رقمنة التجارة تقلل الانبعاثات الكربونية وتدعم أهداف المناخ

كشف تقرير حديث أن رقمنة التجارة تقلل الانبعاثات وتدعم الاستدامة.
كشف تقرير صادر عن التحالف العالمي لتيسير التجارة، قبيل انطلاق اجتماعات تأثير التنمية المستدامة 2025، أن رقمنة الوثائق التجارية يمكن أن تساهم بشكل ملموس في خفض الانبعاثات الكربونية المرتبطة بعمليات التجارة الدولية.
وبحسب التقرير الذي جاء بعنوان "نقل السلع، لا الورق: التأثيرات الكربونية لرقمنة الإجراءات التجارية – دليل من حالة ePhyto"، فإن رقمنة الشهادات الصحية النباتية (ePhyto) في عشر دول قد خفضت البصمة الكربونية لكل شهادة بمعدل 8.4 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالعمليات الورقية التقليدية.
ومنذ عام 2018، أسهم اعتماد حل ePhyto التابع للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات في تقليل ما يُقدر بـ 64,300 طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل الامتصاص السنوي للكربون من قبل نحو 2.9 مليون شجرة. ومع ذلك، لا تزال الشهادات الرقمية تمثل فقط 5% من إجمالي الشهادات النباتية المستخدمة في التجارة العالمية، ما يشير إلى إمكانية تحقيق تأثير أكبر مع توسع الرقمنة.
حالات متعددة
وشمل التقرير دراسة حالات في كل من: الكاميرون، الإكوادور، فيجي، الأردن، مدغشقر، المغرب، نيجيريا، السنغال، تايلاند، وتوغو، حيث أظهرت النتائج تفاوتاً في نسب خفض الانبعاثات حسب كل بلد. وأفاد التقرير أن 73% من الانبعاثات المُخفَّضة تعود إلى إلغاء الحاجة إلى تنقل الأفراد لتسليم واستلام الوثائق ورقياً، مما يقلل من استخدام وسائل النقل، الورق، الطباعة، وخدمات الشحن.
وقال فيليب إسلر، مدير التحالف العالمي لتيسير التجارة: "تُبرز هذه الدراسة الدور الفعّال لتيسير التجارة في دعم العمل المناخي. رقمنة الإجراءات لا تسهم فقط في خفض التكاليف، بل تفتح المجال أمام تقليل انبعاثات الكربون بطريقة عملية وواقعية."
من جهته، أكد جان-فرانسوا ترينه تان، المؤلف الرئيسي للتقرير، أن رقمنة الوثائق التجارية تمثل حلاً قابلاً للتنفيذ والتوسع من أجل تجارة عالمية أكثر استدامة. كما أشارت لورا غيرل، المؤلفة المشاركة، من جهتها، إلى أن التأثير الحقيقي لحل ePhyto قد يكون أكبر مما تشير إليه الأرقام المتوفرة حالياً، نظراً لدوره المحتمل في تحسين الكفاءة اللوجستية وتقليل خسائر السلع القابلة للتلف، رغم عدم توافر بيانات دقيقة حول هذا الجانب بعد.
ويتوقع التقرير أنه في حال استمرار تبني هذا الحل بنفس الوتيرة، فقد يصل حجم خفض الانبعاثات إلى 145,000 طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2027، مما يعزز أهمية توسيع نطاق استخدام الحلول الرقمية في التجارة، حتى لو لم تكن الاعتبارات البيئية هي الدافع الأساسي للإصلاحات.
التحالف العالمي لتيسير التجارة
وتأسس التحالف في عام 2015، ويحتفل بعامه العاشر في 2025. ويُدار بالشراكة بين المنتدى الاقتصادي العالمي، مركز المؤسسة الخاصة الدولية (CIPE)، الغرفة التجارية الدولية (ICC)، وبالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ). ويُعد المبادرة الوحيدة ضمن "المساعدة من أجل التجارة" التي تتبنى نهج الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم الدول النامية في تبسيط الإجراءات التجارية وتيسير حركة البضائع عبر الحدود بكفاءة وأمان وبتكلفة أقل.
وتنطلق الاجتماعات في نيويورك خلال الفترة من 22 إلى 26 سبتمبر/أيلول 2025، بحضور نحو 1,000 قائد عالمي من مختلف القطاعات. وتأتي هذه الاجتماعات في إطار جهود المنتدى الاقتصادي العالمي الرامية إلى تسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة من خلال الحوار والعمل التشاركي على مدار العام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز