خيبة أمل بالعراق قبيل إعلان نتائج التحقيق في مقتل متظاهرين
مسؤول استخباراتي عراقي يؤكد لـ"العين الإخبارية" أن لجنة التحقيق الحكومية بحوادث قنص المتظاهرين أنهت تقريرها وستخرج بمعلومات مزيفة.
رغم ترقب الشارع العراقي لنتائج لجنة التحقيق الحكومية بحوادث قنص المتظاهرين العراقيين في بغداد والمحافظات الجنوبية؛ فإنه لا يتوقع أن تكشف اللجنة عن الحقائق بل ستعمل على طمسها لإبعاد التهم عن إيران ومليشياتها.
ولم يستبشر العراقيون بالخير عند تعيين فالح الفياض، رئيس هيئة مليشيات الحشد التابعة لإيران مستشار الأمن الوطني، رئيسيا للجنة التحقيق بحادثة قنص المتظاهرين العراقيين، فالفياض هدد المتظاهرين بالسحق ووصفهم بالمتآمرين على الحكومة العراقية.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات العراقية لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم ذكر اسمه: "قبل بدء المظاهرات بنحو أسبوعين كانت هناك زيارة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري إلى بغداد".
وأضاف أن سليماني اجتمع مع قادة مليشيات الحشد الشعبي وفي مقدمتهم فالح الفياض وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي شبل الزيدي وأكرم الكعبي أبو آلاء الولائي وهادي الجزائري بحضور مسؤول أمن الحشد أبو زينب اللامي، ومجموعة من ضباط فيلق القدس ووضعوا خطة للقضاء على أي مظاهرات شعبية تطالب بإنهاء نفوذ إيران وتغيير النظام السياسي الحالي في العراق".
وتابع المسؤول "عمليات تصفية المتظاهرين والناشطين أنيطت لفالح الفياض الذي كلف من جهته مسؤول أمن الحشد المقرب منه ومن سليماني مهمة التصدي لهذه التظاهرات باستخدام الفرق الخاصة (فرق الموت) التي شكلها سليماني من مسلحي مليشيات الحشد وتلقت تدريباتها على يد ضباط فيلق القدس لتنفيذ عمليات قنص وتفجيرات واغتيالات والاختطافات في العراق".
وأضاف أن اللامي وزع هؤلاء القناصين في مناطق عدة من بغداد والمحافظات معروفة بتجمع المتظاهرين فيها مع وجود ضابط ربط إيران من فيلق القدس مع كل مجموعة من القناصين ومنحه صلاحيات مطلقة.
وأشار المسؤول إلى أن اللجنة أنهت تقريرها وستخرج على العراقيين بمعلومات مزيفة تتهم خلالها ضباط من الجيش العراقي بالتنسيق مع خلايا إرهابية لتنفيذ عمليات قتل المتظاهرين تدعمهم دول أجنبية، وتبرئ مليشيات الحشد وإيران من تنفيذ هذه الجرائم، مؤكدا أن تحديد الفياض كرئيس للجنة كانت بأوامر مباشرة من سليماني.
وكانت "العين الإخبارية" أول من كشفت عن غرفة عمليات إيرانية يشرف عليها قاسم سليماني في بغداد لقمع مظاهرات العراق، تشمل هذه الغرفة مرتزقة من مليشيا حزب الله اللبناني والحوثيين والأفغان وعناصر من مليشيات الحشد الشعبي، غالبيتهم قناصة ضمن الوحدة 400 التابعة لفيلق القدس المسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات خارج حدود إيران.
ودمجت إيران هؤلاء مع فرق الموت العراقية من عناصر الحشد الشعبي على شكل مجاميع من الملثمين يرتدون ملابس سوداء وزعوا على المباني المرتفعة المحيطة بساحات المظاهرات في بغداد والمدن العراقية الأخرى، وباشرت هذه المجاميع قنص المتظاهرين وعناصر الشرطة بالرأس بهدف تحريف المظاهرات من سلمية إلى مسلحة، وتوريط الساحة العراقية في حرب أهلية لإنهاء المظاهرات المدنية، كما فعلت في سوريا خلال السنوات الماضية.
كاظم الحمداني، متظاهر عراقي أصيب خلال التظاهرات برصاصة في بطنه، لكنه لم يتمكن من استكمال العلاج في المستشفى بسبب مداهمة قوة من الملثمين المستشفيات واعتقال المتظاهرين الجرحى، لذلك نقل من قبل عائلته إلى منزل أحد أقاربه واضطر إلى دفع مبالغ مالية كبيرة للحصول على علاج من البيت سرا.
وقال الحمداني لـ"العين الإخبارية" إنه غير متفائل بهذه اللجنة التابعة لهذه الحكومة التي تسيطر عليها المليشيات.. لن تكون هناك نتائج تكشف القتلة الحقيقيين، فلم تكن هناك نتائج لأي لجنة من هذه اللجان التي حققت في مقتل المتظاهرين والناشطين والصحفيين والخروقات الأمنية خلال الأعوام السابقة التي تلت إسقاط نظام حزب البعث في العراق عام ٢٠٠٣، نحن سنرد على استخدامهم العنف ضدنا بمظاهرات سلمية مليونية ولن نتوقف لحين إسقاط هذا النظام وبناء عراق يحكمه العراقيون".
لجنة باطلة
في غضون ذلك وصف الخبير الاستراتيجي والعسكري العراقي علاء النشوع لجنة التحقيق بـ"الباطلة من الناحية القانونية وغير محايدة".
وأضاف النشوع لـ"العين الإخبارية" "رئيس اللجنة متهم بقتل المتظاهرين وكان أكثر المسؤولين تهديدا ووعيدا للمتظاهرين وهو المسؤول الأول عن الحشد والموجه الأول بذلك، وقد أظهرت لقاءاته مع القادة الإيرانيين أنه يعمل تحت إمرتهم وبإشرافهم".
وشدد النشوع على أن "محاولة إبعاد التهم عن الحشد تهدف لاتهام الجهات الأخرى وبالأخص الجيش الذي تعاطفت بعض من قطعاته مع المتظاهرين، وفِي هذه الحالة فإن الحكومة ستفرض أجندتها في إبعاد الجيش وجعل المواجهة مع المتظاهرين من القوات الموالية لها خاصة الحشد والشرطة الاتحادية، وعدم تحرك مكافحة الإرهاب وعزلها بعد تعيين أحد الضباط الموالين لإيران من قبل الفياض لقيادة مكافحة الإرهاب".
وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها الأمنية في بغداد، لم تعتقل اللجنة أيًّا من المتهمين الحقيقيين في مقتل المتظاهرين بل تعرض العشرات من الناشطين والمتظاهرين للاعتقال خلال الأيام الماضية فيما تلقى العديد من الناشطين والصحفيين العراقيين تهديدات بالقتل صادرة عن مليشيات الحشد الشعبي والأحزاب التابعة لإيران في حال دعوتهم لمظاهرات ٢٥ أكتوبر.
ولا يزال العشرات من الناشطين، الذين اختطفوا من قبل المليشيات خلال الأسبوعين الماضيين بعد ظهورهم في مقاطع فيديو يطالبون بتغيير النظام وإيقاف القمع، مجهولي المصير حتى الآن.
وشهدت مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية والبصرة وديالى وكركوك وبابل مظاهرات شعبية واسعة، انطلقت في الأول من الشهر الجاري، طالب من خلالها المتظاهرون بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من العراق، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز