بالصور.. اكتشاف لوحة أثرية لملكتين حررتا مصر من الهكسوس
من المتوقع أن تفصح الاكتشافات الأخرى بمنطقة كوم إمبو بأسوان عن دور الملكتين الكبير في حروب الملوك لطرد الغزاة الهكسوس من مصر.
عثرت البعثة الأثرية المصرية، برئاسة الدكتور محمد النجار، العاملة بمنطقة كوم إمبو بأسوان، على الجزء الأعلى من لوحة مصنوعة من الحجر الجيري، والتي تعيد معبد كوم إمبو إلى عصر التحرير، أي "عصر التخلص من احتلال الهكسوس لمصر".
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، إن اللوحة صور عليها شخصان يقدمان القرابين للملكة "تيتى شيري" والملكة" أحمس نفرتارى"، وعليها نصوص للملكة تيتي شيري تلقبها بأم الملك وسيدة الأرضين.
و أكد أهمية هذا الكشف كونه يٌعد بمثابة الكشف عن النشاطات التي أجراها ملوك التحرير بجنوب مصر لتأمين ظهرهم في حربهم لطرد الغزاة الهكسوس، ومن المتوقع أن تفصح الاكتشافات الأخرى بالموقع عن هذا الأمر؛ حيث عثر على العديد من اللوحات في الحفائر الحالية توضح أهمية هذا الموقع، وتٌرجع تاريخ المعبد إلى تاريخ أقدم مما كان معروفا من قبل.
الملكة تيتي شيري "الجدة المقدسة"
الملكة "تيتي – شيري" أول سلسلة نسل الملكات من آخر الأسرة السابعة عشر إلى آخر الأسرة الثامنة عشر ، كانت زوجة الملك سمخت ان رع (تاعا الأول) ووالدة الملك سقنن رع (تاعا الثاني) وجدة الملك كامس وأحمس الأول، وتنتسب إلى أسرة من عامة الشعب، وتلقب بـ"الأم الملكية"، وكانت أول ملكة ترتدي تاج النسر، وهي التي الهمتهم روح التحرير من الهكسوس، ووضع أسس العصر الذهبي للعسكرية والإمبراطورية المصرية، وكان لها عظيم القداسة لدى المصريين لما بذلته من دور عظيم في التاريخ المصري.
وأمر حفيدها أحمس الأول بعمل لوحة تذكارية لها من الحجر الجيري في أبيدوس لتخليد ذكراها اكتشفت عام 1902م، بارتفاع 225 سم، وعرض 106.5سم، ووجد مدونا عليه حديث دار بين أحمس الأول وزوجته أحمس-نفرتاري يتحدث فيه عما صنعه لأجداده وخاصة جدته وأمه جاء فيه مخاطبا زوجته (حقا لقد مر بخاطري أم والدتي، والدة أبي الزوجة الملكية العظيمة، والأم الملكية تيتي – شيري المرحومة).
ولم يكشف حتى الآن عن قبر "تيتي – شيري" الذي دفنت فيه بطيبة، واكتشفت مومياء يعتقد أنها لها في خبيئة بالدير البحري وسط عدد من المومياوات الأخرى.
الملكة أحمس نفرتاري "جميلة الجميلات"
هي ابنة "سقنن رع تاعا الثاني"، وحفيدة "تيتي شيري"، وزوجه الملك أحمس"1550ق.م- 1525ق.م" الذي أنهى حروب التحرير بطرد الهكسوس من مصر، والبدء في جعل خطوط الدفاع عنها خارج الحدود، وهي إحدى الاسترتيجيات العسكرية العبقرية لحماية مصر، والتي استلهمتها العلوم العسكرية بعد ذلك عبر التاريخ، ولقبت بالعديد من الألقاب مثل "الزوجة الإلهية الأولى"، و"زوجه الملك العظيمة".
عاصرت الملكة 5 ملوك، وارتبط اسمها بالشجاعة الأسطورية حيث كانت أول سيدة في مصر القديمة تحصل على لقب "الأم الإلهية" وهو دليل على المكانة العظيمة التي منحها الشعب المصري للملكة بعد وفاتها، حيث أقيم لها الشعائر الدينية في دير المدينة، وكانت أول امرأة في التاريخ تتقلد منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة وقاتلت بكفاءة شديدة، ولعبت دورًا بارزًا في المعركة التي انتهت بطرد الغزاة من مصر.
وتعد الملكتان من أهم الشخصيات النسائية في تاريخ الأسر الحاكمة، وانتشرت لهما لوحات ومقاصير التقديس بجميع أرجاء مصر.