خبيران لـ"العين الإخبارية": الموقف الإماراتي لسوريا "حائط صد" لإيران وتركيا
دبلوماسيون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" معتبرين موقف الإمارات تجاه سوريا يعد بمثابة "حائط صد" أمام التمدد الإيراني والتركي
عد مراقبون قرار الإمارات، اليوم الخميس، استئناف العمل بسفارتها في دمشق، تعزيزا لجهودها في إيجاد حل سياسي للصراع الدائر، منذ أكثر من 7 سنوات. وقال دبلوماسيون لـ"العين الإخبارية" إن الموقف الإماراتي تجاه سوريا يعد بمثابة "حائط صد" أمام التمدد الإيراني والتركي هناك، في مسعى لتواجد عربي فعال ومؤثر.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية ذكرت أن القائم بالأعمال بالنيابة باشر مهام عمله من مقر السفارة في الجمهورية العربية السورية، ابتداء من اليوم الخميس، معتبرة الخطوة "تؤكد حرص حكومة الإمارات على إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري".
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن "الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغول الإقليمي الإيراني والتركي"، مؤكداً أن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يسعى إلى تعزيز هذا الدور.
وأكد قرقاش، في تغريدة على حسابه الرسمي بـ"تويتر"، أن القرار الإماراتي يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات، مشيراً إلى أنه وليد قناعة أن المرحلة المقبلة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري، حرصا على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها.
وأثنى السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على القرار الإماراتي، واصفا إياه بـ"الشجاع".
وقال السفير بدر لـ"العين الإخبارية" إن "سوريا تحتاج إلى تكاتف عربي كبير من أجل استعادة دورها المهم في منطقة الشرق الأوسط، في إطار عربي، وألا يتم تركها منفردة تكافح الإرهاب والتطرف والاستعمار التركي والتغول الإيراني".
وأضاف الدبلوماسي المصري أن "الأراضي السورية أصبحت اليوم مسرحا للتمدد الإيراني والتركي في المنطقة، فضلا عن القوى الاستعمارية الغربية الكبرى، الأمر الذي يستدعي عدم ترك الساحة خالية لتلك الأطماع الإقليمية والدولية، التي تسعى إلى الحصول على مزايا ممتدة، وليس فقط أهداف سياسية آنية".
وشدد السفير بدر إلى أنه "آن الأوان لمساعدة سوريا، الشعب أولا، على الحفاظ على الدولة الوطنية في سوريا وفق حدودها المعروفة، وأن يترك للشعب اختيار نظامه وحكمه ودستوره، وأن تمتد يد العون لسوريا لمحاولة إصلاح ولو بعض الذي لحق بها من خراب، وإعطاء أمل أمام السوريين".
ودعا مساعد وزير الخارجية الأسبق جميع الدول العربية بأن "تحذو حذو الإمارات في استعادة الدور العربي الفعال في سوريا".
في السياق ذاته، أشاد السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، بالموقف الإماراتي، مؤكدا لـ"العين الإخبارية" أنه "يأتي في إطار موقفها الثابت الذي يعتبر الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في سوريا والممتد منذ 7 سنوات، فضلا عن جهودها الكبيرة في إغاثة اللاجئين السوريين".
وشدد السفير حربي على ضرورة تواجد عربي فعال ومؤثر في سوريا في مواجهة القوى الأخرى الإقليمية، في إشارة إلى تركيا وإيران.
كما أكد أنه "ما لم يكن هناك موقف عربي جاد إزاء ما يحدث فلن يلتفت إلى العرب مرة أخرى، داعيا إلى ضرورة ترتيب الأوضاع، بما فيه استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، وحسم الخلافات في هذا الشأن".
وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية "إنهاء الخلافات العربية بشأن ما يحدث في سوريا أصبح الآن ضرورة بالغة، على أمر إدراك جزء مما تم فقده".
وتستضيف الإمارات حالياً أكثر من 242 ألف سوري مقيم في الدولة، وتقوم حتى اليوم بإدارة مخيم مريجيب الفهود للاجئين في الأردن الذي يسكنه أكثر من 7 آلاف لاجئ سوري، علاوة على مساهمة دولة الإمارات الأخيرة في مؤتمر بروكسل الثاني لدعم سوريا ودول الجوار، خلال شهر مايو 2018، والذي تعهدت فيه الدولة بمبلغ 60 مليون دولار أمريكي. علماً أن مساهمة دولة الإمارات الإجمالية منذ اندلاع الأزمة السورية تبلغ حوالي مليار دولار أمريكي.