«نصر الله» شريكاً في تشكيل فكر وقرار المرشد فيما يختص بالوضع الإقليمي ومنهج وأسلوب الهدنة أو التصعيد بين إيران والعالم العربي
ما مستقبل حزب الله اللبناني؟
سؤال الضرورة يفرض نفسه على عقلية كل متابع للشأن اللبناني، وأيضاً الشأن الإقليمي.
سواء كنا مع أو ضد، سنة أو شيعة، مع ولاية الفقيه أو ضدها، مع الاعتدال أو التشدد، مع مشروع الدولة الوطنية أو مشروع الدولة الموازية داخل الدولة، هناك حقائق يفرضها الأمر الواقع.
وحتى أكون واضحاً ومباشراً، فإن كاتب هذه السطور:
1- ضد المشروع الإيراني في المنطقة.
2- ضد الطائفية السياسية بصرف النظر عن مصدرها أو صاحبها.
3- مع مشروع الاعتدال العربي الرافض لتقسيم الدول طائفياً وعرقياً ومذهبياً.
إذن كلامي واضح سبق أن قلته وأعيد ترديده اليوم، وسبق أن قلته في حواري مع السيدة رولا حداد في قناة «المستقبل» حول حزب الله.
حزب الله بحاجة إلى مراجعة استراتيجية لمبادئ الحركة وطبيعة الدور وخيارات المستقبل.
باختصار شديد، أمام العقل السياسي لحزب الله خيار استراتيجي صريح وواضح: «دعم الاستقرار» أو «تسويق الانتحار».
ورداً على سؤال حول مستقبل حزب الله كان كلامي واضحاً أن الحزب بزعامة سماحة السيد حسن نصر الله عليه أن يختار بين عدة أمور:
1- أن يكون لبنانياً أو إيرانياً.
2- أن يكون مع الاستقرار الإقليمي أو المواجهة العسكرية الدامية.
3- أن يختار بين مشروع الثورة أو الدولة.
وحده حسن نصر الله، دون غيره من حلفاء إيران في المنطقة يمتلك مكانة خاصة وقناة اتصال مباشرة مع المرشد الأعلى في إيران.
هذا الارتباط جعل من «نصر الله» شريكاً في تشكيل فكر وقرار المرشد فيما يختص بالوضع الإقليمي ومنهج وأسلوب الهدنة أو التصعيد بين إيران والعالم العربي.
ما يحدث في اليمن وسوريا والعراق وغزة وأفريقيا وفنزويلا من أدوار إيرانية، ليس بعيداً عن مساهمة ونصائح وأفكار الأمين العام لحزب الله اللبناني.
وينظر الحرس الثوري الإيراني، وبالذات قاسم سليماني قائد فيلق القدس وصاحب ملف تحويل الثورة إلى مواجهات عسكرية في المنطقة، إلى «نصر الله» على أنه «رفيق» له، وإلى حزب الله على أنه «حليف على جبهات القتال».
قراءة «نصر الله» لما يعرف بفائض القوة في سوريا، تحتاج إلى إعادة نظر، فالدور الروسي كان جوهرياً في الحسم الميداني، والآن في الإقرار بالوجود الأمني والعسكري على الساحة السورية.
أمام «نصر الله» 3 خيارات:
1- المساهمة المستمرة في التصعيد والمواجهات العسكرية في المنطقة.
2- أو الاكتفاء بدوره السابق في مرحلة ما قبل الدور الإقليمي والتركيز على الساحة اللبنانية.
3- أو تحويل حزبه إلى حزب سياسي بامتياز والمساهمة بما له من علاقات قوية ومصداقية لدى المرشد الأعلى الإيراني في تسويق فكرة «التسوية الإقليمية» بدلاً من مواجهة الحرب بالوكالة الباهظة الكلفة التي ستأكل الأخضر واليابس، ولن ترحم أحداً من أنصار أو أعداء.
إيران بحاجة إلى رؤية غير انتحارية تراعي مصالح الشعب الإيراني الصبور.
وحزب الله بحاجة إلى مراجعة استراتيجية لمبادئ الحركة، وطبيعة الدور، وخيارات المستقبل.
باختصار شديد، أمام العقل السياسي لحزب الله خيار استراتيجي صريح وواضح: «دعم الاستقرار» أو «تسويق الانتحار».
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة