لا يختلف اثنان في الوطن العربي أو في العالم أجمع، على أن ناظمية الحكم في جزيرة شرق سلوى، كانت وما زالت تفتقر إلى أدنى مؤهلات الحكم.
بات في حكم المؤكد، أن ما يُطلق عليه الآن «جزيرة شرق سلوى»، وحسب ما سيكتب التاريخ بكل وضوح، أنها منيت خلال الفترة 1995 - 2018 بمنظومة حاكمية جاهلة، قادت دولة كانت تسمى قطر إلى الإقصاء من محيطها الجغرافي والاجتماعي، وتمكنت وبصورة فظيعة، وبسبب الجهل الذي أفضى إلى التخبط من تحطيم العمق الإنساني والاجتماعي لسكان تلك الجزيرة لعشرات السنين الأخرى المقبلة، وأن هذه المنظومة الحاكمة التي يرأسها تنظيم الحمدين استطاعت بغباء فاحش أن تضع سكيناً ليس في خاصرة سكان الجزيرة فحسب بل في خاصرة الأمة كلها.
لا يختلف اثنان في الوطن العربي أو في العالم أجمع، باستثناء جوقة المطبّلين المرتزقة في الدوحة، وباستثناء التنظيمات الإرهابية كطالبان والإخوان والحوثية وغيرها، على أن ناظمية الحكم في جزيرة شرق سلوى، كانت وما زالت تفتقر إلى أدنى المؤهلات التي تحتاجها عادة أنظمة الحكم، سواء العلم والتخطيط وبعد النظر أو الدبلوماسية واستثمار الموارد وتوظيف الإمكانيات، بل يبدو أن الجهل الذي تسبب في توظيف الإمكانيات في غير محلها، كدعم وتمويل الإرهاب، وشراء الذمم للحصول على مكانة أو فعالية، قد أصبحت السياسة الوحيدة المتوفرة على أجندة هذه المنظومة التي سقطت بحكم التاريخ.
الواقع أن السخط الكامن اليوم في نواحي قطر وفي قلب الدوحة الخائر يتحدث عن تخوفات كبيرة من سقوط الهوية القطرية تماماً تحت السيادة التركية إضافة إلى إحكام سيطرة طهران على القرار في الجزيرة
بالطبع، وبالعودة إلى عام 1996 فإن فئة متعلمة مثقفة من الشعب القطري قد علمت أن انقلاب حمد بن خليفة على أبيه سوف يؤدي إلى هذا الدمار الذي تشهده الجزيرة حالياً، وحين تدارسوا الأمر قرروا المضي في تصحيح المسار قبل فوات الأوان، فئة ضمت أفراداً من أسرة آل ثاني وضباطاً وحرساً أميرياً وغيرهم، وفي اللحظات الأخيرة انقض عليهم زبانية تنظيم الحمدين ثم حاكمهم غيابياً، فضاعت فرصة تاريخية لتعافي تلك الجزيرة من السرطان الخبيث الذي سيطر عليها وأنهكها.
هل سمعتم، وخلال عشرين عاماً، عن كاتب أو محلل أو سياسي يقول إن التجربة السياسية في جزيرة شرق سلوى كانت ناجحة تحت أي مقياس؟ ونتحدث هنا عن مغامرات الحمدين في أي مجال سواء العلاقات الدولية أو العربية أو عن استثمار الموارد ولا نتحدث فقط عن تمويل ودعم الثورات التي تسببت بدمار شامل لدول أخرى ولا عن المؤامرات الكثيرة التي تكشفت مؤخراً وسلطت الضوء على معدن الحمدين والمقربين منهم من مستشارين وإعلاميين ومؤججي فتن وفوضى!
الواقع أن السخط الكامن اليوم في نواحي قطر وفي قلب الدوحة الخائر يتحدث عن تخوفات كبيرة من سقوط الهوية القطرية تماماً تحت السيادة التركية إضافة إلى إحكام سيطرة طهران على القرار في الجزيرة، ويشتد القلق مؤخراً حين تهاوى «الحمدين» بالاستجداء للجلوس على طاولة الحوار مع دول المقاطعة، بينما ما زال يبحث بخبث شديد عن كل وسيلة للطعن والتشويه في دول الجوار دون أدنى درجة من الوعي السياسي.
كما سمعنا، فإن السخط في الدوحة يتحدث أيضاً عن تداعيات متوالية في المنظومة الاقتصادية في الجزيرة، بمعنى أن سكان جزيرة شرق سلوى، باتوا اليوم يدركون أنهم في مهب ريح صرصر تتلاطمهم الأمواج في عرض الخليج وأنه لا بد من استيقاظ الهمم لإنقاذ قطر من براثن «الحمدين» وزبانيتهم.
وبالرغم من مناورات «الحمدين» الضعيفة على كل صعيد، سواء الاستجداء في المحافل الدولية أو التمسك بأطراف الثوبين التركي والإيراني أو التصريحات المضحكة بين فينة وأخرى، فإن المحللين يرون أن الخلل الأكبر في جزيرة شرق سلوى المتمثل في مغامرات الحمدين، سوف ينتج قريباً صدمة مضاعفة لسكان الجزيرة قد توقظهم قبل بلوغ الأزمة إلى أعماق مروعة يستحيل بعدها النجاة أو إنقاذ قطر.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة