أبسط أبجديات الدبلوماسية ألا تخسر الحلفاء، وأكثرها ذكاء أن تبني باستمرار حلفاء مع الاهتمام بالبعد الجغرافي والسياسي والاقتصادي والعسكري لحلفائك لأنهم سيشكلون ثقلاً تعتمد عليه في تعزيز مواقفك السياسية والعسكرية والاقتصادية على المستوى الدولي.
أبسط أبجديات الدبلوماسية ألا تخسر الحلفاء، وأكثرها ذكاء أن تبني باستمرار حلفاء مع الاهتمام بالبعد الجغرافي والسياسي والاقتصادي والعسكري لحلفائك لأنهم سيشكلون ثقلاً تعتمد عليه في تعزيز مواقفك السياسية والعسكرية والاقتصادية على المستوى الدولي.
قطر الشقيقة في عهد حكم الأبناء والأحفاد حالياً إن جازت التسمية تعاني من اضطراب في مواقفها مع أشقائها الكبار خاصة الرياض والقاهرة.
احتضان الدوحة للإخوان بل حمايتهم وهم يستهدفون وبشكل منظم تدمير الأنظمة العربية بخلق الاضطرابات في المجتمعات وزرع الدسائس وبث الشائعات لتحقيق أهدافهم في بناء دولتهم دولة الخلافة بعد تدمير الدول الكبرى، وقطر تدرك والإخوان يدركون أن هذا حلم لن يتحقق؛ فالعالم اتحد في الرياض ضد الإرهاب، بتضامن إسلامي ودعم أمريكي.
ففي وقت تقوم فيه القيادة السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين على بناء تحالف إسلامي من ناحية ووحدة خليجية من ناحية أخرى مع تعميق وتعزيز التحالف الخليجي والإسلامي مع واشنطن لمواجهة الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها إيران التي تؤكد الشواهد في سوريا والعراق واليمن أنها أكبر قوة دعم للإرهاب وتمويل التنظيمات الإرهابية داعش والنصرة وحزب الله والإخوان وغيرهم...
قطر الشقيقة في عهد حكم الأبناء والأحفاد حالياً إن جازت التسمية تعاني من اضطراب في مواقفها مع أشقائها الكبار خاصة الرياض والقاهرة
مؤتمر "العزم يجمعنا" الذي عقد في الرياض، لم يكن ضيق المنظور ولم يكن أحادي القرار، بل تم فيه إشراك أكثر من خمسين دولة إسلامية وبحضور رئيس الولايات المتحدة ترامب ونتج عنه بناء أكبر تحالف عالمي لمواجهة الإرهاب ومعاقبة داعميه ومموليه سواء على مستوى الدول أو الأفراد.
وخروج قطر عن هذا الحلف لن يضيره ولن يضعفه ولكن سيضعفها وسيجعل منها لقمة سائغة وسهلة الالتهام من الإخوان وهم من التنظيمات المصنفة عالمياً على قائمة الإرهاب، ما يعني معه حاجة قطر للعودة لجادة الصواب وتطهير الدوحة من هذه الفيروسات قبل أن تقضي عليها بخلق حالة من الاضطرابات، فعقلاء قطر يدركون أن الرياض هي محور التحالف العالمي في مواجهة الإرهاب ومن ثم ليس من صالح قطر الانشقاق عن التحالف الدولي على وجه العموم والاتحاد الخليجي على وجه الخصوص، قطر تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تعطي نفسها حجمها الفعلي ولا تزرع الصراعات في محيطها فالدوحة لم تعرف إلا بقناة الجزيرة الفضائية والدول القوية تكون قوتها الناعمة داعمة لمصالحها وليست منبراً لبناء الخصومات مع جيرانها ومصدر حمايتها الفعلي.
* نقلا عن "الرياض" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة