باحثة تكشف لـ«العين الإخبارية» تفاصيل اكتشاف أقدم النباتات المحفوظة في مصر

وسط شظايا المعادن بموقع بدلتا النيل، اكتشف فريق مصري–تشيكي بقايا نباتية محفوظة بشكل مذهل، تنتمي للعصرين اليوناني والروماني.
- الكشف عن مقابر أثرية وعملات من العصر البطلمي في مصر
هذا الكشف، الذي نُشر في دورية "ساينتفيك ريبورتيز"، لم يكن ليرى النور لولا استخدام تقنيات متقدمة مثل الأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد والمجهر الإلكتروني.
في هذا الحوار، تكشف لنا الدكتورة مايسة منصور، أستاذة الترميم بكلية الآثار في جامعة القاهرة، والمشاركة في الدراسة، تفاصيل هذا الاكتشاف النادر، وما يحمله من مفاتيح جديدة لفهم الحياة اليومية للمصريين القدماء.
بداية، ما الذي يجعل هذا الاكتشاف في موقع سايس الأثري فريدا من نوعه؟
الفريد في هذا الاكتشاف هو عثورنا على بقايا نبات العرعر محفوظة بشكل استثنائي داخل كومة من شظايا المعادن، في موقع "سايس" الأثري بصا الحجر بدلتا النيل. هذه البقايا تعود للعصرين اليوناني والروماني، ورغم مرور أكثر من ألفي عام، لا تزال تحتفظ ببنيتها التشريحية بشكل مذهل.
كيف تمكنتم من تحديد نوع هذه البقايا النباتية؟
استخدمنا مزيجا من الفحص البصري، المجهر الإلكتروني الماسح، الأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد، والتحليل الطيفي للعناصر، وعندما قارنا النتائج بعينات حديثة من ثمار العرعر، تبين لنا أن هذه البقايا هي أقماع لبذور العرعر، تحتوي كل منها على بذرة واحدة وقشور لحمية مميزة.
ولماذا يعد حفظ هذه البقايا النباتية بهذا الشكل أمرا نادرا؟
لأن المواد النباتية عادة ما تتحلل بمرور الزمن، خاصة في البيئات الرطبة. لكن في حالتنا، خضعت هذه النباتات لعملية تمعدن مبكر شملت عناصر مثل السليكا والنحاس، وهي عملية نادرة أوقفت نشاط البكتيريا والفطريات التي تسبب التحلل.
هل لعبت الظروف البيئية لموقع سايس دورا في حفظ هذه البقايا؟
بالتأكيد. البيئة الرطبة الطينية، إلى جانب وجود عناصر معدنية مثل النحاس، خلقت بيئة شبه لا هوائية ساعدت على حفظ المادة النباتية. هذه الظروف البيئية لعبت دورا جوهريا في حماية هذه البقايا من التحلل عبر الزمن.
ما أهمية هذا الكشف في سياق علم الآثار النباتية؟
هذا الاكتشاف يفتح نافذة مباشرة على الاستخدامات اليومية للنباتات في مصر القديمة، خصوصا خلال العصرين اليوناني والروماني. فهو يُعزز فهمنا لكيفية استخدام النباتات في الحياة اليومية، سواء في الطب أو الطهي أو الطقوس، وهي تفاصيل لا نجدها كثيرا في النقوش والكتابات القديمة.
وماذا تأملون من وراء هذه الدراسة؟
نأمل أن تساهم هذه النتائج في إعادة تصورنا للحياة اليومية في العصور القديمة، وأن تدفع الباحثين إلى إعادة فحص المواد المكتشفة سابقا باستخدام تقنيات حديثة. فالتكنولوجيا المتقدمة قادرة على كشف الكثير مما كان مخفيا عن أعين الباحثين سابقا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز