عصر محمد علي باشا مؤسس الدولة المدنية الحديثة .. وكان الاهتمام بالتعليم وتأسيس جيش مصري أحد أبرز أركانها".
وتابع: "بِتجنيد المصريين انتهت قطيعتهم مع الجيش الوطني بعد 2000 عام، حيث كان عناصره من الأجانب"، مثمناً دور محمد علي في تجنيد المصريين وإنشاء الدواوين، فضلاً عن استقدام الخبراء والمدرسين من الخارج، وتشييد المدارس الوطنية".
وفي مطلع القرن الـ 19 قام محمد علي باشا بإرسال تسع بعثات طلابية إلى الخارج، شمِلت 319 طالباً من بينهم رفاعة الطهطاوي الذي تعلّم الفرنسية وترجم كتباً كثيرة.
وضمّت ثاني البعثات أربعةً من أبناء محمد علي، مثل الخديوي اسماعيل، وابن قاضي قضاة مصر شريف محمد شريف التركي.
وتولى محمد علي باشا بناء مدارس كثيرة، منها "الإعدادية العسكرية" و"السواري" و"أركان الحرب" و"الموسيقى العسكرية".