جولة نائب ترامب بالمنطقة.. "فشل" كسر الجمود
نائب الرئيس الأمريكي قال إن قرار بلاده نقل السفارة إلى القدس اتُّخذ للمضي قدما في مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
أثناء زيارته إلى إسرائيل، قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إن قرار بلاده نقل السفارة الأمريكية إلى القدس "اتُّخِذ لخلق فرصة للمضي قدما في مفاوضات حسنة النية بين إسرائيل والفلسطينيين".
فهل تساهم جولة بنس، الذي زار مصر فالأردن ثم إسرائيل، في تحريك مياه المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية الراكدة أم تزيدها ركودا؟
السيسي وعبدالله: الحل.. دولتان عاصمتهما القدس
وزار نائب الرئيس الأمريكي القاهرة في الـ 20 من يناير/كانون الثاني الجاري، في مستهل جولته بالشرق الأوسط.
بنس التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي أكد لضيفه الأمريكي موقف بلاده الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وبعد زيارته التي استمرت ساعات أربع في الدولة المصرية، اتجه بنس إلى محطته الثانية في الأردن.
وفي قصر الحسينية بالعاصمة عمان، التقى بنس العاهل الأردني عبدالله الثاني ظهر الـ 21 من يناير/كانون الثاني الجاري.
العاهل الأردني أكد بدوره موقف بلاده من أن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية، مضيفا أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
إلى إسرائيل
وبعد القاهرة وعمان، طار نائب الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل، حيث اجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأثناء اللقاء، قال بنس إن قرار نقل السفارة الامريكية إلى القدس بدلا عن تل أبيب "اتُّخذ لخلق فرصة للمضي قدما في مفاوضات حسنة النية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
بنس، الذي يعد أول مسؤول أمريكي رفيع المستوى يزور إسرائيل بعد قرار نقل السفارة، أضاف: "شرف عظيم أن أكون موجودا في القدس عاصمة إسرائيل".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي "القدس عاصمة إسرائيل"، وهو ما أثار رفضا دوليا وعربيا كبيرا لما ينتج عن ذلك القرار من مخالفة القرارات والقوانين الدولية.
بعد لقاء نتنياهو، توجه نائب الرئيس الأمريكي إلى الكنيست، حيث جدد "فخره" بالاعتراف بالمدينة المقدسة كعاصمة لإسرائيل، معلنا أن سفارة بلاده في القدس ستفتح قبل نهاية العام المقبل.
خطاب بنس في الكنيست، دفع لانسحاب النواب العرب من البرلمان الإسرائيلي، وعددهم 13؛ احتجاجا على قرار ترامب وخطاب نائبه.
وقال النواب العرب في بيان مشترك: "زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس غير مرحب بها؛ لأنها تستهدف القضاء على أي إمكانية للتوصل إلى سلام عادل".
وأضاف البيان: "الولايات المتحدة لم تكُن في أي يوم وسيطا نزيها ذي مصداقية لحل القضية الفلسطينية، إلا أن الإدارة الحالية تسجل ذروة غير مسبوقة بالتبني الكلي لسياسة اليمين الاستيطاني الإسرائيلي المتطرف".
وتعليقا علي خطاب بينس، يقول أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، إن الخطاب الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية مؤخرا، وخاصة خطاب بنس يكشف أن الإدارة الأمريكية تنطلق من منطلقات دينية مفادها الرغبة في استيلاء اليهود على فلسطين.
ووصف الرقب، في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية، خطاب نائب الرئيس الأمريكي بـ"الوقح"، مضيفا أن كل من حول الرئيس الأمريكي إما يهودي أو مناصر لسياستهم.
وأبدى الرقب قلقه من أن يدفع خطاب ترامب ثم نائبه حول اعتبار القدس "عاصمة إسرائيل" إلى مزيد من اقتحامات المستوطنين للأقصى أو ارتكابهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين، كما حدث مع الطفل محمد أبوخضير.
واختتم الرقب موضحا أن تلك الخطوات الأمريكية من نقل السفارة فاعتبار القدس "عاصمة إسرائيل" ثم خفض المساعدات لن يسهم في تحريك المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
بنس: لا هولوكوست مجددا
وخلال زيارته لمؤسسة ياد فاشيم، مؤسسة رسمية أقمتها إسرائيل في 1953 "تخليدا لذكرى ضحايا الهولوكوست"، كتب بنس في سجل زوار المؤسسة: "نحزن لمقتل 6 ملايين يهودي في الهولوكوست، ونقول مع الشعب اليهودي أجمع المحرقة لن تتكرر".
بنس زار أيضا حائط البراق، الذي يسميه اليهود حائط المبكي.
خطوات فلسطينية
كانت القيادة الفلسطينية أعلنت مقاطعة زيارة بنس عقب قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة إسرائيل.
وندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خطاب بنس، معتبرا إياه قاد حملة صليبية في الكنيست، وأن ذلك يخدم فقط المتطرفين أينما وجدوا.
وأضاف عريقات: "رسالة بنس للعالم كانت واضحة، من يخرق القانون الدولي وقرارته ستقوم الإدارة الأمريكية بمكافاته".
من جانبها، أضربت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية والأهلية في المدن والقرى الفلسطينية، وأغلقت أبوابها باستثناء قطاعي الصحة والتعليم.
وجاء ذلك الإضراب رفضا لزيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى القدس المحتلة وتصريحاته الداعمة لسلطات الاحتلال.
وكانت السلطة الفلسطينية اعتبرت الولايات المتحدة، عقب قرار ترامب حول القدس، "لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام".
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"بوابة العين" عدم وجود تواصل بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة عقب قرار القدس.
ولبلورة رد فعل ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية، توصل المجلس المركزي الفلسطيني، بعد يومين من الاجتماعات إلى تعليق الاعتراف بإسرائيل.
ورفض المجلس المركزي، في بيان صدر منتصف الشهر الجاري، قرار الرئيس الأمريكي حول القدس، مؤكدا العمل على "إسقاط هذا القرار الذي بموجبه فقدت واشنطن أهليتها".