الحقيقة أن الحديث عن مصالحة وشيكة مع الدوحة غير واقعي، فالأسباب التي قادت إلى تفجر الأزمة القطرية وفرض المقاطعة على قطر لا تزال قائمة
منذ المقاطعة العربية لقطر تعودنا قبيل أي قمة خليجية أن تثار تكهنات حول مصالحة وحل للأزمة القطرية. وقبل قمة الرياض تصاعد الجدل مجدّدا حول المصالحة مع قطر، وذلك بعد زيارة قام بها وزير خارجية قطر الشهر الماضي للسعودية وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأمر الذي لم ينفه الوزير القطري في كلمته بمنتدى حوارات المتوسط في "روما" عندما ذكر أن هناك بالفعل مباحثات مباشرة مع السعودية، أعقبت هذه الزيارة مشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في بطولة خليجي 24 بالدوحة. بناء على هذه المؤشرات توقع الكثيرون أن تشهد قمة مجلس التعاون التي ستعقد بالرياض مصالحة مع قطر.
كلنا كمواطنين خليجيين نتمنى أن تنتهي الأزمة فعلاً بالشكل المقبول الذي يجب أن تنتهي به، وأن تعود قطر على هذا الأساس إلى محيطها الطبيعي الخليجي العربي. وقد كتبنا هذا مرارا منذ بداية الأزمة، ولكن لا جديد في السياسة القطرية يجعلنا نتفاءل بمصالحة وانفراجة للأزمة القطرية
الحقيقة أن الحديث عن مصالحة وشيكة مع الدوحة غير واقعي، فالأسباب التي قادت إلى تفجر الأزمة القطرية وفرض المقاطعة على قطر لا تزال قائمة، والتي تتلخص في دعم قطر للإرهاب في الدول العربية، وتآمرها لتقويض نظام الحكم في عدة دول، والتحالف مع دول وقوى أجنبية معادية للأمة العربية.
ومنذ بداية الأزمة والدوحة تصرُّ على تعنتها ومكابرتها وتواصل سلوكها العدواني ضد أشقائها، وترفض أي تغيير في مواقفها وسياساتها وترفض تنفيذ أي من مطالب الرباعي العربي، وذهبت أبعد من هذا حين تحالفت مع دولتين معاديتين هما إيران وتركيا.
وبحسب الصحيفة الأمريكية أيضاً، فإن وزير خارجية قطر قدم عرضاً للسعودية لإنهاء المقاطعة أثناء وجوده في الرياض، وهو أن الدوحة مستعدة لقطع علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين. الحقيقة تؤكد أن أطراف الرباعي العربي لا تثق في نظام الدوحة مهما تعددت العروض والوعود التي أطلقها على طاولة المفاوضات، خاصة أن تاريخ قطر معروف بنقض العهود وعدم الوفاء بالوعود.
بل إن العرض القطري فيما يتعلق بطرد فلول جماعة الإخوان من على أراضيها فيما يبدو أنه لا يعدو كونه إعادة تموضع جديد للتنظيم الدولي للإخوان في تونس وليبيا هذه المرة بالإضافة إلى تركيا على أن تستمر الدوحة في دعم التنظيم مالياً وإعلامياً.
كلنا كمواطنين خليجيين نتمنى أن تنتهي الأزمة فعلاً بالشكل المقبول الذي يجب أن تنتهي به، وأن تعود قطر على هذا الأساس إلى محيطها الطبيعي الخليجي العربي. وقد كتبنا هذا مرارا منذ بداية الأزمة، ولكن لا جديد في السياسة القطرية يجعلنا نتفاءل بمصالحة وانفراجة للأزمة القطرية، لأنه كما ذكر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير قبل أيام خلال منتدى حوار المتوسط عندما سُئل عن المصالحة مع قطر "إن على قطر تغيير بعض سياساتها والقيام بمزيد من الخطوات، فيما يتعلق بوقف دعم الإرهاب".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة