بالصور.. مخيمات النزوح بمأرب تحت طائلة الأمطار وقذائف الحوثي
لا حد للمعاناة التي يكابدها النازحون اليمنيون بمخيمات محافظة مأرب، فبعد أن شردتهم آلة الحرب الحوثية من مناطقهم، تبعتهم إلى حيث نزحوا.
وفي شهر رمضان، لم يدع الحوثيون النازحين وشأنهم، بل إن المآسي تفاقمت بشكل صارخ، بسبب استمرار القصف المدفعي على المخيمات بمأرب، مع تواصل المواجهات المسلحة.
وكون أن المخيمات تقع على تخوم مناطق المواجهات، فإن استمرار القتال يشكل هاجسًا مليئًا بالمخاوف على سلامة وأمان النازحين القابعين داخل المخيمات، وفق ما يؤكده مساعد مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، خالد الشجني.
ويضيف "الشجني" لـ"العين الإخبارية" أن المواجهات في مأرب تمثل كابوسًا على النازحين، لأنها تهدد أماكن تجمعهم، وتضع حياتهم على المحك، خاصةً مع إصرار المليشيات الحوثية على استهداف المخيمات.
يأتي ذلك في ظل وقائع سابقة تورط فيها الحوثيون باستهداف ممنهج لمخيمات النازحين، والتسبب بسقوط ضحايا في أوساط النزلاء ما بين قتلى وجرحى، وهو ما أقدمت عليه المليشيات تحت ذريعة أن النزلاء يُستخدمون دروعًا بشرية، بحسب زعم الحوثيين، الذين لا يفرقون بين ما هو مدنيا أو عسكريا، خلال هجماتهم الوحشية على مأرب.
ويخشى القائمون على المخيمات استمرار الأزمة خلال أيام وليالي الشهر الفضيل، التي تكالبت فيها المعاناة بشتى صنوفها، بحسب المسؤول اليمني خالد الشجني.
ومنذ فبراير الماضي، تصاعد عدوان مليشيات الحوثي على مأرب، وكان لها تأثير كبير على النازحين والسكان، حيث سجل مشروع رصد الأثر المدني التابع لمفوضية الأمم المتحدة مقتل 43 مدنيا بسبب إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية الحوثية.
تهديدات الأمطار
المخاوف التي ذكرها القائمون على المخيمات تأكدت خطورتها حين أشار "الشجني" إلى أبرز المتطلبات التي يحتاجها النازحون في مواقع النزوح داخل محافظة مأرب، حيث طالب بضرورة توفير "أكياس من الرمال"، كحواجز حماية وتأمين للمخيمات من آثار القصف المتواصل على المخيمات، بالإضافة إلى استخدامها للوقاية من تدفق الأمطار والسيول.
المتطلبات تكشف حجم الاحتياجات والأوضاع غير المستقرة التي تعاني منها مخيمات النزوح في مارب، جراء تدفق هجمات المليشيات الانقلابية، ويقول مساعد مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، إن مآوي النازحين ومخيماتهم تضررت من الامطار، بسبب رداءة الخيام.
وأكد "الشجني" أن تسرب الأمطار إلى الخيام أدى إلى تلف المواد الغذائية، وجميع مستلزمات وحاجيات النازحين، خاصةً مع قلة الدعم الخارجي من قبل المنظمات الدولية المعنية، مطالبًا بضرورة توفير أغطية ومواد للخيام (طرابيل)، بالإضافة إلى توفير أكياس رملية، كون الخيام بحاجة للحماية، واعتبر المسؤول اليمني أن هذا المطلب، مُلِح وكبير.
ولم ينس "الشجني" الإشارة إلى أهمية توفير الخدمات العامة، وعلى رأسها خدمة الكهرباء في المخيمات، والتي تأتي كأهم الاحتياجات إلحاحًا وتشكل معاناة مستمرة.
وكان ائتلاف صنعاء للإغاثة والتنمية (غير حكومي)، قد أعلن، قبل أيام، عن تضرر أكثر من 500 خيمة خاصة بالنازحين؛ جراء الأمطار الغزيرة في محافظة مأرب.
وقال الائتلاف في بيان أصدره الخميس الماضي، إن الأمطار التي سقطت خلال الأسبوع الماضي؛ أدت إلى تهالك 512 خيمة في مخيم السويداء للنازحين بمأرب.
وأضاف أن الأمطار تسببت في تلف المواد الغذائية، وغرق أدوات الإيواء فضلًا عن إصابة عشرات الأطفال بالأمراض جراء الأمطار.
وذكر البيان أنه رصد أكثر من 600 حالة ضعف بين النساء والأطفال جراء الأمطار في المخيم.
ودعا الائتلاف شركاء العمل الإنساني إلى التدخل العاجل للتخفيف من معاناة أكثر من 1800 أسرة نازحة في هذا المخيم.