الدوحة.. والبقر الأمريكي

لا شك أن النظام القطري دخل في مأزق كبير، وذلك بسبب تعنته وتمرده على جيرانه، بعدما كان في موضع التقدير والاحترام.

لا شك أن النظام القطري دخل في مأزق كبير، وذلك بسبب تعنته وتمرده على جيرانه، بعدما كان في موضع التقدير والاحترام. 

إن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وعبر مقاطعتها لقطر لم تكن تستهدف إلحاق الأذى والضرر بالشعب القطري الشقيق، إنما تقديم رسالة واضحة لنظامها المتواطئ مع الإرهاب ومع إيران التي تحمل العداوة، وتهدد أمن دول وشعوب الخليج ومصالحها.

ومؤخراً شاهدنا جميعاً ذلك الاحتفاء المثير للسخرية من "تنظيم الحمدين" وقناة الجزيرة التي قطعت برامجها لتنقل للمشاهدين وعبر بث مباشر وصول السفينة التي تحمل البقر الأمريكي للدوحة، حيث رأى "تنظيم الحمدين" أن في استيراده لـ ٣٠٠٠ بقرة إضافية من الولايات المتحدة لزيادة إنتاجها من الحليب الطازج نصراً مؤزراً يستحق الاحتفال، وذلك في إطار مكابرة هذا التنظيم لمواجهة تداعيات قرار الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، بمقاطعته سياسياً واقتصادياً بسبب تورطه في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة.

هذه السذاجة العقلية القطرية في الاحتفاء بوصول البقر إنما تدل على عدم التوازن الفكري، فهل تعتبر قطر نفسها منتصرة في استيرادها للأبقار من مسافة بعيدة، بعد أن كان يأتيها رزقها رَغَداً من جيرانها بكل سهولة ويسر؟

ولقد لجأت قطر إلى إنشاء مزارع للأبقار المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما كانت تعتمد على استيرادها من جارتها السعودية بشكل أساسي.

هذه السذاجة العقلية القطرية في الاحتفاء بوصول البقر إنما تدل على عدم التوازن الفكري، فهل تعتبر قطر نفسها أنها ناجحة في استيرادها للأبقار في مسافة بعيدة، بعد أن كان يأتيها رزقها رَغَداً من جيرانها عبر مسافة قصيرة؟.

لقد وقفت قطر أمام وسائل الإعلام معلنة بعد المقاطعة أنها ستواجهها بكل قوة وثبات، وأن متطلبات الحياة متوفرة بما في ذلك الغذاء، فخدعتها إيران وتركيا بسد فراغها، فإذا باليوم تقطع المسافات البعيدة للحصول على الغذاء، بعد ما كانت الجارة السعودية وأشقاؤها من دول الخليج تدعمها.

فهذا الموقف يأتي ليبين أن اختطاف "الحمدين" لمصير الشعب القطري لن يطول، لأن أبناء قطر الشرفاء لن يرضوا بأن يكونوا بعيدين عن جيرانهم وأبناء عمومتهم، وسينتهي نظام الحمدين بانتفاضة شعبية ضده جراء معاناة الشعب القطري.