دينا باول.. "مصرية" على قائمة ترامب لخلافة هيلي
"العين الإخبارية" تستعرض السيرة الذاتية لدينا باول، السيدة التي كانت في 2003، أصغر مساعدي الرئيس الأمريكي حينها.
دوّى اسمها نهاية العام الماضي عندما أعلنت استقالتها من منصب نائبة مستشار الأمن القومي للاستراتيجية الأمريكية، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
دينا باول أو دينا حبيب، أمريكية من أصول مصرية، وهي أيضا المسؤولة التنفيذية في بنك "غولدمان ساكس"، والمستشارة السابقة بالبيت الأبيض.
- ترامب يخشى اتهامه بالمحسوبية ويلمح لاختيار باول خلفا لهيلي
- المصرية دينا باول وإيفانكا ترامب بين المرشحين لخلافة نيكي هيلي
واليوم، طفا الاسم من جديد إلى الواجهة، حين ظهر على قائمة ترامب للمرشحين الذين يدرس اختيارهم لمنصب سفير جديد للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلفا لـ"نيكي هيلي" التي قررت الاستقالة.
سيدة هادئة بملامح تقف عند الحد الفاصل بين الشرق والغرب، والجامع بينهما في آن، تماما مثل شخصيتها التي يصفها مقربون منها، بل تعترف هي نفسها، بأنها توليفة من هذا وذاك.
ذاك المزيج الذي حرصت عائلتها القبطية البسيطة على أن يكون جزءا من تكوينها الذاتي والأكاديمي، هو ما منحها أدوات خاصة، مثل إتقانها اللغة العربية، ما شكّل لاحقا تأشيرة عبور بالنسبة لها لبعض المناصب.
فيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" السيرة الذاتية لسيدة كانت في 2003، أصغر مساعدي الرئيس الأمريكي حينها.
في العاصمة المصرية القاهرة، ولدت دينا حبيب عام 1973، لعائلة قبطية، وكان والدها ضابطا بالجيش المصري، أما والدتها، فمتخرّجة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وحين بلغت الرابعة من عمرها، قررت الأسرة الهجرة إلى ولاية تكساس الأمريكية، حيث بدأت حياة جديدة في المكان، لكنها حرصت على أن تكون في عمق الثقافة المصرية.
أصر الوالدان على تنشئة ابنتهما دينا على الثقافة المصرية، وإتقان اللغة العربية، وهذا ربما شكّل لاحقا نقطة فارقة في مسيرتها سواء الأكاديمية أو التعليمية.
تفوقت دينا في دراستها، ونهلت من الآداب الليبرالية، ومزيجا من العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع والعلوم السياسية وعلم الجريمة.
وعقب تخرجها من جامعة تكساس في أوستن عام 1995، حصلت على دورة تدريبية في مكتب السيناتورة الجمهورية، كاي بيلي هاتشيسون، والتي تشغل حاليا منصب مندوبة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي "ناتو".
أما اسم باول، فحصلت عليه دينا حبيب إثر زواجها من رجل العلاقات العامة، اليهودي ريتشارد باول.
أصغر مساعدي بوش الابن
بوصول جورج بوش الابن إلى البيت الأبيض عام 2003، دعيت دينا باول للانضمام إلى فريق الرئيس الجديد، لتكون بذلك أصغر مساعديه في حينه، حيث كانت تبلغ 29 عاما من عمرها.
ونظرا لمهاراتها اللغوية وإتقانها اللغة العربية إلى جانب الإنجليزية، بدا أن طريقها نحو الخارجية الأمريكية لم يكن صعبا، حيث عملت بالوزارة التي تقلدت مهامها في ذلك الوقت كوندوليزا رايس.
شغلت باول بالوزارة منصبي مساعدة رايس للشؤون التعليمية والثقافية، ومنصب نائب وكيل وزارة الشؤون العامة والدبلوماسية العامة في عام 2005.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عملت باول على إنشاء شراكات بين القطاعين العام والخاص في الشرق الأوسط، لإعادة بناء وتجديد المناطق التي دمرتها الحروب.
غادرت الوزارة عام 2007 للانضمام إلى البنك الاستثماري العملاق "غولدمان ساكس"، وتشغل منصب مدير إداري فيه.
وقالت رايس، في ذلك الوقت، في تصريحات لـ"واشنطن بوست"، تعقيبا على رحيل باول: "أنا حزينة حقا لخسارتها، إنها رائعة ولديها الكثير من الأفكار، هناك أشخاص لديهم أفكار ولكن لا يمكنهم تنفيذها، لقد أعدمتهم فعلاً".
وفي وقت لاحق، أشرفت باول على برامج الاستثمار والخدمات الخيرية، وبرنامج للإسكان وتنمية المجتمعات العمرانية في "غولدمان ساكس" وأعلنت أن دخلها السنوي يبلغ 2 مليون دولار، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز".
في عام 2017، عادت إلى البيت الأبيض، عن طريق إيفانكا ابنة ترامب، لتكون مستشارة للمبادرات والنمو الاقتصادي.
وتعتبر دينا من أقرب مستشاري ومساعدي إيفانكا، لتحقيق خطة الأخيرة حول تمكين المرأة من خلال المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة، وحصول المرأة على إجازة لرعاية الأسرة مدفوعة الأجر، وغيرها من القضايا التي تهم النساء.
وفي مارس/آذار 2017، جرى اختيارها ضمن فريق الأمن القومي الأمريكي، لتتقلد منصب نائبة مستشار الأمن القومي للاستراتيجية.
ودينا هي أيضا جزء من الفريق الذي خطط لرحلات ترامب إلى إسرائيل والسعودية، ويقال إنها اشتبكت مع كبير الخبراء الاستراتيجيين السابقين في البيت الأبيض ستيف بانون.
وإثر مغادرتها البيت الأبيض، عادت إلى "غولدمان ساكس"، حيث تعمل في لجنة إدارة البنك و"مسؤولة عن المساعدة في بناء وتعزيز علاقات الشركة مع العملاء السياديين في جميع أنحاء العالم"، وفقا لسيرتها الذاتية بسجلات الموظفين.
ومنذ تداول اسمها بقوة في محيط البيت الأبيض عام 2003، غابت باول عن الأضواء، لتعود إليها بقوة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين أعلنت استقالتها من منصبها عقب إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
موقف لاقى إشادة واسعة خصوصا في الأوساط العربية والإسلامية وحتى الغربية الداعمة للقضية الفلسطينية.
غير أن وهج الموقف سرعان ما خفت عقب تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، قالت فيها إن دينا كانت تعتزم البقاء لعام واحد في منصبها، مؤكدة أن مغادرتها غير مرتبطة بقرار القدس.
ومهما يكن من أمر، فإن عودة باول إلى دائرة الضوء من جديد، عقب ورود اسمها بقائمة ترامب لخلافة هيلي، يجعل محللين يجزمون بأن روابط الصداقة التي تجمع دينا بإيفانكا هي ما رشح الأولى للمنصب، خصوصا أن ابنة الرئيس الأمريكي كانت مرشحة بقوة لنيله، لكن مخاوف والدها من أن يحسب عليه ذلك "محسوبية" كما قال، حالت دون ذلك.
فهل تكون دينا باول سفيرة واشنطن بالنيابة عن إيفانكا لدى الأمم المتحدة؟