هل يمكن لترامب إقصاء روبرت مولر عن تحقيقات التدخل الروسي؟
شبكة "سي إن إن" الأمريكية أعدت تقريرا تجيب فيه عن إمكانية إقالة الرئيس الأمريكي لمستشاره الخاص والنتائج المترتبة على ذلك.
جاء تعيين روبرت مولر لقيادة التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية مايو/أيار الماضي، على حين غرة بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فبعد سبعة أشهر، أصبح المدافعون عن الرئيس يأملون في النيل من تلك التحقيقات بينما يصر ترامب علنًا على التأكيد بأنه ليست لديه خطط لإقالة مولر.
- أدلة تكفي لاتهام مستشار ترامب بنقل معلومات لروسيا
- فريق ترامب: مولر حصل على رسائل إلكترونية بطريقة "غير قانونية"
ولا يزال ترامب ومحاموه وحكومته وطاقم البيت الأبيض يؤكدون أن مولر بعيد عن الإقصاء، رغم وصول تحقيقاته إلى أفراد من الدائرة الداخلية للرئيس، لكن ماذا قد يوقف ترامب عن تسليم مولر خطاب الإقالة حال غير رأيه؟
في هذا الشأن أعدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرًا تجيب فيه عن إمكانية إقالة الرئيس الأمريكي لمستشاره الخاص والنتائج المترتبة على ذلك.
- هل يمكن لترامب إقالة مولر؟
الإجابة ليست واضحة تمامًا، فبموجب تشريعات المستشار الخاص قد يتم تأديب مولر أو إزاحته من المكتب، لكن فقط عن طريق خطوة فردية لوزير العدل.
كان وزير العدل جيف سيشنز قد أنقذ نفسه من جميع القضايا المتعلقة بحملات الرئاسة عام 2016، لذا فإن سلطة إقالة مولر تقع على عاتق نائب وزير العدل رود روزنشتاين.
لكن لطالما قدم نائب وزير العدل الأمريكي دفاعًا قويًا جدًا عن نزاهة مولر، وأخبر اللجنة القضائية بالكونجرس الأسبوع الماضي، أنه لا يرى سببًا وجيهًا لإقالة مولر.
ويتمتع ترامب بالقدرة على إقالة سيشن و/أو روزنشتاين، كأعضاء بالسلطة التنفيذية، وفي هذه الحالة سترفعه مساعدة وزير العدل الأمريكي راشيل براند إلى وزير العدل بالنيابة.
وفي تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قال راجيف شاه، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن ترامب لا يفكر في إجراء تغييرات بقيادة وزارة العدل.
وأوضح المسؤول السابق بوزارة العدل في إدارة أوباما نيل كاتيال، أن القواعد لا تستبعد إمكانية التدخل السياسي في التحقيقات، مشيرًا إلى أن الدستور يمنح الرئيس سلطة الادعاء الكاملة في المادة الثانية، بالتالي فإن أي مدعٍ عام فيدرالي يعمل في نهاية المطاف للرئيس.
وأشار إلى أن الرئيس سيكون عليه توجيه روزنشتاين لإقالة مولر، أو حتى يمكن لترامب أن يأمر بنقض لوائح المستشارين الخاصين وإقالة مولر بنفسه.
- هل سيضار ترامب من ذلك؟
وقال أستاذ القانون بجامعة هارفارد جاك جولدسميث، إنه إذا حاول الرئيس إقالة مولر سيضع نفسه تحت مزيد من التمحيص، مشيرًا إلى أن إقالة مولر لن تريح ترامب من التحقيقات، ولكن على الأغلب سيحدث عكس ذلك، حيث إنها ستطلق شكوكًا أكبر تجاهه، كما حدث عندما ساءت الأوضاع بعد إقالة جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية.
- ماذا سيحدث حال إقالة ترامب لمولر؟
وأوضح الجمهوريون بمجلس الشيوخ، أن إقالة ترامب لمولر ستكون "خطأ"، وسيغضب الديمقراطيون إذا حاول فعل ذلك.
لكن المقترحات التشريعية التي طرحت خلال الصيف لحماية المستشار الخاص توقفت حتى الآن.
وإذا حاول شخص ما رفع دعوى قضائية لوقف الرئيس، من الصعب تصور سيناريو واقعي يكون فيه هذا المتحدي لديه سند قانوني كافٍ للاستناد عليه.
ونظرًا لأن الرئيس هو المسؤول عن السلطة التنفيذية، فإنه مسؤول عن إنفاذ القانون.
وقال نيل كاتيال، إن الرئيس بموجب الدستور الأمريكي لديه سلطة الادعاء، لذا فإن المدعين يمثلون امتدادًا للسلطة الرئاسية.
لكن فكرة أن ترامب قد يحاول إقالة مولر أو أن يأمر بإقالته، يجدها بعض الخبراء بمثابة خلل في التصميم الدستوري.