"دي إن إيه" حديثي الولادة.. بالأحضان قد يتغير
فريق من العلماء وجد أن سلوك الوالدين قد يغيّر من تسلسل الحمض النووي DNA (البصمة الوراثية) في خلايا الدماغ للأطفال الرضع.. كيف هذا؟
نعلم جيدا أن الأشهر الأولى من حياة الطفل تكون حاسمة فيما يتعلق بالصحة البدنية والعقلية، إلا أن فريقًا من العلماء وجد أن سلوك الوالدين قد يغيّر من تسلسل الحمض النووي "البصمة الوراثية" في خلايا الدماغ للأطفال الرضع، وهو ما يعرف بـ"دي إن أيه".
أثبتت الدراسة التي نشرها باحثون متخصصون في الهندسة الوراثية، بالمجلة الأمريكية للعلوم المتقدمة، أن "الحمض النووي لخلايا دماغ الرضع يمكن أن يتغير حتى مرحلة الفطام، وفقاً لطريقة الاعتناء وسلوك والديه معه، من حيث التدليل، ما ينعكس ذلك على ملامحه والصفات الوراثية".
وأشارت الدراسة إلى أن التجربة أجريت في بادئ الأمر على الفئران، ثم على الإنسان، اعتماداً على نظرية أن التفاعل مع البيئة يمكن أن يحدث تغيرًا وراثيًا نشطًا أو غير نشط، وهذا التفاعل يسهم في تغيير شكل حلقات الحمض النووي للطفل والمسؤول عن لون العينين والبشرة وأشياء أخرى من الصفات الوراثية.
الأمومة وتغيير الجينات
وأشارت الدراسة التي نقلتها مجلة "العلوم والحياة" الفرنسية، إلى أن الانعاكسات المعرفية لهذه الظاهرة لا تزال غامضة، إلا أن الباحثين وجدوا بالتطبيق على مجموعتين من العينات، أن الأطفال الذين حظوا بالرعاية وحنان الوالدين حدث لهم تغيير في جينات المهارات الحركية والملامح الجسدية، أو ما يعرف بـ"قفر الجينات"، ويحدث هذا القفز في خلايا الدماغ للأطفال حديثي الولادة على وجه التحديد.
وبإجراء التجربة تبين أن المجموعة الأخرى، التي حظيت برعاية أمومة وتدليل أقل، كان التغيير الوراثي أقل، ثم أجريت تجربة أخرى بتبادل الآباء، واتضح أن الطفل بدأ يأخذ ملامح الأسرة الأخرى مع التدليل والرعاية.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن تلك الدراسة يمكن أن تكون أحد الآفاق العلاجية الجديدة أيضا، لتقديمها منظورا جديدا لتفسير بعض الظروف النفسية والعصبية مثل الاكتئاب أو الفصام اللذين تعود أسبابهما إلى الأشهر الستة الأولى في عمر الإنسان.