خبراء لـ"العين الإخبارية": تعطيل الحوثيين للملاحة جريمة إرهابية دولية
خبراء في القانون الدولي الإنساني والبحري يحثّون المجتمع الدولي على دعم جهود تطهير الساحل الغربي من الانقلابيين.
اعتبر خبراء يمنيون وأساتذة في القانون الدولي الإنساني والبحري، تعطيل مليشيا الحوثي الانقلابية لممرات الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، أنه "جريمة إرهابية دولية"، تستوجب وقفة وتحركا جادا من المجتمع الدولي لحماية مصلحة سياسية للعالم أجمع.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال الخبراء، إن الهجوم الإرهابي الحوثي استهدف ناقلتي نفط سعوديتين أثناء مرورهما قبالة مضيق باب المندب، الأربعاء، بالتعدي والإضرار غير المشروع بالمصالح الدولية.
وهذه ليست الحادثة الأولى لمليشيا الحوثي تجاه الملاحة الدولية، حيث سبقها عدد من الهجمات الإرهابية التي تؤكد ضرورة دعم توجه قوات الجيش اليمني والتحالف العربي في تطهير الساحل الغربي لليمن من مليشيا الحوثي وتأمين ممرات الملاحة الدولية بشكل كامل.
وقال أستاذ القانون الدولي بجامعة عدن، عبدالغني جبران الزهر، إن الاعتداء الحوثي على ناقلتي النفط، عمل غير مشروع وموجه ضد أمن وسلامة الملاحة الدولية، ويتطلب التحرك من قبل المجتمع الدولي لحماية مصالحه.
وذكر الباحث اليمني لـ"العين الإخبارية"، أن المجتمع الدولي عليه أن ينطلق في ردع الحوثيين، لتعديهم على مصلحة أساسية تهم المجتمع الدولي بأسره، وهي وجوب منع الأضرار الماسة بسلامة الملاحة الدولية لأن تلك الأعمال لها من الخطورة ما يجعل الدول فرادى أو جماعات مطالبة بالتحرك ضد هذه الجماعة المارقة.
وأضاف: "وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، وكذا اتفاقية روما الخاصة بقمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحرية لعام 1988، تعد تلك الأفعال التي قام بها الحوثيون جرائم دولية".
جريمة يعاقب عليها القانون الدولي
أستاذ القانون الدولي بجامعة عدن، محمد جميل ناجي، اعتبر هو الآخر، أن تهديد الأمن والسلم الدوليين من قبل الحوثيين جريمة إرهابية دولية يعاقب عليها القانون الدولي العام، فضلا عن أن تهديد خط الملاحة البحرية التي تعد أحد أهم ما أشارت إليه اتفاقية جاميكا لعام 82، وصادق اليمن عليها عام 1987.
وقال ناجي في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "حرية الملاحة الدولية البحرية تعتبر من أهم أهداف ومبادئ الأمم المتحدة من حيث تنمية التعاون الدولي، وتقارب الشعوب وتبادل السلع والخدمات، ومن يعطل هذا الحق، يعد ضمن الإرهابيين".
وأشار الباحث اليمني إلى أن تعطيل الملاحة البحرية، يصنف ضمن الجرائم الإرهابية الدولية، التي لا تسقط بالتقادم، لافتا إلى أن ما قام به الانقلابيون من مهاجمة ناقلة النفط السعودية يعد ضمن الجرائم الإرهابية.
ولفت ناجي إلى أن الهجوم الإرهابي الحوثي، يعطل أيضا حركة الاقتصاد العالمي من خلال منع وتهديد حركة السفن الناقلة للنفط الخام، والتي تمر من مضيق باب المندب، ما يزيد على 4 ملايين برميل يوميا.
ودعا الباحث اليمني، مجلس الأمن الدولي، باعتباره المخول قانونا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك التهديد الإرهابي.
لابد من حسم معركة الحديدة
ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، منصور صالح، أن الهجوم الإرهابي الحوثي، بأنه اعتداء سافر على الملاحة الدولية، أكد ضرورة الحسم السريع لمعركة الحديدة وتأمين الممرات الملاحية.
وقال صالح لـ"العين الإخبارية": "الاستهداف المتواصل لناقلات النفط وسفن المساعدات الانسانية في عرض المياه الدولية، تأكيد للخطورة التي باتت تمثلها المليشيات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية في هذه المنطقة من العالم".
وأضاف: "في هذا الاتجاه، جاء الاعتداء الارهابي على ناقلتي النفط السعوديتين في البحر الأحمر، والذي مثّل اعتداءً سافراً على سلامة الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر، المنطقة التي يمر منها نحو ثلثي التجارة الدولية".
وأشار المحلل السياسي اليمني إلى أن هذا الحادث الذي تكرر كثيراً، "ستكون له تداعياته ودوره السلبي على جهود إحلال السلام في اليمن، وسيعرقل جهود المجتمع الدولي لإيقاف الحرب والبحث عن تسوية عادلة للأزمة في اليمن"
وأكد صالح أن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا أثبتت أنها مصدر قلق للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ما يستدعي موقفا جادا في وضع حد لهذه التطاولات ووقف منافذ تهريب السلاح القادم من إيران للمليشيات، ناهيك عن الحاجة لحسم معركة الحديدة وتأمين خطوط الملاحة الدولية، وفي مقدمتها المارة في البحر الأحمر، والتي تستخدمها المليشيات في إثارة الفوضى واستهداف خطوط الملاحة، إضافة إلى تهريب السلاح.
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز