رغم الاعتراض الدولي.. ترامب يتمسك بمقترحه لتهجير الفلسطينيين
رغم الاعتراض الدولي الواسع، حاول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توضيح بعض التفاصيل المتعلقة بخطته لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "ستسلم إسرائيل قطاع غزة إلى الولايات المتحدة عقب انتهاء القتال".
وأضاف أن سكان غزة "سيكونون قد أُعيد توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أمانًا وجمالًا، في منازل جديدة وحديثة في المنطقة"، مما يشير مرة أخرى إلى احتمال تهجير جميع سكان القطاع.
وأكد ترامب أن "الولايات المتحدة لن تحتاج إلى نشر أي قوات عسكرية في غزة"، موضحًا أن "الولايات المتحدة، بالتعاون مع فرق تنموية رائدة من جميع أنحاء العالم، ستبدأ ببطء وحذر في بناء ما سيصبح أحد أعظم المشروعات التنموية وأكثرها روعة من نوعها على وجه الأرض".
وأشار إلى أن هذه الخطة ستجلب "الاستقرار إلى المنطقة".
وكان الرئيس قد أعلن خطته لأول مرة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل أيام، إذ قال إن "السبب الوحيد الذي يجعل الفلسطينيين يريدون العودة إلى غزة هو أنه ليس لديهم بديل آخر"، مشيرًا إلى أن القطاع أصبح "موقع دمار كامل".
وأكد الرئيس الأمريكي في حينه، أن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية "إزالة القنابل غير المنفجرة والأسلحة الخطرة من القطاع"، وأنها ستعيد إعماره وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مما قد يجذب "الناس من جميع أنحاء العالم".
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في منشور على منصة "إكس": "الولايات المتحدة مستعدة للقيادة وجعل غزة جميلة مرة أخرى"، مؤكدًا أن هذه الخطة تهدف إلى تحقيق "سلام دائم في المنطقة".
نقاط غامضة
لم يحدد ترامب آلية تنفيذ خطة التوطين، لكن اقتراحه يتماشى مع رؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف، ويتعارض مع تعهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بمنع التهجير الجماعي للفلسطينيين.
وخلال المؤتمر الصحفي، سُئل ترامب عما إذا كانت خطته قد تتطلب استخدام القوة العسكرية الأمريكية، فأجاب: "سنفعل ما هو ضروري"، دون توضيح الأساس القانوني الذي يسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على غزة واحتلالها.
من جانبه، وصف نتنياهو، ترامب بأنه "أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض"، وأشاد بفكرته "غير التقليدية"، قائلًا: "هذه فكرة تستحق الاهتمام، وقد تكون قادرة على تغيير التاريخ".
إدانات دولية واسعة للخطة
وأثار إعلان ترامب ردود فعل غاضبة داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث اعتبر نواب ديمقراطيون ومنظمات حقوقية أن اقتراحه يمثل تطهيرًا عرقيًا للفلسطينيين.
وقالت النائبة الأمريكية رشيدة طليب، ذات الأصول الفلسطينية: "الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان، وهذه الخطة هي مجرد تبرير لدعم الكونغرس للإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
كما أدان السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولين، الخطة قائلًا: "اقتراح ترامب بترحيل مليوني فلسطيني والاستيلاء على غزة بالقوة هو ببساطة تطهير عرقي باسم آخر".
من جانبها، شددت الحكومة السعودية على رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأكدت أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
أما منظمة العفو الدولية، فقد اعتبرت أن "تهجير جميع الفلسطينيين من غزة يعني تدميرهم كشعب، وهو جريمة ضد الإنسانية"، فيما أصدرت عدة دول عربية وغربية بيانات لرفض التهجير.
aXA6IDEzLjU5Ljc3LjgzIA== جزيرة ام اند امز