دموع جين و"عار" مطار الدوحة.. واقعة "الفحص" المرعبة
في 2 أكتوبر الماضي أجبر الأمن القطري نساء مسافرات على متن 10 رحلات جوية بمطار حمد الدولي على النزول من طائراتهن وتعريتهن قسرا.
كما تم إجبارهن من قبل سلطات مطار حمد الدولي (مطار الدوحة) على الخضوع لعمليات تفتيش وفحص طبي مهين ومذل، بعد العثور على رضيعة حديثة الولادة بالمطار.
ومن بين هؤلاء النساء 13 أسترالية فضحن ما قامت به سلطات الدوحة من تفتيش مهين لهن ولغيرهن، وطالبن سلطات بلادهن باسترداد حقوقهن.
وبصوت تخنقه الدموع تحدثت إحدى الضحايا في برنامج "60 دقيقة" الأسترالي، بعد إخفاء ملامحها، عن تفاصيل ما حدث لها وآخريات بمطار الدوحة في ساعات وصفتها بـ"المذلة والمرعبة"، بعد تحذير قاطع من البرنامج حول "خطورة" قطر على النساء الأجنبيات بعد واقعة "فحص المطار".
الضحية التي عرفت نفسها باسم "جين"، قالت إنها كانت عائدة إلى أستراليا من لندن، وبعد الصعود على متن طائرة الخطوط الجوية القطرية المتجهة إلى سيدني كان هناك إعلان من قبل متحدث ذكر، لم يحدد ما إذا كان طيارًا أو ضابطًا أو طاقمًا في الطائرة، بأن "جميع الإناث بحاجة إلى النزول من الطائرة وأخذ جوازات السفر معهن".
وتواصل جين سرد الواقعة "المرعبة" بالقول "دون أي تحذير، اختطفنا حراس مدججون بالسلاح جين وراكبات أستراليات أخريات من الطائرة".
"لم تكن هناك فرصة لأن نتقدم بأنفسنا.. في تلك المرحلة، كانت السيناريوهات تدور في ذهني.. هل يتم اختطافنا؟ هل يتم اصطحابنا إلى مكان ما؟ هل سأرى زوجي أو عائلتي؟ تواصل جين شهادتها على الانتهاك القطري لحقوق الإنسان، بل الأخلاق الإنسانية بشكل عام وتحديدا ضد النساء.
وتابعت الضحية الأسترالية: "عند المدرج كانت هناك سيارات إسعاف تنتظر الراكبات.. ثم أجبرونا على دخول سيارات الإسعاف وقيل لنا إنهم في حاجة إلى فحص طبي لأنه تم العثور على طفل داخل صندوق الحمام في المطار".
وأوضحت "طُلب منا الاستلقاء على نقالة وخلع ملابسنا الداخلية لتفحصها امرأة أخرى".
"وتضيف جين لبرنامج "90 دقيقة" الأسترالي "شعرنا وكأننا مجرمون، ظللت أفكر، إذا اعتقدوا أنني مذنبة بشيء ما، ماذا سيحدث لي في هذا البلد؟"، الكلام على لسان جين.
مقدمة البرنامج أكدت أن الحادث يجب أن يدفع الركاب إلى إعادة النظر في اختيار الدوحة كوجهة عبور.
وقالت إن "الواقعة لا تصدق لدرجة أنها لم تثر غضب جميع الأستراليين فحسب، بل ستجعل كافة الناس يعيدون تقييم السفر المستقبلي إلى قطر أو عبرها..".
وتختم جين روايتها عن فضيحة مطار الدوحة بحقيقة توصلت إليها، مفادها أن "قطر تروج لنفسها كدولة حديثة وتقدمية ترحب بالزوار الأجانب وتحترمهم لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة. في الواقع، قطر وجهة خطرة، خاصة بالنسبة للمرأة الغربية".
انتهاكات دون حساب
وإزاء تزايد الغضب الدولي، بدأت قطر تتفهم أنها لن تستطيع التملص من جريمتها بتبريرها، فقدم خالد بن خليفة آل ثاني رئيس وزراء قطر اعتذارا حول الواقعة.
كما أصدر مكتب الاتصال الحكومي القطري بيانا كشف أن التحقيقات الأولية أسفرت عن وجود ما وصفها بـ"تجاوزات في الإجراءات التي تم اتباعها ضد المسافرات".
ولفت إلى أنه "تمت إحالة الواقعة والمسؤولين عن هذه التجاوزات والإجراءات غير القانونية إلى النيابة العامة المختصة بحسب الإجراءات المتبعة".
ورغم مرور نحو شهرين على الواقعة برمتها، لم تعلن قطر عن نتائج التحقيق المزعوم، وسط تحذيرات من نشطاء من محاولة الدوحة المراهنة على عامل الوقت لتمرير جريمتها دون محاسبة.
كما أن الدوحة لم تكشف حتى الآن سر لغز طفلة المطار، ولا من وضعها، ولا كيف وصلت للمطار، ولم يتم التعرف على ذويها، وهو ما يكشف وجود ثغرات أمنية خطيرة في مطار حمد الذي افتتح حديثا بتكلفة مليارات الدولارات.