بعد العثور على كائن بحري بدى شكله مخيف، رئيس الفريق البحثي المصري يكشف لـ"العين الإخبارية" عن نوعه وسبب وفاته.
لم يكن أحد يتصور من المصطافين بمدينة جمصة شمالي مصر، أن الكائن الغريب الذي عثروا عليه الأسبوع الماضي، سيكون في النهاية "دولفين عادي" لقي مصرعه بسبب إهمال أحدهم.
وتعود حكاية "دولفين جمصة" الشهير إلى عثور أحد المصطافين على حيوان بحري بدى غريبا, حيث ظهر نصفه متعفن دون عينان أو أسنان، ما جعله يثير الرعب في نفوس الموجودين على الشاطئ خاصة مع عدم قدرتهم على التعرف عليه.
يقول الدكتور هشام سلام، مدير مركز الحفريات الفقارية، بجامعة المنصورة المصرية لـ"العين الإخبارية": عندما وصلنا الحيوان من جهاز شؤون البيئة وجدناه دولفين عادي، لكن الصور التي التقطها الناس له على الشاطئ أظهرته بشكل مخيف، والسبب في رأيي كون نصفه متعفن حيث سقط جلد رأسه، وتحللت عيناه، فضلًا عن أن زاوية التصوير جعلته يبدو غريبًا لغير المتخصصين.
ويضيف خبير الحفريات، عبر الهاتف: قررنا تشريح الدولفين، لأول مرة في تاريخ الجامعات المصرية، بغرض إزالة اللحم المتعفن عنه، والاحتفاظ بهيكله العظمي للاستفادة منه فيما بعد، لنكتشف أننا أمام دولفين ابتلع شبكة صيد كاملة تسببت في وفاته.
وتابع سلام: أثناء التشريح وجدنا معدة الدولفين منتفخة، ففتحتنا معدته لنجد بداخلها شبكة صيد كاملة على هيئة كرة يبلغ قطرها 25 سم، وتفسيرنا العلمي لذلك أن الدولفين عندما حاول هضم هذه الشباك تكورت وأغلقت المعدة نهائيًا فأصبح أي طعام له لا يتجاوز حدود المريء ما أدى إلى وفاته.
وأرجع الخبير المصري تاريخ وفاة الدولفين إلى شهر تقريبًا، لافتًا إلى عثور الفريق البحثي أيضًا على مجموعة أكياس بلاستيكية داخل معدة الدولفين.
ويعد استخدام المواد البلاستيكية، من أخطر أنواع التلوث، خصوصا في البحار والمحيطات، حيث يصعب تحللها، و تحتاج إلى قرابة 1000 سنة لتتحلل.
وحول الاستفادة الممكنة من هيكل الدولفين، أوضح الخبير المصري أنه ليس هناك فائدة علمية تتعلق بعمل دراسات بحثية على هيكل الدولفين لكنه يمكن اتخاذه كعينة دراسية حيث سيمكن الدارسين من مقارنته بالحفريات التي ترجع إلى نحو 40 مليون سنة، والتعرف على الخصائص التشريحية للدولفين والتي تكونت عبر الزمن مثل عظام الحوض والأذن.
وبلغ طول دولفين جمصة، وفق الفريق البحثي، 2 متر و80 سم، قبل أن يتم تقطيعه إلى 5 أجزاء مقسمة إلى جمجمة وأطراف وعمود فقري، ووضعه داخل برميل لتحليله بواسطة مواد عضوية لاستخلاص الهيكل العظمي له.