عرض "جزيرة الغفران" في تونس.. إبراز للتعايش بين الأديان في جربة
قدم المخرج التونسي رضا الباهي العرض الأول لفيلمه "جزيرة الغفران" في قاعة "الكوليزي" بالعاصمة تونس.
وأخيرا عرض الفيلم في دور السينما التونسية بعد عرضه في مهرجانات عالمية عدة منذ سنة.
و"جزيرة الغفران" هو فيلم بطولة علي بنور ومحمد السياري وباديس الباهي ومحمد علي بن جمعة ومجموعة من الممثلين الإيطاليين مع ظهور خاص للفنانة العالمية كلاوديا كاردينالي.
وكلاوديا كاردينالي من مواليد تونس ولا تتردد في الاستجابة للمشاركة في السينما التونسية، وهي من مواليد منطقة حلق الوادي في الضاحية الشمالية للعاصمة، وسبق أن قالت إنها" فخورة بالانتماء إلى بلدي تونس، البلد الذي أعطى العديد من الأسماء اللامعة، والفاعلة في جميع الميادين".
وتدور أحداث الفيلم على أرض جزيرة جربة في جنوب شرق تونس خلال حقبة ما قبل الاستقلال التونسي عن الاستعمار الفرنسي (1881-1956).
ويستعرض هذا الفيلم جمال وسحر هذه الجزيرة في تلك الفترة، وأراد المخرج إظهار التنوّع المجتمعي في الجزيرة والتأكيد أن الاختلاف ليس بالضرورة خلافا.
وركّز الفيلم على النسيج المجتمعي وعلاقات الأفراد، مع تقديم صورة شاملة عنهم لفهم أبعاد تلك المرحلة، وفقا لشرطها التاريخي.
وتبدأ الأحداث بعودة الكاتب أندريا بلكاري الذي يعيش في إيطاليا، إثر وفاة والدته ويتذكر سنوات طفولته وصباه التي عاشها قبل سنوات مع عائلته بجزيرة جربة الملقبة في تونس بجزيرة الأحلام قبل أن يرحلوا إلى إيطاليا بعد الاستقلال.
واعتمد مخرج العمل على أسلوب "الفلاش باك" ليعيد المتفرج إلى الزمن الماضي عندما كان بطل الفيلم طفلا يعيش وسط عائلته، مع والده داريو (علي بنور) الصيّاد، ووالدته روزا (كاتيا جريكو)، ذات الجمال المتفرّد، التي تُدير حانة، إضافة إلى جدّته من أمّه، أوغستينا (كلاوديا كاردينالي)، والعمة إيلينا (باولا لافيتي) المُحبّة للأزياء والغناء والفنّ.
والد أندريا يعمل صيادا لكنه يصاب في إحدى المرات وهو يغطس فيعجز عن العمل ما دفع بعودة جايتانو عم أندريا من إيطاليا لرعاية العائلة لكنه شخص غير مرحب به لأنه يعمل مع المافيا كما أن علاقة حب قديمة جمعته بأم أندريا الشابة التي هجرها وسافر بحثا عن المال.
ينتقل أندريا مع والديه إلى منزل جديد بعيد عن البحر وسط أهل جربة حيث يتعرف أكثر على العادات والأفكار المحلية وكذلك الدين وبينما يحاول بعض المتشددين استقطاب والده إلى الإسلام يتدخل المعتدلون ليعيدوه إلى أسرته.
هذا الفيلم عالج جملة من القضايا كالتعايش بين الأديان والتسامح والتعصب الديني وحالة التفكك الأسري.
وقال مخرج العمل رضا الباهي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن مشاركة الفنانة كلاوديا كاردينالي كان له سحر خاص وعندما فاتحها في الأمر رحبت دون تردد.
واعتبر أن "عرض الفيلم في تونس له طعم آخر لأنه عرض أمام الجمهور التونسي ما جعله يحمل عمقا في العواطف".
وأكد أن جربة هي جزيرة عظيمة وهي رمز للتعايش بين الأديان والتسامح حيث جمعت في تلك الحقبة الزمنية مختلف الجنسيات والعرقيات، من الإيطاليين والإسبان واليهود، وكانوا جميعاً يتعايشون في سلام.
وأشار إلى أنه أراد من خلال الفيلم تناول صعوبة التعايش في تلك الحقبة الاستعمارية.
وقال الباهي إن حنينه إلى الماضي باعتبار أنه عاش فترة طفولته في جربة عندما كان والده يشتغل في جزيرة جربة، كان حافزا لكي يقوم بهذا الفيلم.
وتابع: "في (جزيرة الغفران) تجد مشاهد متنوعة من الحب والأمل والتمسّك بالأرض".
من جهة أخرى، قال رضا الباهي"بدأت عرض الفيلم في قاعة الكوليزي بنشيد فلسطين نظرا لأنه يتزامن عرضه مع ما يجري هناك وذلك في تحية لصمود ذلك الشعب الأبي".
aXA6IDE4LjE4OC4xMy4xMjcg
جزيرة ام اند امز