الدولار يصارع اليوان في سوق العملات الرقمية
تحول مثير قد تشهده سوق العملات الرقمية، خلال الفترة المقبلة، بعد أن تردد مؤخرا مصطلح "الدولار الرقمي" في أكثر من مناسبة.
الفكرة ظهرت للنور بشكل رسمي، في 22 مايو/آيار الجاري، عندما أعلن جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عن خطط لنشر ورقة بحثية حول مشروع الدولار الرقمي.
لكن تصريحات لايل برينارد عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم الإثنين، كشفت عن الاهتمام الكبير للبنك المركزي الأمريكي بالمشروع.
- الدولار عالق وبيتكوين تتخبط والذهب مستقر.. المستثمر في حيرة
- الدولار في خطر.. الصين تتوسع في استخدام اليوان الرقمي
وأكد برينارد، على أن الاحتياطي الفيدرالي، يكثف جهوده لاستكشاف التطوير المحتمل لنسخة رقمية من الدولار الأمريكي.
وشدد على أن المشروع يأتي في وقت تتزايد فيه أعداد المستهلكين الذين يستخدمون المدفوعات الرقمية.
النقطة الأهم في تصريحات لايل برينارد هي قوله: إن "الجهود تأتي بينما تمضي حكومات أخرى قدما نحو إصدار عملات رقمية".
ظهور الولايات المتحدة في مشهد العملات الرقمية، يأتي في ظل الصراع المستمر بين واشنطن بكين في عدد من المجالات.
اليوان الرقمي
وكانت الصين سباقة في هذا المجال، عندما أعلنت في ديسمبر/كانون الأول 2020 الماضي، أن مستخدمين محددين يمكنهم إنفاق "اليوان الرقمي" الممنوح في تجربة من نوع اليانصيب.
الصين تتحرك بخطى قوية وثابتة نحو العملة الرقمية، وتنظر إليها على أنها وسيلة لتعزيز نظامها النقدي، إلى جانب كونها أداة للقوة الناعمة دوليا.
تسعى الصين من خلال عملة وطنية رقمية، للمزيد من السيطرة على كيفية إنفاق الناس لأموالهم، في ظل هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي.
ومن الطبيعي أن يتحرك الاحتياطي الفيدرالي بقوة نحو تسريع العمل تجاه عملة رقمية أمريكية محتملة.
واشنطن تسعى خلال الفترة المقبلة، للعب دورا رائدا في تطوير المعايير الدولية للعملات الرقمية، من خلال جمع تعليقات عامة حول مشروع الدولار الرقمي.
وأكد جيروم باول أن الاحتياطي الفيدرالي سيصدر ورقة مناقشة هذا الصيف تحدد التفكير الحالي بشأن المدفوعات الرقمية، مع التركيز بشكل خاص على الفوائد والمخاطر المرتبطة بعملات البنوك المركزية الرقمية في سياق الولايات المتحدة.
القرار الصعب
لكن المسألة ليست بسيطة وقد تتطلب الكثير من الوقت والمجهود، فالمركزي الأمريكي سيطلب التعليق العام على القضايا المتعلقة بالمدفوعات، والشمول المالي، وخصوصية البيانات، وأمن المعلومات.
ولخص باول ذلك قائلا: "قرار الدولار الرقمي يتطلب تفكيرا دقيقا وتحليلا من الجمهور والمسؤولين المنتخبين".
ويتضح من تصريحات باول أن الدولار الرقمي قد يتحول من مشروع بحث صغير إلى شيء يحتمل أن يكون أكبر، وفقا لموقع "aitnews".
ويسعى البنك المركزي الأمريكي، في مشروع الدولار الرقمي، إلى استكشاف كيف يمكن أن تتلاءم العملات الرقمية للبنك المركزي أو عملات البنوك المركزية الرقمية في النظام المصرفي الأمريكي.
الخطوة الرسمية التي اتخذها جيروم باول بشأن الدولار الرقمي الشهر الجاري، سبقتها فكرة غير رسمية.
حيث ظهر مشروع الدولار الرقمي، وهو شراكة بين شركة الاستشارات "أكسنتشر" ومؤسسة الدولار الرقمي، ويقوده منظمون ومديرون تنفيذيون سابقون، لمعرفة كيفية عمل العملة الرقمية التابعة للبنك المركزي.
دشنت مؤسسة الدولار الرقمي العام الماضي من قبل "أكسنتشر" ورئيس لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية السابق "جيه كريستوفر جيانكارلو"، و"دانييل جورفين" المدير السابق في "LabCFTC" والمستثمر "تشارلز جيانكارلو".
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز