وثائق سرية تكشف تصدعا وانهيارا بصفوف مليشيات الحوثي
حصلت عليها دائرة الاستخبارات بالقوات المسلحة اليمنية
الوثائق كشفت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف المليشيات، وهي أرقام بالآلاف في بعض الجبهات منها جبهتا نهم وبيحان.
كشفت وثائق سرية عن تصدع كبير في صفوف مليشيا الحوثي في مختلف الجوانب، أهمها العسكرية والأمنية لقواتها بمختلف الجبهات والمناطق التي ما زالت تسيطر عليها.
الوثائق حصلت عليها دائرة الاستخبارات العسكرية بالقوات المسلحة اليمنية، ونشرها لأول مرة المركز الإعلامي للقوات المسلحة.
اتسمت الوثائق التي حصلت عليها الاستخبارات من مصادر خاصة في قيادة المليشيا بالسرية العالية، حيث شددت في كل زاوية منها على سريتها وتداولها في نطاق خاص ومحدود بالجهات المختصة.
وتعتبر الوثائق خلاصة لدراسات ميدانية عسكرية أعدها ما يسمى المكتب الجهادي للمليشيا، بإشراف عدد من الباحثين والخبراء الإيرانيين وخبراء من حزب الله اللبناني برئاسة المعاون الجهادي لزعيم جماعة الحوثي المدعو أبوزينب من حزب الله.
وأظهرت الدراسة التي أُعدت بتاريخ الثاني والعشرين من أغسطس/آب الماضي فقدان المليشيا لأغلب العناصر القتالية المدربة، وأن الغالبية العظمى منهم قُتلوا في الجبهات المختلفة، مؤكدة حاجتها الشديدة لتدريب عناصر جديدة.
وكشفت الوثائق عن خسائر بشرية كبيرة تتعرض لها المليشيا في الجبهات، وتتكتم عن نشرها فيما لا تنشرها وسائل الإعلام الشرعية أيضا، وهي أرقام بالآلاف في بعض الجبهات منها جبهتا نهم وبيحان.
كما أظهرت الدراسة قوة الجيش الوطني وفاعلية خططه العسكرية، وتمكنه من استهداف قوات المليشيا وعجزها عن استهداف قواته ورصد تحركاته أو معرفة أهدافه العسكرية الميدانية، في الوقت ذاته بينت الدراسة قدرة الجيش على الحصول على معلومات توضح قدرات المليشيا العسكرية وتحركاتها وخططها الميدانية.
وتحدثت الدراسة عن وجود خيانات واختراقات داخل صفوف المليشيا وتصفيات لقادة ميدانيين وجرحى، وسوء إدارة في مختلف الجوانب، وتنصيب قيادات ميدانية لا تمتلك أي مؤهلات علمية، وأغلبها تحت المستوى التعليمي الثانوي والإعدادي.
كما أوضحت الدراسة أن هذه النتائج جاءت بسبب العشوائية في إدارة المعارك، والتهاون الكبير من قبل القيادات العسكرية، وما أسمته بالاختراقات والخيانات لدى البعض من عناصرها، وكذا عدم توفر المعلومات والتحركات عن قوات الشرعية.
وتضمنت الوثائق محاضر اجتماعات للقاءات القيادات الميدانية مع زعيم المليشيات الحوثية، وحذرت من التهاون في وضع المعالجات اللازمة والسريعة؛ لتفادي الانهيار الكبير، وأوصت بالعمل بتوجيهات زعيم المليشيات خلال لقائه بهم ومنها عسكرة السكان المجاورين للمواقع العسكرية، وتحويلهم إلى مقاتلين؛ ليشكلوا خط الدفاع الأول.
وتعاني مليشيا الحوثي بحسب الوثائق من عدم قابلية الأفراد في جبهات القتال للأفكار الطائفية التي يتم تعبئتهم بها، حيث كشفت الوثائق عن عدم جدوى الملازم والكتب، وكذا الدورات العقائدية والتعبوية التي تقدمها للأفراد الذين تستقطبهم للزج بهم في جبهات القتال.
ووفقا لخبراء عسكريين فإن الانتصارات التي حققتها قوات الجيش اليمني مؤخرا في أكثر من جبهة أبرزها تحرير بيحان ومناطق مهمة في جبهات نهم والجوف والخوخة تؤكد وجود تصدع وانهيار كبير في صفوف وجبهات مليشيا الحوثي الانقلابية، وحالة انهزامية غير مسبوقة تعيشها قياداتها وعناصرها تحت ضربات الجيش اليمني.