بالصور.. اكتشاف "معصرة" أثرية من العصر البطلمي شمال مصر
الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر يقول إن طريقة بناء وحدات التخزين تميزت بطراز معماري وتقني يعتمد على جدران سميكة من الطوب اللبن
توصلت بعثة أثرية مصرية إلى كشف جديد يتمثل في جزء من معصرة نبيذ ووحدات تخزين منتجاتها إضافة إلى سور كبير من الطوب اللبن ومبنى سكني متاخم للمعصرة وملحقاتها، وذلك في منطقة تل آثار "كوم تروجي" بمحافظة البحيرة (34 كيلومتراً شرق الإسكندرية).
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، إنَّ هذا الكشف يعد نموذجاً متميزاً من المعاصر، إذ تميّزت طريقة بناء وحدات تخزين منتجات المعصرة بطراز معماري وتقني يعتمد بصفة رئيسية على جدران سميكة من الطوب اللبن ذات مساحات مختلفة.
وأعلن الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، ظهور جزء من البناء استخدمت فيه بلوكات صغيرة من الحجر الجيري المنتظم وغير المنتظم في الأساسات مع الطوب اللبن، وذلك ربما للمساعدة في التحكم في درجات الحرارة المناسبة لحفظ النبيذ، الذي ذاع صيته في إقليم مريوط بالبحيرة، إذ كان النبيذ المريوطي من أجود وأهم أنواع النبيذ في العصرين اليوناني والروماني.
وقالت الدكتورة نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، إن البعثة عثرت على بقايا قطع متناثرة من الجص الملون، التي كانت تغطي جدران المبنى، وأجزاء من الموزايك ربما كانت تستخدم في الأرضية، وبعض أجزاء من الكرانيش الجصية، وتشير تلك العناصر إلى وجود مبنى يخص المشرف على المنشأة.
وكشف خالد عبدالغني فرحات، مدير عام منطقة آثار البحيرة، أن البعثة وجدت بداخل الوحدات المعمارية مجموعة من الأفران، وبعض اللقى الأثرية الفخارية المستخدمة في الحياة اليومية ترجع لفترات تاريخية متعاقبة، بداية من العصر البطلمي حتى العصر الإسلامي، وذلك بناءً على تأريخ العملات المكتشفة، التي يرجع أقدمها لـ"بطلميوس الأول" مرورا بـ"الإمبراطور دومتيانوس" الروماني وصولاً للعصر الإسلامي.
وأضاف عبدالغني أن اللقى الأثرية المكتشفة بموقع" كوم تروجي" تشير إلى عمق العلاقات التجارية بين حاضرة تروجي وبعض المدن اليونانية مثل "كينيدوس"، "قبرص" و"رودس"، ويظهر ذلك من خلال الأختام المطبوعة على أيادي الأمفورات التي اكتشفت بالموقع، كما تمَّ الكشف عن العديد من اللقى الأُثرية الفخارية المتنوعة ما بين محلية الصنع والمستوردة، وبعض قطع العاج المشغولة التي تشير إلى الحالة الاقتصادية لقاطني هذا الموقع.
صناعة النبيذ في مصر ترجع للدولة المصرية القديمة منذ بداية الأسرات الملكية، إذ تشير الرسومات والنقوش الأثرية على العديد من المعابد والمقابر إلى أن النبيذ كان من أهم الخمور عند قدماء المصريين، فهناك المناظر المسجلة على مقابر الأسرتين الـ5 والـ6 بسقارة، وهناك أيضاً مناظر في موقع البرشا الأثري ترجع لعهد الأسرة الـ12، إضافة إلى مناظر مقابر بني حسن بمحافظة المنيا بصعيد مصر.
وتشير المناظر المسجلة على المقابر والمعابد إلى طرق صناعة النبيذ وأنواعها، إذ تبدأ بمرحلة جمع عناقيد العنب الكبيرة في سلال يحملونها على ظهورهم، ثم ينقلونها إلى مكان العصر، ثم يفرغونها في أوعية كبيرة، ويقوم الرجال بدوس العنب بأرجلهم، وقد عرف المصريون القدماء العديد من أنواع النبيذ المصنعة بجانب العنب، فهناك نوع يصنع من البلح، ويسمى في صعيد مصر حتى الآن "عرقي"، ونبيذ النخيل ويصنع من عصارة شجرة النخيل.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg جزيرة ام اند امز