ينبغي ألا تنسى الشعوب العربية والخليجية صنيعة هذا التنظيم، وما فعله بالوطن العربي من خراب ودمار، وما جلبه إلى المنطقة من خيانة وعمالة.
من المهم أن يتذكر الناس المواقف الحزبية الإقصائية الفئوية الضيقة التي مورست من قبل «الإخوان» تجاه الشعوب العربية منذ عام 2011 وما جاء بعد ذلك، وحتى ما كان قبله. في عام 2011. قاد هذا التنظيم بجميع أفرعه في الدول العربية انقلابا عنصريا فئويا ضد الحكومات العربية، وضد النخب الفكرية والمدارس السياسية المختلفة، وعمل على إسقاط الحكومات والسيطرة عليها، بدعم مباشر وتأييد من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما وفريق عمله، وبتمويل من النظام القطري، ومساندة من النظام الإيراني.
لم يكن ذلك الانقلاب مقتصرا على دول شمال أفريقيا، بل حتى هنا في الخليج العربي، عمل تنظيم «الإخوان» على الإيقاع بالحكومات وفرض إرادته بالغصب عبر إثارة البلبلة في الشارع الخليجي، واستنساخ الشعارات والعبارات التي انطلقت في مصر وتونس واليمن، فتطاول عناصر تنظيم «الإخوان» على ملوك وأمراء ورؤساء دول الخليج، طبعا ما عدا قطر؛ بهدف النيل منهم والمس بهيبتهم، وعملوا يدا بيد مع التنظيم الدولي في محاولة لجر نيران «الربيع» إلى دول الخليج.
ينبغي ألا تنسى الشعوب العربية والخليجية صنيعة هذا التنظيم، وما فعله بالوطن العربي من خراب ودمار، وما جلبه إلى المنطقة من خيانة وعمالة، فليسقط التنظيم، وليسقط معه جميع من يعملون تحت مظلته مهما كانت مسمياتهم
في عام 2012، وصل مرشح تنظيم «الإخوان» المخلوع محمد مرسي إلى السلطة في مصر، كبرى الدول العربية، وبذلك ظن باقي فروع التنظيم في الدول الأخرى، ومنها دول الخليج، أن اللحظة قد حانت، وأن الساعة قد أزفت، لكشف الوجه الحقيقي، وللتكشير عن الأنياب التي يسيل لعابها طمعا في الحكم والسلطة والنفوذ، فشهد ذلك العام أكبر قدر من الغطرسة والعنجهية والتطاول، وانتشرت الكتائب «الإخوانية» الإلكترونية سليطة اللسان في كل أوساط الفضاء الافتراضي الخليجي، تهاجم بالسب والشتم كل من يعترض على وصول مرسي وتنظيمه الإرهابي إلى الحكم في مصر، وهناك من عناصر التنظيم من سعوا إلى مزيد من التنسيق والتعاون مع التنظيم الدولي من أجل الوصول إلى نفس النتائج في دول الخليج، أي إسقاط الحكومات والسيطرة على الحكم، ومن لم يكن يمتلك القدرة على ذلك حينها سعى إلى مد وبسط وزيادة نفوذه على المؤسسات والوزارات حتى يحقق أقصى درجة من السيطرة والقدرة.
ومع اندحار تنظيم الإخوان في مصر عام 2013، وسقوط مشروعهم الفاشل في الدول العربية، وانكشاف النظام القطري إعلاميا كداعم رئيسي ومباشر لتنظيم «الإخوان» وما سواه من التنظيمات الإرهابية، وصولاً إلى قرار مقاطعة النظام القطري من قبل دول التحالف الرباعي قبل عام وأكثر، تبين هنا حجم العمالة والخيانة التي يمارسها هذا التنظيم الساقط ضد الدول والشعوب، فاصطف مع النظام القطري، كيف لا وهو التنظيم الذي يقبض عناصره «كرواتهم» «وشرهاتهم» وعربون خيانتهم من النظام القطري بالريال!
لذلك كله وأكثر، ينبغي ألا تنسى الشعوب العربية والخليجية صنيعة هذا التنظيم، وما فعله بالوطن العربي من خراب ودمار، وما جلبه إلى المنطقة من خيانة وعمالة، فليسقط التنظيم، وليسقط معه جميع من يعملون تحت مظلته مهما كانت مسمياتهم.
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة