ما لا تعرفه وسائل الإعلام الغربية أن هناك ديسكو إسلامويا فعليا في الشرق الأوسط للرقص على الجثث ومعاناة الشعوب.
خلال الأسبوعين الماضيين تفرغت بعض وسائل الإعلام لترويج خبر ساذج عما زعمت أنه أول ديسكو حلال في المنطقة، ومارس على هامش ذلك أذناب المشروع الإخواني المشردون في شوارع إسطنبول والدوحة وحلفاؤهم لطمياتهم التقليدية، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام الغربية التي تقتات على بكائيات حمقى السوشيال ميديا في الشرق الأوسط إلى إعادة نشر الخبر وتناوله بشكل طريف في برامج التوك شو، حتى انتهت الحفلة الإعلامية المثيرة للضحك إلى لا شيء كغيرها من حملات المأزومين التي اعتدنا عليها.
ما لا يفهمه هؤلاء القادمون من مقبرة التاريخ أن فوز ممثليهم في مصر وغيرها لم يكن نجاحاً مستحقاً، وإنما جاء في مرحلة تاريخية فوضوية سوداء في تاريخ المنطقة.. مرحلة فقيرة جداً بالمشاريع السياسية والنهضوية، ولذلك نجحوا لفترة قصيرة في اجتذاب اليائسين الذين انخدعوا بأكاذيبهم، ثم استفاقت الشعوب
لكن ما لا تعرفه وسائل الإعلام الغربية أن هناك ديسكو إسلامويا فعليا في الشرق الأوسط للرقص على الجثث ومعاناة الشعوب في سراديب الإعلام الموالي للمشروع الإخواني في المنطقة، وهي لا تعرف كذلك أن الراقصين في هذا الديسكو الصاخب بعض حكام الدول الغارقة حتى أذنيها في هذا المشروع الأسود، ويركض خلف أولئك الحكام في حفلات هز الخصور أتباع الجماعات والتنظيمات الإرهابية من إخوان ودواعش وحوثيين وحرس ثوري وغيرهم.
أمس الأول فتح الديسكو (الحلال في نظر مرتاديه) أبوابه في سراديب إعلام الدوحة وأنقرة وطهران داعياً عملاءه لممارسة الرقص الهيستيري على جثة محمد مرسي الذي فارقت روحه الحياة وهو يحاكم بتهم الخيانة والتخابر وتحويل مصر (قلب العروبة) إلى عزبة خاصة لمرشد الإرهابيين وحلفائه في قطر وإيران وتركيا، وهذه عادة ليست بجديدة على مدمني «هز الخصور» في السراديب، فما إن تنتهي حفلة الرقص على جثة ما وسط الديسكو الخاص بهم حتى يتم استبدالها بجثة أخرى؛ ولذلك فقط طاروا فرحاً بجثة مرسي بعد انتهاء حفلة رقصهم على جثة خاشقجي، وقريباً سيبحثون عن جثة أخرى لضمان استمرار عمل هذا الديسكو.
المضحك أن أزلام المشروع الإخواني في المنطقة يظنون أن خسائرهم الفادحة طوال السنوات الخمس الماضية مجرد خسائر مرحلية، وأنهم سيتجاوزونها إذا استمروا في الرقص على الشعارات الإسلاموية وافترشوا الجثث في ميادين الرقص الرخيص وسخروا مقدرات دولهم لتمويل حملات تشويه الدول التي أفشلت مخططاتهم وحولت حلمهم الكبير إلى كابوس، ذلك الحلم المتمثل في إرسال المنطقة وشعوبها إلى عصور الظلام للتحكم بها ونهب ثرواتها.
ما لا يفهمه هؤلاء القادمون من مقبرة التاريخ أن فوز ممثليهم في مصر وغيرها لم يكن نجاحاً مستحقاً، وإنما جاء في مرحلة تاريخية فوضوية سوداء في تاريخ المنطقة.. مرحلة فقيرة جداً بالمشاريع السياسية والنهضوية، ولذلك نجحوا لفترة قصيرة في اجتذاب اليائسين الذين انخدعوا بأكاذيبهم، ثم استفاقت الشعوب ووجدت نفسها في قطار متوجه إلى عصور الظلمات لتقرر القفز منه دون تردد، وتؤمن بأن نهضة الأوطان ليست في هذا الاتجاه، بل في التوجه نحو المستقبل ودعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية لا مشاريع الموت والكراهية والتخلف.
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة