وثائق تثبت تورط "الوطنية للنفط" بنقل جرحى مليشيا طرابلس
وثائق مسربة تؤكد تورط المؤسسة الوطنية للنفط في نقل مصابين تابعين للمليشيات المتطرفة في طرابلس للعلاج في تركيا وتونس.
يسعى رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إلى إظهار القطاع وأصوله إعلاميا في حالة حيادية تامة إزاء الفصائل المتناحرة، في حين أن الوثائق والصور المسربة ومواقع الملاحة الجوية الدولية أثبتت أن المؤسسة تورطت في علاقات مشبوهة مع المتطرفين في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي.
وتعرض قطاع النفط الليبي لفترة انتعاش وارتفاع في مؤشرات حجم إنتاجه بفضل الوضع الأمني المستقر الذي يوفره الجيش الوطني الليبي الذي يتصدى للهجمات المتتالية من المرتزقة التشاديين والجماعات المتطرفة، وعلى رأسها ما تطلق على نفسها قوة حماية الجنوب بقيادة حسن موسى سوقي، التي تؤكد تبعيتها لحكومة الوفاق غير الشرعية في طرابلس.
وكان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أكد مرارا أن المؤسسة الوطنية للنفط تقف بعيدا في حيادية تامة عن التجاذبات السياسية والأعمال العسكرية، وتركز على مهمتها الأساسية في صون نفط الليبيين.
وتورطت المؤسسة الوطنية للنفط، بحسب الوثائق المسربة التي نشرها موقع المرصد الليبي، بشكل مكثف في نقل جرحى مجهولين تابعين لجماعات مسلحة مختلفة سقطوا في المواجهات ضد الجيش في طرابلس.
وتأتي الخطوة إلى جانب تخصيص تركيا طائرات إسعاف خاصة لمطار مصراتة لنقل الجرحى من قيادات المليشيات ومرافقيهم إلى إسطنبول.
وتتمثل الوثيقة الأولى في مخاطبة موجهة من مدير مكتب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، المهندس يوسف المبروك، بتكليف رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، شركة طيران النفط بتنفيذ رحلات لنقل الجرحى وتسفيرهم للعلاج بالخارج، وذلك بتاريخ 11 أبريل 2019.
ونصت المخاطبة على تعليمات رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بتكليف شركة طيران النفط بتنفيذ كافة الرحلات المطلوبة لنقل الجرحى من المليشيات وإعطاء الأولوية في تنفيذ مهامها لتسفير الجرحى إلى الخارج.
وعرضت الوثيقة الثانية المؤرخة بـ16 أبريل 2019 إحالة موجهة من مدير مكتب شؤون مجلس الإدارة بالمؤسسة، أنيس محمد الفساطوي، إلى مدير عام شركة طيران النفط، ونصت الوثيقة على نقل تكليف المجلس الرئاسي إلى مدير عام شركة طيران النفط، للعمل بمقتضاه.
وأكدت صحة هذه المعلومات والوثائق ما رصده برنامج ”فلايت رادار” العالمي لحركة الملاحة الجوية، الذي كشف قيام طائرات شركة ”بيترو إير – طيران النفط” الليبية بعدة رحلات "مكوكية" من مصراتة وطرابلس إلى إسطنبول وتونس، وصلت في بعض الأحيان إلى رحلتين يوميا.
يشار إلى أن ” فلايت رادار ” رصد رحلة لطائرة تابعة لشركة ”بيترو إير – طيران النفط” الليبية في الليلة التي أعقبت قصف طيران الجيش الليبي لمعسكر متطرفي الفاروق في الزاوية الذي أدى لمقتل وإصابة عدد منهم.
وتأتي هذه الحقائق في حين رفضت الوطنية للنفط، نقل جرحى الجيش الوطني الليبي –الذي يحمي المؤسسات والحقول النفطية- للعلاج في المستشفيات في مصر وتونس.
فقد أرسل مكتب القائد العام للجيش الليبي اللواء خيري التميمي رسالة بتاريخ 12 أبريل الماضي إلى شركة طيران النفط يطلب فيها إيجار رحلتين لنقل الجرحى على أن تتكفل القيادة بتسديد المصاريف، إلا أن الوطنية للنفط رفضت الطلب، بحجة عدم وجود طائرات متوفرة لهذا الغرض.
ورفضت الوطنية للنفط وشركة الطيران التابعة لها التعليق على هذه الوثائق والمعلومات، أو الرد على استفسارات الصحفيين، حول هويات المجهولين الذين ينقلون على متن هذه الرحلات.