الذكاء الاصطناعي يسارع وتيرة الهيمنة على أسواق المال
الاتجاه لاستبدال المهام البشرية بالخوارزميات أصبح محل تركيز دائم ومفهوما للنقاش حول سبل تغيير التكنولوجيا لأسواق رأس المال
أصبح الاتجاه لاستبدال المهام البشرية بالذكاء الاصطناعي والخوارزميات محل تركيز دائم ومفهوما للنقاش حول سبل تغيير التكنولوجيا لأسواق رأس المال.
وفي تقرير نشرته "فايننشال تايمز"، قالت إنه، رغم ذلك يركز صانعو السياسة يركزون بالفعل على اتجاه طويل المدى، بشأن كيف ستركز فوائد الحجم في الصناعات الرقمية على النشاط بين عدد أقل من مقدمي الاستثمار.
وأوضحت أن رقمنة مهام أسواق رأس المال عملية يقوم بها البشر على نحو تقليدي، مثل عمليات تداول الأسهم، التي بلغت مرحلة متقدمة للغاية، كما سهلت التكنولوجيا أيضا استراتيجيات استثمار جديدة، لا سيما تداول الخوارزميات.
والوقت الراهن، تمثل الصناديق التي تعتمد على نظم الحاسوب التي تجوب السوق بحثا عن إشارات مثل الزخم -فكرة أن الأسهم التي حققت نتائج جيدة مؤخرا ستستمر في التغلب على المتوسط- مجتمعة خُمس أصول الأسهم الأمريكية الخاضعة للإدارة، وفقا لمؤسسة "جي بي مورجان" الأمريكية للخدمات المالية المصرفية.
والأسبوع الماضي، عقد مجلس النواب الأمريكي اجتماعا للجنة الفرعية لمناقشة التأثير المستقبلي للذكاء الاصطناعي على أسواق رأس المال، لكن رئيس اللجنة، عضو الكونجرس بيل فوستر، عالم سابق، استمر بالعودة إلى التحدي ذي الصلة المتمثل في الآثار المترتبة على تركيز الأعمال بين أقوى اللاعبين في السوق.
وقال إن الحجم سيسمح لأكبر شركات الاستثمار بمعالجة المزيد من البيانات، والعثور على مزيد من الارتباطات، وبالتالي تحسين عوائدها.
وأضاف فوستر: "إنه انعكاس لطبيعة الفائز في كل ما يتعلق بالاقتصادات الرقمية، ومع تزايد إضفاء الطابع الرقمي على التمويل، ستشهد المزيد والمزيد من المكافآت تذهب إلى عدد أصغر وأصغر من اللاعبين المهيمنين" .
ووفقا للصحيفة، يبدو أنه ليس وحده في تبني هذا الرأي، حيث تناول مارك يالوب، رئيس مجلس معايير الأسواق لمنتجات الدخل الثابت والمعايير والسلع وعضو لجنة التنظيم التحوطي، في بنك إنجلترا، المشكلة نفسها في خطاب ألقاه هذا الشهر.
وقال يالوب إن الطريقة التي تتحسن بها نماذج التعلم الآلي -عن طريق الوصول إلى المزيد من البيانات- ستفيد أولئك الذين يملكون أكبر الميزانيات، مضيفا هذا "ربما يخلق بدوره عقبات كبيرة للغاية أمام دخول شركات جديدة".
واعتبرت الصحيفة أن العالم رأى بالفعل لمحة عن هذا المستقبل، حيث ساعدت التكنولوجيا الجديدة المتداولين في التداول الآلي العالي التردد على كسر سيطرة البنوك المفتوحة على تداول الأسهم، وخوارزمياتهم قادرة على إطلاق ملايين الصفقات يوميا دون تدخل بشري.