الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تعلم جيدا أن تيلرسون يتحيز في موقفه تجاه قطر وقد أعلنها من قبل
في منتصف الشهر الماضي وخلال جولة مكوكية في المنطقة حاول وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلالها سبر أغوار هذه الأزمة إلا أنه إعترف بفشله، معلنا أن الأزمة بين قطر والدول الداعية لمكافحة الإرهاب صعبة الاختراق، هكذا وصفها.
الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تعلم جيدا أن تيلرسون يتحيز في موقفه تجاه قطر وقد أعلنها من قبل، مما جعله يصطدم بموقف الرئيس الأمريكي وقد كان تصادم معه في ملف الاتفاقية الإيرانية الأمريكية وهو ما زاد الهوة بينهما، والمبادرة هذه بإرسال مندوبيه الى المنطقة هو الإسراع بتدارك الوضع المأساوي الذي ينتظر الاقتصاد القطري بعد الإعلان عن انخفاض الاحتياطي القطري من النقد الأجنبي بنحو 10,4مليار دولار في شهر واحد ليصل إلى 24 مليار دولار، وهو ما يجعله يبعد فقط بـ 7 مليارات دولار ليصل للرقم 17 مليارا والتي عندها سينفك ارتباط الريال القطري بالدولار الأمريكي وهو مايشكل بداية لكارثة الاقتصاد القطري، وهذا ما عجّل بتحرك تيلرسون لفك الخناق عن حكومة قطر.
لذا أعلن تيلرسون الثلاثاء الماضي أن قطر حتى الآن ملتزمة بتعهداتها تجاه الولايات المتحدة، وهو بهذا يحاول تحسين الصورة لحليفته ويضع قاعدة انطلاق لمبعوثيه الجنرال أنطوني زيني والدبلوماسي تيم لندركينغ إلى المنطقة، مع علمه بأن الأزمة بين الدول الأربع وقطر تنبع من عدم التزام قطر بتعهداتها تجاه دول الخليج، والتي وقعتها في عامي 2013 و 2014م، فهل سيفعل كل من زيني وليندركينغ ما لم يستطع فعله تيلرسون نفسه في المنطقة؟
باعتقادي أنهما لن يقدما شيئا لعدة أسباب، أولهما موقف وزير الخارجية الأمريكي والذي تصادم كثيرا مع الرئيس الأمريكي في كثير من المواقف، مما سيجعله في مفترق طرق، فإما أن يواجه الإقالة وهو يعلم قوة ترامب وسرعته في اتخاذ مثل هذه القرارات، وهذا سيجعل مهمة الموفدين غير ذات أهمية كون المحرك لهذا المبادرة لم يعد موجودا، أو الانصياع وموافقة الرئيس ترامب في مواقفة ومن ضمنها الموقف الرئاسي من أزمة قطر، وفي هذا الاتجاه ستكون جهودهما لا تحمل الجديد من الأفكار لأن الرئيس قد قال كلمته وسمعها العالم أجمع، إلا من كان يتابع شاشة الجزيرة حينما حرّفت الترجمة بشكل أكد الخلل الذي يلاحظه الجميع في تهاوي مصداقية قناة الجزيرة وجعل الدول الداعية الى مكافحة الارهاب تنظر لها كمنبر إعلامي لا يمثل الحيادية ويقلب الحقائق ويقود المؤامرات مطالبا بإغلاقها.
أما في الجانب الآخر فستكون ردود الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عبارة عن تردد للصدى الذي تحصل عليه تيلرسون في الشهر الماضي، أو أقلها أن يتم تأجيل التعامل مع الموفدين لحين وضوح رؤية وموقف وزير الخارجية الأمريكية تيلرسون.
فبرأيي أنها لن تقدم جديدا وستسهلك فقط بعض الوقت في طريق الأزمة الطويل.
لمحة: قالها الوزير قرقاش (الحل في الرياض).
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة