الناقد المغربي سعيد يقطين: الرواية استفادت من ظهور التكنولوجيا
الناقد المغربي سعيد يقطين يؤكد أن الرواية استفادت من ظهور الرقمنة، بظهور أنواع جديدة منها تواكب العصر.
أكد الناقد المغربي سعيد يقطين أن بروز التواصل التكنولوجي أدى إلى ظهور أشكال جديدة للإبداع، موضحاً أن الرواية استفادت من التكنولوجيا الجديدة، وظهرت أنواع جديدة يتم إنتاجها بواسطة برمجيات تتلاءم مع الوسيط الرقمي الجديد.
وأوضح "يقطين" خلال الجلسة العلمية الأولى التي أقيمت، السبت، بالمجلس الأعلى للثقافة المصرية، ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي، أن "الرواية في هذه المرحلة انتقلت من نص مكتوب على الورق أحادي اللغة إلى نص مكتوب تتجاوز فيه لغات متعددة تتسع للصوت والصورة بمختلف أشكالها".
وأضاف: "هذا النوع يجمع بين الرواية والمسرح والسينما والصورة، ولكن بطريقة جديدة تتقاطع مع كل هذه الإبداعات السردية والدرامية والصورية التي مورست قبل العصر الرقمي، لأنها توظفها جميعاً بكيفية لا علاقة لها بما كان سائداً".
وأشار في ورقته التي جاءت بعنوان "الرواية من التجريب إلى الترقيم"، إلى أن "إبداع الرواية الرقمية ما كان ليكون لولا تطور الوعي بالإبداع السردي، الذي تحقق بفضل تراكم مجموعة من التجارب الوسائطية، مما جعل (الترقيم) ليس فقط استجابة لظهور وسيط جديد، ولكن أصبح ضرورة لإنتاج سرد جديد يتلاءم مع عصر المعلومات والمعرفة".
فيما تحدث الناقد الدكتور أحمد درويش عن رواية "باري أنشودة السودان"، للروائي إبراهيم أحمد عيسى، وهي رواية تاريخية جديدة يدور محورها حول إمارة "باري" العربية في إيطاليا وأميرها "سودان"، البطل الأسطوري الذي ينتمي إلى قبائل الربض الذين هاجروا من الأندلس واستقروا في الإسكندرية أولاً، ثم اتخذوا منها منطلقاً إلى جزر البحر المتوسط وتكوين مجتمعات متحضرة في صقلية ومالطة وسيشل وكريت، والوصول إلى شواطئ إيطاليا في مدينة باري وتكوين إمارة بها.
وأشاد بمعرفة الراوي بالمناخ الثقافي والعقائدي لمجتمع دوقيات وإقطاعيات العصور الوسطى في أوروبا، وتعامل معها بطريقة فنية راقية، ووظف عناصر الرواية التاريخية توظيفاً بارعاً مع التركيز المحايد على المقارنة غير المباشرة بين الصورة المرعبة التي بثها القساوسة عن هؤلاء "السراسنة" المتوحشين، والصورة النبيلة الراقية التي ارتسمت في أعين من خالطهم وأحبهم.
"عن مستقبل السرد" كانت ورقة الكاتبة السودانية بثينة خضر مكي التي أوضحت أن "تطور السرد الأدبي بشقيه المحكي والمكتوب يمثل مساراً مهماً في الآداب والفنون ويغلق فجوات واضحة في طريق التطور الأدبي مستقبلاً من حيث النوعية والمتعة والتعليم".
وقسمت بثينة خضر مكي الورقة السرد الأدبي إلى "شفاهي ومكتوب"، وقالت: "يتم توظيف السرد الشفاهي من كبار السن عبر الحكايات الشعبية والقصص لتأكيد الهوية الوطنية لدى الأطفال والشباب، ويكون ذلك مهماً في بلاد لا تزال تعاني من نقص في التعليم المدرسي".
فيما أكد الناقد الفلسطيني الدكتور فيصل دراج أهمية العلاقة بين العلم والتصور الروائي في مواقع مختلفة، موضحاً أن العلم هدفه اكتشاف ظواهر غير معروفة الأسباب، أما الرواية فهي مزيج من السرد والاستبصار وتوقع حدوث ما لا يبدو واضحاً للعيان.