سياسة
كيف انقلب العالم بعد قرار ترامب بشأن الهجرة؟
العديد من التداعيات تسبب فيها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر الهجرة من 7 دول إسلامية، وليس داخل أمريكا فقط لكن حول العالم.
أثار الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنع المسافرين من 7 دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة ارتباكا وغضبا ليس فقط داخل الولايات المتحدة لكن في جميع أنحاء العالم، بعدما منع المهاجرون واللاجئون من اللحاق بطائراتهم وتقطعت بهم السبل في المطارات.وفي أشد قرارات ترامب تأثيرا منذ توليه المنصب قبل أسبوع، وقّع الرئيس الأمريكي الجديد أمرا تنفيذيا يمنع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة لمدة 4 أشهر ومنع أيضا المسافرين من 7 دول -سوريا والعراق وإيران واليمن وليبيا والصومال والسودان- من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوما.
وأثار القرار غضب جماعات الحقوق المدنية والدينية ونشطاء وساسة ديمقراطيين تعهّدوا بالطعن على الأمر، كما أبدى قادة الدول المتأثرة بالقرار عن رفضهم للقرار وسط مطالبات بالرد بالمثل على ترامب، فيما اعتبرت فرنسا وألمانيا قرار ترامب "غير مبرر".
وقالت وزارة الأمن الداخلي إن نحو 375 مسافرا تأثروا بالقرار وإن 109 ركاب كانوا في الترانزيت في انتظار السفر ومنعوا من دخول الولايات المتحدة، ومنعت شركات الطيران 173 راكبا من الصعود إلى الطائرات قبل سفرهم.
وأضافت الوزارة في بيان أن الأمر "يؤثر على قطاع صغير من المسافرين الدوليين"، مشيرة إلى أن الإجراءات "أزعجت" أقل من 1% من المسافرين.
وخرج العشرات في احتجاجات مساء السبت في العديد من المطارات الدولية بالولايات المتحدة، مساندين بذلك الأهالي الذين ينتظرون ذويهم للمرور من الحاجز الأمني وإلى الأراضي الأمريكية
وفي ختام يوم من الارتباك والاحتجاجات في عدد من المطارات في أنحاء الولايات المتحدة، أصدرت قاضية اتحادية في بروكلين بنيويورك، السبت، حكما بإرجاء تنفيذ الأمر بصفة مؤقتة. ونجح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في إقرار الإقامة المؤقتة للمسافرين المحتجزين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة.
ولم تراع القواعد الجديدة المسافرين في الترانزيت أو العائلات التي كانت بانتظار ذويها وأحدثت حالة من الفوضى للشركات التي يحمل موظفون بها جوازات سفر من الدول المستهدفة وللجامعات التي يدرس بها طلاب من تلك الدول.
رأس الرمح
قال حكام ديمقراطيون إنهم يبحثون ما إذا كان بإمكانهم رفع طعون قضائية على الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في حين أن عددا من الجماعات تبحث تقديم طعون على أسس دستورية استنادا إلى التمييز الديني.
وقال ديفيد ليوبولد المحامي المختص في شؤون الهجرة من كليفلاند "هذا رأس الرمح وسيرفع مزيد من الدعاوى."
ووصف مارك كريكوريان مدير مركز دراسات الهجرة المحافظ دعاوى الطعن على الأمر التنفيذي بأنها "آخر محاولة" يمكن تطبيقها على عدد قليل من الأفراد، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب كسب قضية أوسع نطاقا على أساس مخالفة الدستور.
وقال إن "التعديل الأول لا ينطبق على الأجانب الذين يعيشون خارج البلاد. والقانون يقول صراحة إن بإمكان الرئيس إبعاد أي شخص أو فئة من الناس يرغب في إبعادها."
وأصدرت كبرى الشركات العاملة في مجال الصناعات التكنولوجية في الولايات المتحدة -التي تعتمد بدرجة كبيرة على العمالة الأجنبية- تحذيرات لموظفيها من هذا القرار واصفة إياه بأنه غير أخلاقي وغير أمريكي.
وقال ترافيس كالانيك الرئيس التنفيذي لشركة أوبر تكنولوجيز "إن الحظر سيضر بكثير من الناس الأبرياء"، مضيفا أنه سيثير الأمر خلال اجتماع له في البيت الأبيض يوم الجمعة المقبلة.
العالم ينتقد
ووصف مسافرون عرب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأمر التنفيذي بأنه مهين وينطوي على تمييز، وتعهدت إيران بالرد بالمثل، فيما طالبت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي من الحكومة –التي لم تعلق بعد على القرار- بالرد بالمثل بمنع دخول الأمريكيين إلى العراق.
ووصف السودان الأمر الذي شمل مواطنيه بأنه "مؤسف حقا"، خاصة وأنه جاء بعد مرور أسابيع قليلة من قرار لرفع الحظر الأمريكي على السودان بسبب تعاون الخرطوم فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وانتقد القرار حلفاء في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث قال وزير الخارجية الفرنسية جان ماك إيرو، الأحد، إن وضع مأساة اللاجئين في الاعتبار أمر "واجب"، مؤكدا أن الخوف من الإرهاب ليس مبررا للتمييز ضد فئة من الناس.
أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو نشر صورة له على "تويتر" مرحبا في تعليق عليها باللاجئين السوريين.
فيما قال متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأحد، إن قرار ترامب "غير مبرر"، مؤكدا أن ألمانيا تبحث حاليا وضع المواطنين الألمان مزدوجي الجنسية عند دخولهم الولايات المتحدة.
ارتباك أطقم الطيران وحاملي البطاقة الخضراء
وساد القلق في المطارات حيث بذل مسؤولو الهجرة والجمارك جهودا لتفسير القواعد الجديدة، وعندما صدر قرار ترامب كان بعض الركاب ممن يحملون إقامات قانونية في الولايات المتحدة في رحلاتهم الجوية وتم احتجازهم فور وصولهم إلى المطارات.
وقال مسؤولون أمريكيون إن حملة البطاقات الخضراء من الدول السبع التي شملها الحظر في حاجة لمزيد من الفحص، وسيتم بحث حالاتهم كل على حدة.
بينما أشار مسؤولون إلى أن القرار يشمل حاملي البطاقات الخضراء وكذلك الحاصلين على تأشيرات هجرة، وأنهم يتوجب عليهم التوجه للقنصلية الأمريكية في بلادهم للحصول على إذن خاص بالدخول، أما في حالة المغادرين للولايات المتحدة عليهم التوجه كذلك إلى السلطات لاستخراج إذن يعود بموجبه مرة أخرى لأمريكا.
وفوجئت شركات الطيران بالأمر التنفيذي وبمنع أطقم الطائرات من الدول المشمولة بالحظر من دخول الولايات المتحدة.
وأعلن اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، الأحد، أنه أخطر الخطوط الجوية العالمية بتطبيق قرار ترامب على أفراد طواقم الطيران المنتمين للدول المحظورة.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMTg3IA==
جزيرة ام اند امز