الولايات المتحدة الأمريكية تمر حالياً بمرحلة عصيبة، إذ يحكمها اليسار المتطرف، بحسب وصف الكثير من المراقبين،
وسط غضب عارم من المحافظين والمعتدلين، في الحزبين العريقين "الجمهوري والديمقراطي".
وما سيحدث مستقبلاً لن يتجاوز احتمالا من احتمالين، أولهما: ازدياد اضطهاد المحافظين، وعليه تتم ملاحقتهم وسجنهم، كما حدث حين تم اتهامهم بالشيوعية (المكارثية) قبل ٦ عقود، وثانيهما: حدوث ثورة تعيد أمريكا إلى صوابها، والاحتمال الأول هو الأرجح، أقله بحسب هنري كسينجر حتى اللحظة.
وحالياً يتم سحق المحافظين بكل شراسة، ولا أرى مخرجاً لهم من مخالب اليسار، وما يزيد الطين بلة حالة التشرذم بين أنصار هذا المعسكر، وعدم القدرة على لم شمل القادة داخل منظومتهم.
ناهيك عن محاولات الديمقراطيين الحثيثة لاستقطاب المهاجرين وتجنيسهم، بمعنى آخر تغير ديمغرافي وأصوات مجانية، سترجح كفة الديمقراطيين في نهاية المطاف للفوز بالانتخابات المستقبلية كما يقول ترامب.
وفي الوقت الذي كانت به منصة تويتر تستعد لنشر وثائق وأسرار أخطر تلاعب بـانتخابات رئاسيات أمريكا عام 2020، كان هنتر جو بايدن يرقص مع والده والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حفلة البيت الأبيض الصاخبة.
والوثائق التي يكثر الحديث عنها، تشرح ماهية التواطؤ بين تويتر وجهات سيادية في حجب نشر فضائح هنتر بايدن - كما يزعم إيلون ماسك المالك الجديد للمنصة - والتي لو نشرت آنذاك - بحسب زعم كثيرين - لاستحال انتخاب جو بايدن رئيساً.. فهل النخب لا تُحَاسَب في ظل حكم اليسار الأوبامي؟
وقد اشتهر الرئيس السابق باراك أوباما أثناء رئاسته، بأنه كان يسخر دوماً من نائبه بايدن، وكان يقول لإدارته: لا تتعاملوا معه بجدية! .. أمريكا حالياً تعيش مع أشخاص يحكمون، جلهم إن لم نقل كلهم قادمون من الحقبة الأوبامية، فهل يرأس أوباما أمريكا بفترة رئاسية ثالثة غير رسمية؟ الجواب عند الأمريكان طبعاً.
وبعيدا عن الساحة الأمريكية الداخلية، فإذا نظرنا إلى البعدين الإقليمي والدولي وجدنا التعامل الأمريكي المرتجل حيال مسائل الطاقة وقرارات منظمة أوبك، هو تعامل تغلب عليه لغة أمريكية متشنجة وغير مدروسة، فالدول المصدرة تبحث عن مصالحها، وأمن الطاقة العالمي وليست بوارد تعريض ذلك للخطر، من أجل عيون أمريكا ومصالح الحزب الذي يحكمها.
وعند الوقوف عند قضية المفاوضات النووية في فيينا، والوقت الذي تم إضاعته من قبل واشنطن، بغية العودة لاتفاقية لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح دول الخليج العربي، لابد من معرفة ماهية الارتجال في التوجهات الأمريكية التي أضرت بمصالح الحلفاء على حساب البحث عن التعاون مع الأعداء.
والأمر ذاته باتت اليابان وكوريا الجنوبية تتحدثان عنه، إذا ما عاين المرء خطر الصواريخ الكورية الشمالية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، فأمريكا غير قادرة على إيجاد صيغة مثلى لكبح جماح الزعيم الكوري الشمالي، سيما وأن ذلك يتكرر بشكل شبه أسبوعي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة