إسرائيل تنتزع 5 آلاف وثيقة تخص كافكا من ألمانيا
ألمانيا تسلم 5 آلاف وثيقة تخص كافكا وماكس برود إلى إسرائيل التي سعت عبر الدعاوى القضائية إلى الاستيلاء على الوثائق
تخلت السلطات الألمانية عن 5 آلاف وثيقة ومستند تخص الكاتب الشهير فرانز كافكا وصديقه ماكس برود، وسلمتها إلى إسرائيل، التي تدعي أنها الأحق بتراث أي أديب أو عالم يهودي بغض النظر عن بلاده الأصلية.
وتضم محتويات الوثائق بطاقة بريدية لفرانز كافكا تعود لعام 1910، ووثائق شخصية ظلت محفوظة لدى ماكس برود، ووصف الخبراء هذه الوثائق بأنها نافذة للمشهد الأدبي والثقافي في أوروبا في أوائل القرن العشرين.
وتضاف المجموعة الجديدة إلى نحو 40 ألف وثيقة في المكتبة الوطنية الإسرائيلية بالقدس، وذلك بعد رحلة دامت لسنوات، حيث انتقلت مخطوطات الروايات والمراسلات وكتابات أخرى تخص ماكس برود، ما بين ألمانيا وتل أبيب وسويسرا وعادت لتل أبيب في نهاية المطاف بعد أن تمكنت السلطات الألمانية من ضبطها ضمن أعمال ولوحات فنية روسية مزورة.
وفرانس كافكا (1883 - 1924) هو كاتب تشيكي يهودي كان يكتب باللغة الألمانية، مما دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأنه ألماني. ويعد رائد الكتابة الكابوسية، ويتناول في أعماله قضايا الاغتراب الاجتماعي والقلق والذعر والشعور بالذنب والعبثيّة، أكثر أعماله شُهرةً هي رواية المسخ، والمحاكمة، والقلعة، وقد ظهر في الأدب مصطلح الكافكاوية رمزاً إلى الكتابة الحداثية الممتلئة بالسوداوية والعبثية.
ولد كافكا في 3 يوليو 1883 في براغ لعائلة تشيكية من الطبقة الوسطى تتحدث الألمانية وتنحدر من أصول يهودية أشكنازية، وعمل موظّفاً في شركة تأمين حوادث العمل، مما جعله يُمضي وقت فراغه في الكتابة.
على مدار حياته، كتب كافكا مئات الرسائل للعائلة والأصدقاء المقربين، بما في ذلك والده، الذي كانت تربطه به علاقة متوترة وسيئة.
خَطب بضعة نساءٍ لكن لم يتزوّج أبداً، وتوفي عام 1924 عن عمر يناهز الـ40 بسبب مرض السل.
القليل من كتاباته نشرت خلال حياته، تشمل الكتابات المنشورة مجموعة قصصية تحت اسم تأمل وأخرى بعنوان طبيب ريفي، وقصص فرديّة هي المسخ التي نُشرت في مجلّة أدبية ولم تحظَ باهتمام، أعماله غير المُنتهية تشمل المحاكمة والقلعة وأمريكا أو الرجل الذي اختفى، ثم نُشِرت تلك الأعمال بعد موته على يد صديقه المقرب ماكس برود، الذي لم يستجب لطلب كافكا بإبادة كل كتاباته.
وقال أمين الأرشيف بالمكتبة الوطنية، ستيفان ليت، لوكالة أسوشيتد برس، وهو على رأس الفريق الذي اطلع على الأوراق: "أعتقد أن كافكا سيكون مثيرا حتى بعد وفاته، فربما لم يكن يستطيع أن يخترع مؤامرة أفضل من هذه".
وأضاف ليت: "إن الأوراق التي تم استرجعها لا تسلط الضوء على كافكا بشكل مباشر، إنما تخص صديقه التشيكي أيضا ماكس برود، بشكل أكبر".
وماكس برود (27 مايو 1884 - 20 ديسمبر 1968) مؤلف وملحن وصحفي تشيكي يهودي، اشتهر بصداقته مع فرانتس كافكا ونشره مؤلفاته بعد وفاته، في العقود الثلاثة الأخيرة من حياته عاش في إسرائيل بعد أن هاجر إليها وحصل على الجنسية.
بدأت القصة في عام 1938، مع بداية الاحتلال النازي لدولة تشيكوسلوفاكيا حيث كان يعيش ماكس برود، والذي فر هاربا مع آخرين إلى فلسطين التي كانت تقع تحت الحكم البريطاني في ذلك الوقت، وعندما توفي برود، كلف سكرتيرته بتسليم أوراق كافكا إلى أي مؤسسة أكاديمية تمهيدا لنشرها، ولكنها احتفظت بالأوراق لمدة 40 عاما، ثم باعت بعض المخطوطات الخاصة بكافكا وعلى رأسها رواية "المحاكمة" في مزاد علني بمبلغ 1.5 مليون دولار عام 1988.
ويتابع ليت: "احتفظت ببعض الأوراق في أحد بنوك سويسرا، وبنك آخر في تل أبيب وجزء منها وضعته في بيتها بتل أبيب، وبعد وفاتها في عام 2008، ذهبت هذه المجموعة إلى ابنتيها، اللتين بذلتا جهدا كبيرا للإبقاء عليها، ولكن المحكمة العليا وقفت إلى جانب المكتبة الوطنية في دعواها باسترداد هذه الأوراق التي اعتبرتها "أصولا ثقافية تخص الشعب اليهودي"، وبالفعل صدر الحكم بإعادة الأوراق للمكتبة الإسرائيلية في عام 2016.
نقلت المستندات المخزنة في إسرائيل، بموجب الحكم القضائي إلى المكتبة الوطنية، فيما نقلت الوثائق التي تم تخزينها في سويسرا إلى المؤسسة بعد الحكم بأشهر قليلة، وفيما يخص الوثائق المحفوظة في بيتها بتل أبيب فقد تم سرقتها من شقة الراحلة.
وحسب ليت، وقعت هذه الأوراق في يد تاجر إسرائيلي حاول بيعها لمؤسسة "أرشيف الأدب الألماني"، التي اشترت مخطوطة المحاكمة عام 1988 في مزاد علني ولكن المؤسسة أبلغت المكتبة الوطنية بالعرض المقدم من التاجر التي بدورها أبلغت السلطات المختصة.
عادت الوثائق المسروقة للظهور مرة أخرى في منشأة بمدينة فيسبادن الألمانية ضمن لوحات مزورة بيعت بملايين الدولارات، وتمكنت السلطات من إيقاف الصفقة وتحفظت على الأوراق والتي كان من بينها، مراسلات بين برود وزوجته ومراسلات أخرى بينه وبين أصدقائه، وكذلك دفتر يومياته في المرحلة الثانوية".
واختتم ليت قائلاً: "لا شك أن هذه المستندات كانت جزءا من أوراقه"، مضيفًا: "بوجودها في المكتبة الوطنية أصبحت في يد أمينة".
وحول مخطوطة رواية "المحاكمة"، قال ليت: "إنه تم بيعها في مزاد علني في عام 1988، وبالتالي لا يحق للمكتبة المطالبة باستردادها".
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز